لست أقل فرحة من الذين تهللت أساريرهم و إنشرحت صدورهم لسماعهم أن حسم الأوضاع وضبطها بات وشيكاً، وفرض السيطرة والتحكم أصبح واقعاً، وأن ليس هناك ما هو مدعاة للخوف والوجل وقريبا يعود الكل لداره ومداره أمنا وإستقرار ووعداً وتمني،،،،
قد عاش الناس هول المصيبة وفظاعةالواقع وبشاعة الحال ،إذ لم يلبسوا غير عشية و ضحاها حتي تداعي شواطين الإنس والجن عليهم قتلا وتنكيلا، وعاثوا فساداً ذهب بعفتهم وعفافهم ، وتركهم يواجهون مصيرهم بغير زاد ولا عتاد في وضع كارثي قضى على هناء عيش واستقرار حياة وتسبب في التشتت والضياع الذي ضاعت معه كثير من القيم والأخلاق ،،،،
جرى كل ذلك الخراب والدمار بأيدي قحت الآثمة الملطخة بدماء الشرفاء والسالبة لشرف العفيفات بإضرام نار الفتنة التي ذهبت بكبرياء الرجال وحرمة النساء وبراءة الأطفال ،ليس لشئ سوى تنفيذاً لرغبات أسيادهم وأحلامهم المريضة التي عمت أبصارهم وبصائرهم وهم يطلبون عزة في ذلةالأخيار وطمس لقيم الناس والعمل على فرض ما يمليه عليهم شياطينهم من الإنس والجن أذلهم الله أين ما ثقفوا،،،،،،،
إن الدمار المادي والهيكلي والبنيوي هو سمة الحروب و كذا ما يتبع ذلك من فقدان للأرواح والتعطيل لحركة الحياة وإنفراط عقد الأمن وإنتشار الفوضى وسيادة قانون الغاب،كل ذلك في نظري يمكن أن يعالج بعد أن تضع الحرب أوزارها بالتخطيط وتنظيم الاداور وفق تنسيق و تراتيبية إدارية، غير أنه ما يخيفني ويعزز هذا الشعور في نفسي، هوالدمار الذي حدث في الجانب الإجتماعي والنفسي والأخلاقي في المجتمع، هذا له ما بعده من علل وأوضاع نفسية تهدد ملمحنا الإجتماعي وتكبل تطور ونمو المجتمع وسيظل الفشل حليفنا إن لم نولي هذا الأمر اهميته ،،،
إذ أن للحرب آثارها على المجتمع وبيئته، ولكن الأثر الإجتماعي هو الأبلغ والأخطر من بين تلك الآثار، وخاصة عندما تكون حرب قيمة كهذه فقحت النحس هدفوا من خلال تبنيهم وسرقتهم لثورة التغيير إستغلال حماس الشباب وكسب تأييدهم و تمرير أجندة تعنى بمفهوم التغيير الذي مضمونه عندهم هو الحرب ضد القيم والدين وثواب الأمة وضد الأسرة وحواكم وضوابط المجتمع ومرجعياته فهي دعوة للتفسق والإنحلال والعهر ولحياة لاأخلاق فيها و خاصة في ظل وجود صانعي محتوى داعمين و مسوقين للفكرة في ظل نسيج اجتماعي متأثراً أصلاً ومتسماً بالهشاشة، والتهديد يكمن فيما إحتوته الرسائل وخطب الكراهية المصاحبة من موضوعات تؤثر سلباً علي الاستقرار والوحدة الاجتماعية ويقطع الرابط الإجتماعي ويجعل من المجتمع بلا هوية وينسف التماسك المجتمعي فهذه هي الحرب الأخطر والمعركة الأشرس ،،،،،
فالنصر الحقيقي لا يأتي فقط بوقف القتال وإسكات صوت البندقية فحسب ، إنما المعركة أكبر من ذلك تتطلب صبر ومثابرة وبذل جهد في إحداث تحول مفاهيمي يصحح ويعالج ما ترسب في النفوس جراء تلكم الخطب والرسائل التي حملت ألفاظ مهينة تدعو للقطيعة الاجتماعية. وخلق فتن بين مكونات المجتمع وتأجيج الصراع فية،،،،،
فالإعلام وآلته له أهميته التي لاتقل عن حمل السلاح لإحداث التغييروله أسهامه في بناء المجتمعات وفي الحفاظ علي القيم وتربية الأجيال علي الانتماء الوطني وهذا يتوقف على من يقف خلف ذلك من أرباب الرأي والرؤية القويمة،فهذا ما نحتاجه بإلحاح ويملي علينا بناء جهاز إعلامي قوي فعال يقاتل الي جنب مع القوات المسلحة ويكون رأي عام مساند داعم للمواقف يبث الرسائل الإيجابية وتبيان الحقائق والدفاع عن المكتسبات وحراسة للانجازات التي تحققت والعملوعلى دحض الشائعات ووئد للفتن في مهدها…
فحسرتنا أن الرويبضات علا صوتهم من خلال المنصات الاعلامية والوسائل المتاحة ، وتولوا الأمر وأخذوا في بث سمومهم وأحقادهم المريضة دون حسيب ولا رقيب، جهدا في تمرير أجندتهم القائمة علي العنصرية والجهوية وتصوير المعركة على أنها ضد المكون الفلاني والمجموعة الفلانية في عنية مقصودة تهدف لاطالة أمد الحرب و تمزيق ما تبقى من النسيج الإجتماعي وباستهداف الجيش المؤسسة القومية ذات الرمزية والسيادة التي تعبر عن أحلام وآمال هذا الشعب العظيم،بغية النيل منه ومن تاريخه التليد….
