هناك من يمارس التضليل الإعلامي عن قصد وهناك من يمارسه عن جهل واستغفال فالأول صاحب غرس يريد أن يصل لهدفه ويجني ثماره والثاني صاحب سبق يريد أن يكون الأول والحصري في نشر الأخبار.
مسار مسرح العمليات في السودان جعل كل من يحمل هاتفا ذكياً يمارس دور الإعلامي غير المحترف ينقل المعلومة دون التأكد من صدقيتها ودون معرفة قواعد تحريرها فأصبحت الوسائط الإلكترونية سوقاً للشائعات وبذلها للجمهور على قارعة الطريق فالناشر لا يهمه الأثر النفسي السالب لتغطية مجريات الحرب على المواطن المغلوب على أمره بقدر ما يمهه نشر الخبر على أوسع نطاق.
في علم الإعلام هناك من يسمي ناشر الإشاعة وباث الرعب والهلع في نفوس الناس ب (الإعلامي او الإعلام القاتل) بالضبط هذا ما أنطبق قبل يومين ونحن نطالع سيل الشائعات حول سقوط مدينة سنار مما أدى إلى موجة نزوح كبيرة بين مواطني سنار وجعل الناس في الولايات الآمنة يقفون على أطراف اصابعهم وحواف قلوبهم وهم يرسمون المستقبل الغاتم الذي ينتظرهم.
أتضح لاحقا بعد دحض شائعة سقوط سنار أن المدعو خال الغلابة (محمد خليفة) هو نافخ الكير في الوسائط وقد وقع ضحيته الكثيرون في نقل خبر سقوط سنار لكونهم هواة إعلام ليسو بالمحترفين الذين يخضعون الخبر للقواعد الخبرية وماورائها وتحليل شخصية مصدر الخبر الذي عُرف عنه دس السم في الدسم بتمرير أخبار ذات مصداقية لإيهام البسطاء بدقته في نقل الأخبار ومن بين هذه الأخبار الصادقة يدفع بخبر قاتل ذو أثر نفسي سالب جدا ميدانياً لإحباط الروح المعنوية وهذا ما ترتب فعليا على خبر سقوط سنار.
نجح محمد خليفة دنقر الذي يسمي نفسه خال الغلابة في خلق بلبلة وزوبعة إلا أنها لم تصمد طويلا أمام تيار الحقيقة الجارف الذي تبارى في عكسه من داخل الميدان جنود القوات المسلحة وابطال العمل الخاص وفرسان هيئة العمليات والمقاومة الشعبية بممارسة دور المراسل الحربي المحترف ومالبث الأمر حتى تبدل الحال من الخوف إلى الطمأنينة فبهت مسيلمة قحت البعثي ناشر الإشاعة خال الغلابة فضجت الميديا بنعته بخال الخيابة.
من الدروس المستفادة إعلامياً لشائعة سقوط مدينة سنار وماسبق كشف أبواق وأقلام المليشيا التي تتوارى خلف ستار الحقيقة..أهمية دور الإعلامي المحترف الذي يعكس الواقع كما هو.. الإعلامي الحربي الذي يبث رسائل الطمأنينة والأخبار من الميدان مباشرة…وأهمها على الإطلاق العمل على ايغاظ الإعلام الرسمي والعسكري وأخذ زمام المبادئة والمبادرة فلو كان الإعلام الرسمي والحربي في الطليعة لما حدثت مثل الإرتبارك ولما لجأ الناس إلى تتبع الأخبار من الصفحات والأقلام المأجورة التي تعمل لمصلحة من يدفع لها..لنا عودة.