قلت له: عملية تدمير مستشفى النساء والتوليد بام درمان.. بواسطة القصف المتعمد من الجنجويد ومليشيا آل دقلو الإرهابية اول امس، بعد إعادة تأهيل المستشفى وافتتاحه في اليومين الماضيين، وكذلك محاولة الاطباق على مدينة الفاشر أمس وإسقاطها خلال مهاجمتها من عدة محاور، ثم تواصل التدوين على مناطق متفرغة من مدينة ام درمان، ثم مهاجمة محور الخياري بعدد من المركبات القتالية.. كلها محاولات تأتي متزامنة تماما ومتماشية بتنسيق تام مع ما يجري حاليا في الغرف المغلقة حول مفاوضات جدة التشاورية، ومفاوضات جنيف (الملكلكة).
انتصرت القوات المسلحة وابطال المشتركة في صد الهجوم على الفاشر، وكذلك تواصلت الانتصارات في محور الخياري ونجحت ارتكازات وادي سيدنا في منع تقدم العدو عبر كوبري الحلفاية، بهذا التقديم أردت أن أقول إن المليشيا حاولت (اظهار القوة) وإعمال وسائل ضغط شعبي من الداخل لإجبار الحكومة السودانية والجيش على السير معصوبي العيون إلى شرك مفاوضات جنيف التي سوف تقضي على ما تبقى من تماسك الجبهة الداخلية.. علاوة على تأكيدهم البائس بأنهم ليسوا في حاجة للتفاوض طالما أن مدافعهم تستطيع الانطلاق لتدك ما تريد دكه في المناطق الآمنة التي تقع تحت سيطرة الجيش، سواء كان الهدف هو مستشفى النساء والتوليد أو روضة أطفال في الحتانة، فهم لا يخشون أحدا لأن المجتمع الدولي وعلى رأسه امريكا وربايبها ظلوا في حالة صمت أمام كل الجرائم الماضية ولا يتورعون من مكافأتهم بالذهاب بهم إلى طاولات التفاوض من أجل الإبقاء عليهم في المشهد السوداني بدلا عن الخروج الآمن وكذلك الافلات من العقوبات على كل الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب السوداني.
اعود وأقول إن امريكا وافقت مرغمة على أن تكون مدينة جدة، محطة مهمة في مؤامرة كمين جنيف، حيث يلتقي وفد الحكومة السودانية برئاسة وزير المعادن محمد بشير ابو نمو بالمبعوث الأمريكي لمناقشة بعض البنود التي تمثل شاغلا مهما للحكومة السودانية، اهمها تنفيذ مخرجات اتفاق جدة الذي أبرم في مايو من العام الماضي، وافقت الإدارة الأمريكية مكرهة على أن يكون ذلك (قيدومة) لنقل الأحداث إلى جنيف السويسرية، وشواغل الإدارة الأمريكية تتمحور في قطع الطريق امام السودان من التحالف مع محاور أخرى، وكذلك تجميل وجه امريكا قبل الانتخابات المقبلة، وكذلك طمس جميع الأدلة التي تشير إلى تورط الامارات في الحرب ضد السودان طالما أن حكومته وافقت على وجود دويلة الشر على طاولات مفاوضات جنيف، أو هكذا يبدو لهم، أما اخر الأسباب هو الإبقاء على الجنجويد في المشهد السوداني بأحقية تواجدهم العملي والفعلي في مساحات واسعة من أراضي السودان.
في الختام نقول إن أي مفاوضات لا تراعي لحجم الدمار الذي أحدثته المليشيا في الشعب السوداني، لن تسير إلى الأمام ولن تفضي إلى أي اتفاق، لذلك على القائد العام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أن يبر بوعده الذي قطعه على الشعب السوداني باستخدام القوة الغاشمة المميتة في مواجهة هؤلاء الاوباش الذين استرخصوا دماء السودانيين أمام صمت العالم المتواطئ، لذا لابد من دكهم حتى يُسمع صراخهم في جنيف وواشنطن وأبوظبي وبقية عواصم الدنيا.