انتهاكات مليشيا الدعم السريع في الجزيرة وفى الفاشر وفى بعض مناطق الخرطوم وقراها هذه الأيام ، متعمدة وفعل منهجي ، وليست رد فعل على انسلاخ كيكل ، كما أنها ليست تصرفات فردية ، ومما يعزز ذلك ظهور القائد المليشي قجة فى الهجمات على قرى الجزيرة (السريحة وازرق وود الفضل) ، مع أنها ليست مناطق انتشاره (غرب الجزيرة) حيث اشتهر بتحركاته فى مناطق ابوقوته وامتداداتها..
والاشارة الثانية المهمة هى ، تمدد هذه التجاوزات فى دائرة ابعد من مناطق سيطرة وتاثير كيكل ، ومن ذلك منطقة سوبا شرق ، بشرق النيل ، حيث بدات حملات نهب وسلب واسعة وكذلك منطقة الكباشي ببحرى وما جاورها ، وارتكازات شريان الشمال منطقة ام صيدة ، حيث نهبت الاسواق أمس..
وغالب الأمر ، أن هذه الانتهاكات والتجاوزات فوق أنها سلوك معتاد لهذه المليشيا البربرية المتوحشة ، فانها:
- ذات ارتباط وثيق بالفعل السياسي والتحركات الخارجية والدعوات لحماية المدنيين والتدخل الدولي وقد اشتدت الدعوات قبل انعقاد مجلس الأمن الدولي أمس ، كما تزايدات الانتهاكات ، وهذا يعزز فرضية التحالف السياسي الواضح بين مليشيا آل دقلو وبعض القوى السياسية والمنظمات ونقصد هنا تحديدا (تقدم)..
- وارتبط الأمر كذلك بخطط المليشيا ونمط تفكيرها من خلال:
- زيادة الضغط على القوات المسلحة لتغيير خطتها العسكرية ، كلما اشتدت العمليات العسكرية فى المحاور المؤثرة ومحاولة تشتيت الإنتباه والتركيز..
- شغل الرأى العام الداخلي بفظاعة الانتهاكات للتخطيط خلال فترة الارباك إلى مجازر أكثر قسوة وهدف آخر دون اعتبار لأى معيار إنساني أو قانوني أو اخلاقي..
- شغل عناصر المليشيا بعمليات نهب وسلب ومعارك صغيرة ، للتقليل من حالة الهروب والتفكير بالانسحاب من ارض الموت..
ولكن الصورة الأكثر وضوحا الآن أن المليشيا فكت ارتباطها بمبدا التعايش ولم تعد بحاجة للمواطنين فى منطقة الجزيرة والخرطوم ، وستتوسع فى عمليات النهب تمهيدا للانسحاب كليا إلى دارفور وكردفان والتركيز على الفاشر..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
29 اكتوبر 2024م