الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة العميد / فتح الرحمن محمد التوم يكتب… (للوطن والمواطن 3-3 )


——————————
عانى المواطنون كثيرًا من ويلات الحرب، وتعددت اشكالُ المعاناة، إلا ان أكثرَها ايلاما كانت معاناة المرضى، خاصةً أصحاب الأمراض المزمنة والمصابين في المعارك من جراء التدمير العشوائي من قِبَل المليشيا المتمردة الذي استهدف المنازل و الأحياء المدنية ومرافقها الصحيه . لقد ادى هذا الاستهداف العشوائي للمستشفيات لخروج معظمها من الخدمة. كذلك أدي الي نقص الدواء ومعينات العمل وقلة الكوادر البشرية . ومما فاقم من المشكله وزادها تعقيدا وقوع بعض المشافي في مناطق الاشتباكات وتم الاستيلاء عليها بواسطة المليشيا المتمردة لاستغلالها في علاج جراحهم،.

وسط هذا الوضع الصحي المتأزم، خرج مارد عملاق من عمق الشرطة ليتصدى لتحديات هذا الوضع وإفرازاته، ليكونَ طوقَ نجاة لطالبي الخدمات الصحية. لم يكن هذا العملاق الا ادرة الخدمات الصحية بالشرطة. حيث سخرت كل مستشفياتها ومرافقها الصحية بالولايات لعلاج المواطنين اسوةً بمنسوبي قوات الشرطة. وقدمت في ذلك اعمالًا جليلة ساهمت في تخفيف وطأة المعاناة.

كانت اهم أجندة زيارة السيد المدير العام لقوات الشرطة سعادة الفريق شرطة حقوقي خالد حسان محي الدين للولايات، الوقوف علي اداء مستشفيات الشرطة وتقديم الدعم لها. فقد أصدر سيادته قرارًا يقضي بعلاج جميع جرحي معركة الكرامة من المواطنين والقوات المسلحة وقوات الشرطة والمستنفرين دون أي مقابل في كل مستشفيات الشرطة، وتقديم كل الخدمات اللازمة لهم. وبحقٍ، فقد كان هذا من أهم القرارات وأجلاها، ويُعدُ مثالًا عمليًا وتنزيلًا حقيقيًا لشعار الشرطة في خدمة الشعب، إلى أرض الواقع.
لقد كان ومازال العاملون بالخدمات الصحية في قطاعاتهم واقسامهم المختلفة، شموعاً تحترق لأجل صحة وسلامة الآخرين، ولاغرابةَ في ذلك ولا غرو، فهم تحت قيادة سعادة الفريق شرطة دكتور اميرة عباس محمد فضل، مساعد المدير العام للخدمات الصحية. وقد سرت روح التضحية والتفاني هذه ومغالبة الظروف في كل العاملين بالمستشفيات الولائية في (نهر النيل- الشمالية -كسلا- القضارف- النيل الازرق – سنار -النيل الابيض) فقد كانوا وسيظلون ان شاء الله نجومًا سامقةً ومثالًا للتجرد ونكران الذات.
لم تكن حكومات الولايات بعيدةً عن هذا الجهد،
فقد تبنى السيد حاكم إقليم النيل الأزرق مبادرة مستشفى الشرطة بالدمازين وتقديم الدعم لها، لتطوير وتقديم الخدمات العلاجية، وذلك بعد أن لمس المجهود الذي يبذله منسوبو الخدمات الصحية هناك ورغبتهم في تقديم الخدمات الصحية لشعب ولاية النيل الأزرق.
بذلت رئاسة قوات الشرطة مجهودًا جبارًا في تاهيل مستشفى الشرطة بولاية البحر الاحمر. وبمشيئة الله تعالى والتي ستستأنف تقديم خدماتها للمواطنين بعد ان تم تجهيزها باحدث المعدات واستيعاب الكوادر البشرية المدربة.

ميدان اخر من ميادين معركة الكرامة قدمت فيه الشرطة عملًا متميزًا في ظرف بالغ التعقيد إلا وهو تقديم الخدمات الاسعافية والعلاجية للمواطن مما مكن من توطين العلاج بالداخل.
الذي يمكن ان ينطلق من مستشفيات الشرطة وتتضافر الجهود من السلاح الطبي والمستشفيات النظامية الأخري ووزارة الصحة بتوفير الدواء ومعينات العمل من اجهزةٍ حديثةٍ ومعدات تشخيصية متطورة..

ستنجلي هذه الغمة وستخرج الشرطة اكثر قوةً وتماسكًا..
وما النصر الا من عند الله .

Exit mobile version