ضياء الدين سليمان يكتب .. السوباط …. (خليناك لي الله )

¤ ربما يفهم البعض عنوان المقال في سياق آخر وهو أن كاتب المقال يدعو على السيد هشام حسن السوباط رئيس مجلس إدارة نادي الهلال العظيم أو أنه على خلاف عميق معه اوصله بأن يكتب هكذا عنوان ولكن لا هذا ولا ذاك فكل مافي الأمر انني فقط تذكرت قصة وردت على لسان الأستاذ الصحافي محمد عبدالقادر( ابوحباب) والتي تحكي تفاصيلها بأن مجموعة من الناس لبوا دعوة احد (كبارات) البلد بعد أكرم وفادتهم بكرم فياض فأوكلت المجموعة المدعوة لأحدهم مهمة أن يقوم بشكر ( سيد الدعوة) انابة عنهم وهو شخص عرف في وسطهم بأنه أكثر فصاحة ويجيد الخطابة فلما همّ بالحديث لم يجد من الكلمات ما يوازي ذاك الكرم وفخامة الدعوة فقال : غايتو ماعارفين نقول شنو لكن ( خليناك لي الله).

¤ استدعي تلك القصة بكل تفاصيلها في دعوة قدمها السيد السوباط لطيف واسع من الإعلاميين والصحفيين بمشاربهم المختلفة في مزرعته الفخيمة بمدينة العبور في القاهرة فاكرم وفادتنا غاية الكرم

¤ إسترعى انتباهي في دعوة السوباط للاعلاميين ليس فقط التنظيم الدقيق للفعالية ولا المزرعة الفخيمة ذات الطبيعة الخلابة والملامح البهية التي نقلتنا بعيداً عن ضجيج القاهرة ولا تواضع السوباط وادبه الجم وهو يستمع بانصات لحديثنا ما استرعى انتباهي حقاً أن الناظر لحضور الدعوة يجد السودان بتعدداته المختلفة كله يتواجد هنا ، عند السوباط جميع الصيد كان في جوف الفراء ، الدعوة جمعت كل المتناقضات أهل الصحافة السياسية والرياضية، الهلالاب والمريخاب، أهل السياسة من أقصى اليمين لأقصى اليسار ، كل جاء ليأخذ نصيبه من المحبة والاجتماع عند رجل افنى زهرة عمره النضرة في خدمة كل الناس وعموم البلاد

¤ لم أجد في حياتي شخصاً قادراً على أن يجمع الناس مثلما فعل السوباط، ولم أجد من هو قادر على أن يتعامل مع تنوع الناس مثل ما يفعل االرجل فلم يكن غريباً أن تجد الحضور متنوعاً ومتعدد الانتماءات حيث يتدرج لون الحاضرين ما بين فرقاء السياسة وخصوم الرياضة والاعلاميين بأجيالهم المختلفة حتى انني قلت ان هذا اللقاء يمكن أن يكون منصة تنطلق منها وحدة السودانيين وتبدأ منها مرحلة التعافي السياسي والتصافي المجتمعي بعد حرب فعل فيها الجنجويد أفظع الجرائم وابشع الانتهاكات.

¤ إسهامات الرجل واضحة ولا تخطئها العين في دعم الإقتصاد الوطني فالرجل ثبت وركز ولم يتزحزح مثل ما فعل كثير من رجال الأعمال الذين تواروا عن الوقوف مع البلاد في محنتها وطبقوا فعلياً أن رأس المال (جبان) فبمثلما يقاتل جنودنا البواسل دفاعاً عن الأرض والعرض انابة عن جميع السودانيين فإن السوباط ايضاً يقاتل في ميدان الاقتصاد دعماً للقوات المسلحة وتثبيتاً لدعائم الدولة الاقتصادية فهو كما صنفه احد الزملاء بأنه احد الجنرالات الاقتصادية عطفاً على أنه ورغماً عن ظروف الحرب التي توقفت معها كل الحياة الا أن الهلال مازال يحمل لواء السودان في المحافل الأفريقية متحملاً نفقات الصرف الإداري للنادي بطاقمه الفني ولاعبيه

¤ شكراً للسوباط على دعوة كانت كل تفاصيلها معمولة بحب ، على فرصة جعلت الجميع يناقش شأن البلاد والشأن الهلالي الذي تجلس انت على قمة هرمه وازاء ذلك لا نملك اي كلمات يمكن أن نشكرك من خلالها سوى أن نقول ( خليناك لي الله)

Exit mobile version