ايمن كبوش يكتب … هؤلاء باعوا سنجِة للجنجا.. !!

لم يُحدِث سُقوط مدينة (سِنجة)، حاضرة ولاية سنار، ذات الاثر الذي احدثه سُقوط مدينة (مدني) حاضرة ولاية الجزيرة، وكأن (حكم التعود) قد اصبح ماضيا فينا بنفس (الفرمالات) المعتادة التي تحدثنا، ليل نهار، عن الطابور الخامس والطابور السادس والخيانة.. ايه فائدة الاستخبارات اذا كان الطابور مازال بيننا آمنا مطمئنا.. ؟

من مفارقات السقوط هذا، هنا وهناك، ان نسيبنا كسناريين، اللواء الركن احمد الطيب، قائد الفرقة الاولى مشاة مدني، صار اشهر من نارٍ على علم يوم ان (عرّد) الى نسابته في سنار مع ركني حربه واستخباراته، بينما (شال) اللواء دكتور ربيع عبد الله آدم عبد الله، كامل (ليلة سقوط سنجة) على عاتقه دون ان يتذكر احد ان هناك لواءً آخر يدعى اسماعيل عثمان سراج، او عثمان اسماعيل سراج، ايهما مجهول، هو قائد الفرقة 17 مشاة سنجة، لا احد يعرف اين هو ؟ وما هو مصيره وماذا فعلت به نائبة استباحة الجنجويد لكامل مدينة سنجة والفرقة ولواءاتها والمدن المجاورة.

قد يقول لي قائل ان سِنجة (اتباعت) وهناك من قبض الثمن، وقد يبدو لي هذا الزعم منطقياً وموضوعياً بحساب المعلومات التي كانت متوفرة ومتواترة منذ الصباح الباكر.. حينها كان الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، يحتسي الشاي بمزاجٍ رايق، كما يبدو، في دفاعات كوبري العرب غرب سنار، ثم يتناول (الكوجة) مع قيادة المتحرك والجنود، والمليشيا وقتها تتحرك في هدوء ناحية سِنجة، اذن (ثنائي الخنث وعدم الرجولة) البيشي وكيكل، عبرا من خلف ظهر القائد في مساحة موازية لمكان جلوسه ولم يجدا من يمنعهما او يعترض طريقهما، والقرى المجاورة تضج بصراخ (رأينا شجرا يسير).. ولكن من يسمع طالما ان المؤامرة اكبر من نداءات عابرة من مواطن مسكين او (رفع بلاغ) من مشفِق.

قالت تقارير ذات موثوقية من داخل سنار ان سِنجة (اتباعت) من ثلاثة اطراف، ولكن دعونا نتجاوز ذلك لاننا ندرك بان اي تحقيق في هذا الجانب سيكون شبيها لاعلان التحقيق مع اللواء الركن احمد الطيب، قائد معركة سقوط اللواء الاول مشاة مدني، لا حاجة لنا في التحقيق مع دكتور ربيع قائد متحرك النيل الازرق لتحرير مدني الذي طاب له المقام في سنار وظن انه هارون الرشيد في التعيينات والتحسينات ورفاهية السادة (الزباط).. دع عنكم كل هذا ولكن دعونا نسأل عن مسؤول كبير داخل الفرقة 17 سنجة واين كان ساعة السقوط ؟ وهو الذي اخرج اسرته من سنجة عقب عيد الاضحى مباشرة ناسيا بان المربية اخطرت عدد من الزملاء بان زوجها قال لها البلد دي (حتنقد).. من اين له هذا ؟ ثم تأتي شعبة الاستخبارات بالفرقة والتي اخترقتها المليشيا باحد المساعدين (حضرة صول) وهو الذي لبس الكدمول منذ بواكير اجتياح المليشيا للمدينة.. كذلك يجب ان يُسأل قائد شعبة الامداد، لماذا تم تأخير مد القوة بالذخيرة عندما كانت المليشيا في حي بانت.. ؟

هذه مجرد (هوامش من دفتر النكسة).. ولكن سنعود لنقول كل شيء.. ونبدأ بالوالي الذي كان يرتدي الكاكي منذ استقبال الرئيس وحتى وداعه في مطار شرق سنار الحربي.. ثم اختفى.. !

Exit mobile version