*عن نفسي ساقني الفضول لإنتظار خطاب عضو مجلس السيادة الإنتقالي ورئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس يوم أمس بعد أن امتلأت الوسائط قبل يومين بالإعلان عن هذا الخطاب.
*ولعل دواعي فضولي هي أن الرجل ظل صامتاً طوال فترة الحرب الدائرة في البلاد وان خطابه ربما يأتي من خلاله بجديد يخرج بالرجل من صمته المعهود لاسيما وانه يجلس على أعلى قمة هرم السلطة في البلاد التي تخوض فيها القوات المسلحة حرباً تدافع من خلالها عن وجود الدولة التي يجلس فيها الهادي( بمكنة رئيس) ، عطفاً على أن الرجل ظل مرافقاً لكل تحركات قوى إعلان الحرية والتغيير( الجناح السياسي للمليشيا ) خلال الفترة الماضية كل ذلك دعاني اترقب خطابه المعلن.
*تمخض جمل خطاب الهادي إدريس فولد فاراً إذ لم يحمل الخطاب اي جديداً ولم يأتِ بأي موقفاً يضع الرجل موضع إحترام ولو من باب ( ان تأتي متأخراً خير من الا تأتي ) سوى تأكيد المؤكد بأنه ما زال غارقاً في ولائه للمليشيا بوقوفه رفقة ( القحاتة) على الحياد في المنطقة الرمادية.
*خاب ظني الذي ظننت لبرهة من الزمن أن الرجل ربما يكتب لنفسه وللتاريخ موقفاً مشرفاً بأن يتحرر من تبعية المليشيا المتمردة ويعلن إنحيازه للوطن الذى بنى لحم كتفيه من خيره وللشعب الذي اجلسه على احد كراسي مجلس السيادة وان يسجل إسمه ضمن سفر الأوفياء الذين لم يبدلوا الوطن بدراهم معدودة.
*لا يساورني أدنى شك أن خطاب الهادي خيّب امال حتى أعضاء حركته الذين بدأوا في التململ من الموقف المخزي الذي يقف فيه الرجل ،فدارفور التي صدع قادة الحركات المسلحة الرؤوس وهم يحدثونا عن قضاياها لم تسلم هي الأخرى من المليشيا بل انها نالت قدراً وافراً من الانتهاكات والجرائم التي اقل ما يمكن أن توصف بها بأنها ضد الإنسانية والاخلاق والدين.
*لم ينبث الهادي إدريس ببنت شفة حيال مافعله البرابرة الجدد بأهل الخرطوم ودارفور وكردفان فطفق يحدثنا عن الطرف الثالث الذي أشعل الحرب رغم أن راعي الضأن في أقصى بوادي البلاد يعلم مَن هم الذين خططوا ونسجوا المؤامرات ومن ثم اشعلوا اعواد ثقاب هذه الحرب.
*نسي الهادي إدريس جثث اهل الجنينة التي وضعتها أيادي الجنجويد فوق بعضها البعض لتتريس الشوارع حتى لا تلاحقهم سيارات القوات المسلحة و تجاوز عن آلاف النازحين من ولايات دارفور بحثاً عن الامن والاستقرار قبل لقمة العيش، نسي الهادي إدريس متعمداً ملايين الاسر التى فقدت ابناءها وتغافل عمداً ان يجبر خاطرهم المكسور ولو بكلمة وتجاوز كل ذلك ليحدثنا عن ضرورة وقف الحرب واستعادة التفاوض والحوار وإنتاج معادلة تعيد أولياء نعمته للساحة من جديد.
*انتهازية مفرطة ..ووجه رخيص بلا حياء ظهر به (سيد الهادي) فكيف لرجل في مكانه ومنصبه يأخذ مرتبه من الدولة ويتلذذ بنعيمها وزخرفها يقف هذا الموقف ، استحِ يا رجل واصمت بدلاً من أن تصمت دهراً ولكنك حينما تتحدث تنطق كفراً.