حيث وجد ذلك هوى عند بعض ضعاف النفوس ومدعي الإعلام أولئك المبدعون من الجهات الخارجية ومن نصبوا أنفسهم حماة وأصحاب الحق الأصيل، في إستغلال الأمر في غلو وتطرف والعمل على دعم مواقفهم بالنيل من الأطراف الاخري بالتشكيك في أهدافها ومواقفها ووصمهم بما يقلل من أدوارهم ، وهكذا الأمر سجال في مظهر خلافي وندية متضاربة تهدد البقاء والحياة وما خفي أعظم ،،،،،،
فالفرحة تكتمل والخوف يزول بتشخصينا الدقيق لواقعنا ومعرفة مواطن الداء وحجمه والتعرف على المؤججين أصحاب المصلحة الداعمين لذلك وما أكثرهم ، والمطلوب العمل الجاد ووئد الفتنة في مهدها وأحاطة مجتمعنا بسياج من القيم التي تجعل من الولاء للوطن هي أسمى الغايات تصغر أمامها الجهوية البغيضة وتعلو الوطنية المفقودة ،،،،،،
فالمعركة تضافر للجهود الإجتماعية والإنسانية والتنموية وضروري أن تدار بحنكة و بآلية إعلامية واعية ومسؤلة تعمل بجهد ومكمل للمبذول من قبل قواتنا المسلحة، حيث الأمر كان كبير والأستهداف خطير والمخطط أخطر،لذا لابد من العمل في تناغم بغية تحقيق اكبر قدر من القبول فيما بيننا كمكون وشرائح مجتمعية نسعى جمعينا لإمتصاص آثار الحرب في تنسيق بين الجهد الرسمي والشعبي لخلق مجتمع قوي متماسك ، وتبصير الناس بخطورة صانعي الفتن والعمل على عزلهم وتحجيم ادوارهم .
فلابد من أخذ الأمر بجدية ولا ينبغي أن يترك كما السابق لهواة مسلوبي إرادة وأحزاب عجزوا عن تقديم ما يخاطب رغبة الأمة وأشواقها، وهاهم اليوم بدأوا يتلايمون وأخذوا ينسلون من (أوكارهم) يركضون حجاً لولي النعمة طلبا لرضاه وخطب وده وفي أستعداد للتضحية بوحدة التراب ومصير الوطن
أن قحت وعملاء السفارات الذين لم يؤمنوا بوحدة الأمة ومصيرها وأولئك كهول الاحزاب ليس لهم من الامر شي بل هم من أوردنا هذا الموردفلا مكان لهم بيننا ولانريد أن نخرج من تجربة أفقدتنا الكثير نعيد مآسيها، فنحن في مرحلة لإرساء قواعد القيم والإنطلاق لبناء وطن معافى من كل علل الماضي فلابد لنا من جهاز إعلامي له رساله لبث الفكرة وشرحها والدفاع عنها وكسب المساندة والمناصرة والتأييد فنأمل من الأخوة في القيادة والسيادة من أخذ الأمر كما ينبغي، فعلى ولاة أمرنا أن يسلكوا بنا آمن السبل وكلنا صبر حتي بلوغ المرام مع رفقة مأمونة بعيداً عن شلة ملعونه،،،،،،