تابعت اليوم قناة العربية وهي تقدم برنامجاً موجهاً لإثارة مخاوف لا مكان لها من الإعراب حول عودة العلاقات السودانية الإيرانية ..
خلال الحلقة المُوجّهة تم تقديم تقرير مصاحب عن طلب إيران إنشاء قاعدة عسكرية للتجسس في البحر الأحمر .. التقرير الذي أقلّ مايمكن وصفه بأنه فضيحة مهنية مجلجلة لم يُضف شيئاً غير صورة فوتغرافية لسفينة إيرانية دخلت المياه السودانية بالبحر الأحمر في العام 2012!!
أمّا لماذا تترك قناة العربية كل القضايا الساخنة في المنطقة العربية خاصة لتفرد تغطية خاصة لعودة العلاقات السودانية الإيرانية مع التركيز علي الجانب العسكري فقط ، فإن الأمر متروك لحصافة عامة المتابعين للشأن والمشهد العربي في وقتنا الراهن قبل الفاعلين من النخب والمثقفين في عالمنا العربي المنخور عظمه حتي المشاش بالعمالة والتواطؤ الناعم مع الكيان الصهيوني ..
شكراً لإيران التي وافقت علي توفير الدعم العسكري للسودان دون تردد .. طهران لم تتأخر عن تزويد السودان بالمسيرات والذخائر بينما رفضت عواصم عربية ( شقيقة) مرور طائرات كانت تحمل شحنات أسلحة ومعدات عسكرية أخري إشتراها السودان من حر ماله ..
وقناة العربية التي تتباكي علي تعاون الخرطوم وطهران في المجال العسكري هي ذاتها قناة العربية التي تمارس صمتاً مخجلاً علي الحقائق الدامغة للدعم غير المحدود الذي قدمته وتقدمه دولة الإمارات لمليشيا التمرد السريع ..
وقناة العربية التي تثير الغبار علي التعاون المشروع بين السودان وإيران هي ذاتها قناة العربية التي لزمت الصمت عندما أعلنت روسيا (جهراً) أنها إشترت من إيران 1000 طائرة مسيرة من طراز شهاب ..
في هذا الظرف الدقيق من تاريخ السودان لن تخجل بلادنا من إعلان تعاونها مع أي دولة توافق علي تزويد الجيش السوداني بما يحتاجه من معدات قتالية لدحر التمرد العميل ..
وماتعلمه العربية أن شراء السلاح للدول لم يَعُد من الأسرار التي يكون كشف الغطاء عنها عاجلاً تُقيم له العربية مأتماً .. وعويلا ..