صحيح أن حجم الصدمة على المجتمع السوداني كان كبيراً ، فقد اتخذ آل دقلو قبيلة الرزيقات (درقه) في حربهم اللعينة على الدولة والمواطن ؛ صحيح أنهم جندوا جزء كبيرا من الإدارة الأهلية بدارفور في حربهم هذه وجعلوهم أدوات لهذا الخراب ، فهذه حقائق وثقتها الكاميرات وشهد عليها الناس ..!!
ولكن وقبل الولوج إلى تفكيك ومناقشة هذه الجزئيات هناك حقيقة تاريخية لا بد من الانطلاق منها وهي أن تكوين المليشيا ابتداء تم من جمهور العصابات والنهابين من داخل المكونات القبلية التي شاركت في تكوين وتأسيس المليشيا ..!!
ومعروف أن هذه العصابات قائمة على ثقافة العنف المطلق تجاه من يرفضها أو يعارض منهجها لذلك أصبح من الصعب نصحها أو معارضتها حينما أصبحت حاكمة بعد العام ٢٠١٩ ، فقد أصبح لها نفوذا سياسيا واقتصاديا وأمنيا واصبح لقائدها سلطة دستورية جعلته يبتز من يشاء ويقهر من يشاء..!!
وعليه يجب أن تتحمل الجهة السياسية التي ضخمت الدعم السريع وقائده الفاتورة الأخلاقية الأكبر قبل أن يتحملها مكون الرزيقات أو غيره من المكونات الاجتماعية المشاركة في تكوين المليشيا فضلا عن أن هناك جهات مستترة تدير هذا الأمر وتوفر له السلاح والغطاء الإقليمي والدولي وهم معلومون..!!
صفوة القول
تنسيقية الرزيقات خرجت من رحم هذه التحديات معلنة عن نفسها كتيار إصلاحي داخل هذا المكون الاجتماعي الكبير وقد تشكل عمادها من وطنيين برره قدموا الوطن على القبيلة واختاروا أن يكونوا ناصحين ومجاهرين بالحق وقد شكلوا بذلك إشراقات مضيئة وسط هذه العتمة المظلمة وقبل أن يفلحوا في هذا قدموا رسالة للأمة السودانية مفادها أن شرفاء الرزيقات لن يتخلفوا عن نداء الوطن وأنهم في خندق واحد مع قوات الشعب المسلحة، فحسنا فعلوا، والله المستعان.