عبدالماجد عبدالحميد يكتب … حسبو تعمعم بكدمول معطون في دماء الأبرياء
ضياء سليمان
ظللت حريصاً علي التواصل مع الأخ حسبو محمد عبدالرحمن نائب رئيس الجمهورية الأسبق وحرصت كثيراً علي مهاتفته ومراسلته من وقتٍ لآخر للإطمئنان علي صحته وأحوال أسرته الكبيرة والصغيرة وخاصة زوجته الأخت الكريمة زينب ..
آخر تواصل إسفيري وهاتفي جمعني بالأخ حسبو كان بُعيد إنتشار خبر مشاركته في مناسبة عقد قران أبناء أحد قادة مليشيا التمرد السريع بالخرطوم ..
وكنت قبلها قد كذّبت خبر مشاركة حسبو في عقد القران حيث شاركت بتعليق علي الخبر في قروب واتساب بقولي ( غير صحيح ) ودافعت دفاعاً مستميتاً عن الرجل وهو عين ما فعلته أيضاً في قروب واتساب يضم مجموعة من شباب وشيوخ الإسلاميين من خريجي جامعة الخرطوم حيث وقفت بشراسة في وجه عدد من إخواني الذين تحدثوا بغضب عن حسبو وأتهموه صراحةً بأنه موالي للجنجويد !!
عندما سارت الأسافير بخبر مشاركة حسبو في عقد قران أبناء القائد المليشي بمنطقة الجريف بالخرطوم هاتفته مستفسراً ..فاجأني الرجل بما لم أكن أحتسب !! .. أكد لي أنه شارك فعلاً في عقد القران لأن والد العريسين من أقاربه وأنه زاره في منزله بالمعمورة وقدم له الدعوة لحضور المناسبة وليكون وكيلاً للعريسين !!
المفاجأة الصادمة بالنسبة لي أثناء المحادثة أن الأخ حسبو لايزال ساكناً في منزله بالمعمورة .. سألته والحزن يعتصرني : (وإنت لسة قاعد في بيتك الوكت دة كلو؟!) .. أجابني بنعم وزادني من الألم أضعافاً عندما برر لي ذلك بأن جهاتٍ نافذة في مجلس السيادة رفضت تسليمه جوازه الدبلوماسي بحكم منصبه الدستوري السابق كنائب لرئيس الجمهورية وأنه لم يتمكن لأسباب أخري من استخراج جوازه العادي ..
بالصدق كله لم أكن حريصاً علي الدخول مع حسبو في تفاصيل أخري لأنه صفعني بمالم أكن أتوقعه .. ومنه أن يكون حسبو بشحمه ولحمه وبإعتباره أحد قيادات الفلول متواجداً في منزله بمنطقة المعمورة أحد أرقي الأحياء بولاية الخرطوم .. وأن يشارك أبناء عمومته من قيادات مليشيا التمرد أفراحهم ويتنقل داخل المنطقة بعربته الأوباما ( قال لي إنها من العربات التي تم تخصيصها له ضمن مستحقاته كنائب أسبق لرئيس الجمهورية) وتحت حراسة مشددة بعشر من تاتشرات مليشيا التمرد بكامل مرتبها الحربي وجنودها !!
قبل أيام هاتفني أخ عزيز من المقربين للأخ حسبو وطلب مني متابعة خبر خاص يفيد بأن حسبو محمد عبدالرحمن يتواجد داخل الجزيرة أبا مع أهله وأقاربه وليس الضعين كما قالت بذلك مظان الأخبار ..
قلت لأخي العزيز : لايهمني مكان حسبو الآن .. في الجزيرة أو الضعين أو نيالا أو مشاركته في عزاء آل عبدالرحيم قرين بحي النسيم بمدينة الجنينة !!
ولايهمني مكانه بعد أن حدد موقفه الداعم لمليشيا التمرد .. الأماكن لا معني لها عندما يدوس أحدنا علي المعاني !!
المحزن أن حسبو محمد عبدالرحمن وقف في المكان الخطأ .. داس علي تاريخه بحذائه الأنيق .. ومحزن أنه تعمعم بكدمول معطون في دماء الأبرياء والضحايا والمقهورين من الذين كانوا يرون في حسبو نصيراً للمساكين فإذ به يقف مناصراً لعصابات النهب والسرقة والإغتصاب !!
قلنا من قبل إن المليشي حميدتي قد سقط من ( حسابات) ووجدان الشعب السوداني وعليه لا يهم أين هو .. حيٌّ أم ميّت .. وكذلك اليوم لايهم الأجيال المجاهدة والصابرة من أبناء التيار الإسلامي في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ، لايهم هؤلاء الصادقين فصل حسبو محمد عبدالرحمن من صفوف الحركة الإسلامية .. مايهمهم الآن أن يتم ترتيب البيت الداخلي للصف الإسلامي لمواجهة التحديات القادمة .. وهي تحديات لايقوي عليها إلا أصحاب العزائم ..
كتب الأستاذ يوسف عبدالمنان مقالاً عن أسرار جلسة ثلاث ساعات قضيناها مع حسبو محمد عبدالرحمن في منزله قبل عام من نشوب حرب آل دقلو .. وفي ذلك المقال ما يكفيني عن الشرح والإضافة في حكايتي مع رجل كنت أحسب حتي آخر لحظة أنه لن يفعلها .. لكنه خذلني ..