-جاء فی الأخبار إنَّ الفريق أول ركن بكری حسن صالح-الحبيس بلا سند قانونی- قد أُجريت له عملية مركَّبة فی القلب،لإعادة ضبط جهاز تنظيم ضربات القلب أو ال (pasemaker) ،ولوضع دعامة للقلب،ولتغيير شريان،ومريض فی هذا العمر المتقدم،وبهذا المرض الخطير فی القلب يحتاج بكل تأكيد لرعاية خاصةً جداً، من حيث التطبيب والتمريض والتغذية والرعاية اللصيقة،
-وقد سبق أن أُجريت عملية جراحية فی البطن للعميد الركن يوسف عبد الفتاح محمود، وأخرج من المستشفی قبل إكمال علاجه،وفترة نقاهته اللازمة،وقبل إجراء العملية الثانية المقررة له،وأعيد للحبس دون سند قانونی ودون مراعاة لحالته الصحية ودون الإمتثال للتقارير الطبية عن حالته الصحية ٠
-أمَّا حالة اللواء الركن محمد الخنجر الطيب، فهی أكثر تعقيداً من صاحبيه،ومثلها حالة الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين، وبالضرورة حالة المشير عمر حسن أحمد البشير،أكبر (الخمسة الكبار) رتبةً وعمراً ،وألف ألف سلامة للجنرال ولإخوته الكرام٠
-سعادة السيد رٸيس القضاء نضع أمامكم بكل أدبٍ واحترام هذا الإلتماس لإعمال سلطاتكم الرفيعة،للأمر (بإطلاق سراح هٶلاء الخمسة بالضمان)للأسباب التالية:-
-أولاً:-حالة الحرب التی تعيشها البلاد من أقصاها إلیٰ أدناها،والخراب والتدمير الذی أحدثته فی المٶسسات العلاجية،مما أدیٰ إلیٰ هجرة الكوادر الطبية،وخلو المستودعات والصيدليات من الأدوية والمستلزمات الطبية،وقد طال الخراب حتی دواوين العدالة والقضاء والسجلات المدنية ٠
-ثانياً:- الحالة الصحية غير المستقرة للمتهمين المحبوسين علی ذمة القضية التی لا يعرف أی شخص علی وجه الدقة متیٰ ستسأنف المحاكم عملها الطبيعی،وهذا ما يُهدد حقهم فی الحياة،وهو حق طبيعی ودستوری وأخلاقی ٠
-ثالثاً:-وجود سابقة قضاٸية، بأمر السيد ناٸب رٸيس القضاء،بإطلاق سراح بقية المتهمين الذين كانوا فی سجن كوبر، بالضمان الشخصی وأخذ تعهد كتابی عليهم بتسليم أنفسهم للمحكمة متی ما استقرت الأوضاع وعادت المحاكم لممارسة عملها كما جاء فی ( إفادة السيد مدير عام السجون) وحسب البيان الذی أدلی به مولانا أحمد هارون،نيابةً عن زملاٸه المتهمين،ولو كان الخمسة المعنيين داخل السجن فی تلك اللحظة،لجریٰ عليهم مثل ماجریٰ علی بقية المتهمين عدالةً٠
- رابعاً:- وأنتم أدریٰ مِنَّا بمواد قانون الإجراءات الجناٸية،الذی لا يُجَوِّز حبس أو سجن أو إعدام من تخَطَّی السبعين من عمره،والمذكورين جميعهم فوق السبعين بلا إستثناء وهم
-عمر حسن أحمد البشير
-بكری حسن صالح
-عبد الرحيم محمد حسين
-محمد الخنجر الطيب -يوسف عبد الفتاح محمود
-سعادة السيِّد رٸيس القضاء، علی عاتقكم وحدكم دون غيركم تقع هذه المسٶولية، فهلَّا سجلتم فی تاريخكم المهنی هذا الموقف النبيل العادل المتسق مع صحيح القانون،والوجدان السليم،وسيحفظ لكم الناس، هذا القرار،ومن قبل الناس، لأجل العدالة التی هی مبتغاكم وديدنكم،وستُكتب هذه البادرة فی سجل أعمالكم، وفی ميزان حسناتكم بإذن الله تعالیٰ،ولا نطلب لهم عفواً أو براءة بل نطلب إطلاق سراحهم بالضمان٠
(ولٸن يُخطٸ الإمام فی العفو خير من أن يُخطٸَ فی العقوبة)
وفقكم الله وسدد خطاكم، والسلام مع التحية والإحترام