الناظر للأمر وواقع الحال في ظل ذالمتغيرات الماثلة يدرك تماماً أن الأمر لم يعد كسابقة، حيث التوافق الشعبي العظيم جراء الحراك الذي تشهده البلاد نتيجة للحرب اللعينة، التي خلقت وساهمت في إيجاد رؤية ذات أبعاد وطنية رسمت ملامح ما سوف يكون عليه الوطن مستقبلاً ووحدت الصف وجمعت الكلمة وحددت مصيرهذا البلد الذي أتضحت معالمه وبانت بواطنه، بأنه لم يعد للخائنين والعملاء اليه سبيلا، كما أصبح الأمر مرتبط بمسلمات حرة متمردة علي النسق الإجتماعي بواقعه الأليم والسياسي القديم الذي كممت فيه الأفواه وحجمت الأفكار وخلقت القيود والعوائق التي ساهمت في أضعاف وإفشال الجهود التنموية التي تعنى بإرتقاء الفهم والإدراك في النواحي السياسية والإجتماعية في المجتمع مما كان له الأثر في تأخر النمووالإستقرار والإنطلاق نحو فضاءات ومساحات أرحب تلبي طموح وأحلام المواطن المغلوب على أمره والمكتوي بظلم بني جلدته………
إذ لم تعد الرؤية هي تلك التي تعبر عن أحلام وآمال الأصفياء كما في السابق ولا هي التي تخدم حاجات الزعماء المبجلون من بيوت الأسياد ومضطهدي العباد. اولئك الذين عملوا على الهمينة والإستملاك الذي لم يقتصر على إستغلال المقدرات وإمكانيات الشعب ،بل سعوا لسلبه كينونته وسمات شخصيته، وفق مناهج تأطر للتبيعة المحضة والتي جعلت منه تابع لاتتعدي أحلامه وافكاره حدود ما تم تصميمه ، مع قتل الطموح المعبر لدور الفرد و عن ذاتيته المستقلةوتعدى ذلك لإستلاب وطمس الشخصية وقتل روح المبادرة ووئد الهمة التي كبلت بقدسية كذوبة ……….
قد ظل تاريخ هذا البلد حبيس بين طمع الأسياد وكهنة الإستعباد دون إفساح مجال للمتطلعين والمستنيرين من شباب هذه الأمة، حيث عمد هؤلاء على تصنيف الناس بين شريف يحقه له السمع وأن يبذل له الغالي والرخيص لنيل مرضاته، وبين وضيع ليس له حظ من هذه الحياة إلا خدمة أهل الحسب والنسب ،حيث استغلوا حبهم للخير وضعفهم المعرفي وبجهل وقعوا في عبودية البشر……..
وكذا أصلوا لأحزاب طائفية، ولإقطاعية بغيضة لم يغفل عنها التاريخ ولن تتجاوزها ذاكرة الامة، وبظلم إستنزفت به جهد وعمر البسطاء من بني بلادي وخلقت منهم إمعات يسبحون بحمد هؤلاء لنيل صكوك العفران كما صوروا لهم بأن هذا هو طريق للوصول ودونه الهلاك…….
، وبصلف وإزدراء عملوا علي الهيمنة في الواقع السياسي بإستغلال المشاعر والعاطفة لدي المريدين لضمان الإسطفاف والتبعية وبإنقياد أعمي في الممارس السياسة التي أنتجت لنا مشاهد قلما تجد أمثلة لها في محيط المنطقة و تجارب نيابةفاشلة ، حيث التفويض موقوف على الولاء دون النظر للكفاءة والعطاء، فقط المعيار هو رضا وتوجيه السيد لذا أناب الجهلاء عن الشعب وفاز الأمي على صاحب العلم والمعرفة والدراية وفشل الأمر وهذه هي طبيعة و ملامح الممارسة السياسية التي سوف لن تتكرر بإذن الله تعالى بوجود هذا الجيل الطموح و( المفتح)..
ودونكم حقبة الديمقراطية الثالثة التي كانت نتاج ثورة شعبية قادها الرواد وأصحاب التجارب والرؤى أجهطت، يوم تماهوا مع الإقطاعيين أولئك، و إرتموا في أحضان الأحزاب والجهوية ،جاؤوا لنا بتجربة أقل ما توصف بأنها فوضوية ضيعت جهد الأخيار وقتلت أحلامهم وذهبت بثورة عظيمة وتشرزم المجتمع …….
قد ولى زمن الرق الفكري والعبودية الرؤيويه بما سوف يكون عليه هذا البلد من تغيير وتحول بحول الله ، قد ساهمت الحرب في التعريف بالوطن وبينت مواطن الداء وبؤر العلل، وقطعا أن الاحزاب و سماسرة السياسة هم أدواتها، والتي سوف يعمل الكل على أحداث التغيير المفاهيمي المطلوب الذي يذهب بأحلام الباشوات وقطع الطريق أمام محاولة أصحاب البيوتات العمل على أعادة وتدوير أفكارهم الخربةوأطماعهم الخبيثة، بفرض وإعداد أبنائهم لقيادة المبادرات كما هو باين وأملاً في الاستحواذ على المشهد،فما عادة الحياة هي تلك ولم يعد الشعب هو ذاك ،فلقد صحي ضمير الشباب وأدركوا فرية الطوائف ومناهجها الإستعلائية، فلم تعد تنطلي عليهم مثل تلك الترهات..
الكل علم ووعي بدوره فليس للأحزاب والعملاء من حظ في خارطة العمل السياسي، التي نطمح في أن تكون بأيدي الشباب أصحاب الوجعة والعزاءتصميماً وتنفيذاً، بعيدا عن تدخلات زعماء الطوائف ومغازلة سفهاء قحط الذين نشطوا هذه الأيام يمشون على جماجم الابرياء يطلبون التفويض بدعوى كذوب تمثيل الشعب، يتقدمهم بلا خجل خايب الرجاء وفال الشوم، قاتلهم الله أنى يؤفكون نود أن نراهم ليس في سلةالمهلات فحسب وإنما حرقاً في مكب النفايات ومحو تاريخ الطائفية المقيتة والنخبوية الفاسدة……..