ضياء الدين سليمان
واهم من يظن أن الخطوة التي اقدم عليها سليمان صندل وتقد ومجموعتهم بشق صف حركة العدل والمساواة السودانية وتأسيس جناح جديد للحركة تمت بمعزل من تحركات قوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي أو بعيداً عن موقفها الذي اتخذته حيال الحرب الدائرة في البلاد، فصندل الذي نصّب نفسه رئيساً للحركة المنشقة تتطابق مواقفه ورؤاه تماماً مع مواقف قحت فكلاهما اي صندل ومجموعته من جهة وقحت المركزي من جهة كلاهما يحاولان بإدعاءهما الكذوب الوقوف على الحياد ورفع شعار لا للحرب ولكنهما يوفران غطاءاً سياسياً لمليشيا الدعم السريع المتمردة ويحاولان بصورة أو بأخرى فرض معادلة سياسية تتضمن تواجد الدعم السريع من جديد في ساحة السياسة السودانية.
وحتى لا يقرأ حديثي هذا في سياق الاتهام بدون دليل فلابد من متابعة مواقف صندل ومجموعته التي اتخذوها، فمثلاً وصلت الخلافات ما بين أجنحة قحت المكونة لها إبان فترة حكمها واستبدادها وانفرادها بالقرار السياسي في عهد حكومة حمدوك ( سيئة الذكر ) الي طريق مسدود حتى شعرت الحركات المسلحة بخطورة الأمر وتداعياته على مستقبل الحياة السياسية في البلاد فكونت جناحاً اخراً من الحرية والتغيير شكلت به حاضنة سياسية للمكون العسكري الذي اتخذ لاحقاً أقوى قرارات( قرارات 25اكتوبر 2021) شهدتها الساحة السياسية في السنوات الأخيرة لمكتب بها نهاية عهد قحت في الحكم.
فمنذ العام 2021م ورغم تواجد حركة العدل والمساواة في السلطة التنفيذية في الحكومة الاتحادية وبعض الولايات بقيادة رئيس الحركة الذي احتفظ بموقعه وزيراً للمالية لم ينبث صندل ومجموعته ببنت شفة ولم ينطق لسانه بأي كلمة بل ظل يؤدي فروض الولاء والطاعة وما أن اقدم على تأسيس حركته الجديدة حتى خرج للناس في بيان اعتذر من خلاله من المشاركة في قرارات 25 أكتوبر واصفاً اياها بالإنقلاب على الحكومة المدنية وهو ذات المنحى الذي اتخذه حميدتي في خطابه الشهير الذي اعتذر من خلاله على مشاركته في تلك القرارات وكانت البداية الأولى لهذه الحرب فمفردات صندل هي ذات المفردات التي ظلت ترددها قحت وانصارها بصورة ببغاوية بأن ما حدث هو انقلاب على الحكومة المدنية وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي.
لم يجف حتى مداد البيان التأسيسي لحركة مجموعة صندل الجديدة الذي اكدوا من خلاله على موقفهم من الحرب والوقوف على الحياد ليلتقي صندل ومجموعته ببعض قيادات قحت في أديس أبابا لتنسيق المواقف وبناء جبهة مدنية لإيقاف الحرب وهو تأكيد على أن التنسيق السريع على هذا الموقف جاء بترتيب مسبق من ضمن إجراءاته هو شق صف حركة العدل والمساواة حتى يسهل امر دعم مليشيا الدعم السريع وتوفير الغطاء السياسي لها وما لقاء صندل ومجموعته بعبدالرحيم دقلو بتشاد بعيداً عن الإذهان.
ما يمكن قوله اجمالاً أن الإتفاق في المواقف والرؤى ما بين مجموعة صندل الجديدة مع مواقف قحت ما هو إلا تأكيد على أنهم جميعاً سهام تخرج من قوس واحد وكل تلك السهام موجودة في كنانة الدعم السريع فصندل ما هو إلا سهم جديد في هذه الكنانة فإذا كان قديماَ في المثل السوداني ( الصندل في بلده عود) فالآن يمكننا القول أن (صندل وحركته عود )