منذ اندلاع الحرب الحالية بالخرطوم ظللت متابعا يومياتها وتداعياتها ساعة بعد أخرى ويوما بعد يوم حتى منتصف مايو اي بعد شهر من ندلاع القتال ارغمتني الحرب والحاح الاهل للعودة للديار باعتبارها آمنة ومطمئنة وبعيدة عن نيران الخرطوم ومنذ اندلاع الحرب كان موقفي داعما لجيش بلادي مقاتلا معهم بكلمتي ماوسعني ذلك وعدت للدبيبات ومارست نشاطي في دكاني واجوب أسواق الحاجز وقليصة والدلنج لإطعام أسرتي الصغيرة ولكن داهمت المنطقة مليشيا الدعم من خلال بيع وشراء وخيانة لضابط في الجيش وسماسرة معلقة في رقابهم أرواح أكثر من خمسين جنديا تم قتلهم في حامية طيبة في يوما عبوسا قررت فيه مغادرة الدبيبات بعد ساعة من دخول الجنجويد ويممت وجهي شطر الأبيض عروس الرمال وبعد مغيب الشمس داهمت قوة من المليشيا بأربعة عربات بيتي ومعهم (قودا) من عشيرتي طبعا ماكان مقصدهم التحية والمجاملة بعد أن كتبت عن نهب الدبيبات في رابعة النهار
عدت لام درمان بعد شهرا ونصف ولم اغادرها الا لبورتسودان تابعت كل تفاصيل الحرب المعلن عنها والمسكوت وكل ماحدث كتبته في أوراق لو مد الله في العمر ربما تصدر ككتاب توثيقي لحدث جلل في هذا البلد
أمس السبت وانا بعيدا في شرق السودان عن مدينة أم درمان تابعت مليشيا الجنجويد ماكشف عنه ياسر عرمان قبل اسبوع وهو يتوعد المدنيين في ام درمان والابيض وكوستي بالحرب وواصلت المليشيا قصف أحياء كرري لارغام سكانها على النزوح أو الإبادة الجماعية بدانات المدافع بعيدة المدى وقتل في التدوين السائق اسعد من ولاية الخرطوم وقتلت امرأة بالحارة ٢٦ وجرح آخرين وروع الآلاف بسبب القصف المدفعي والذي لن يتوقف عن ام درمان الا في حالة اجتياح القوات المسلحة فجأة إلى مدينة بحري وتحريرها من قبضة الجنجويد وتلك مهمة ليست مستحيلة إذا اخلصت النوايا وعاد الفريق ياسر العطا إلى قيادة العمليات كما كان ايام تحرير الإذاعة وتأمين ام درمان القديمة واصبح التمرد يقصف كرري من ام بده يوميا وفي كل يوم تصل إمدادات الأسلحة إلى التمرد من دارفور
تلك هي حقائق الواقع ولكنا نظل ندعم وهذا الجيش حتى نسقط نحن أو يسقط آخر جندي