¤ اشفقت كثيرا على جهاز المخابرات العامة، عندما كان نائب المدير بعيدا عن اجواء الحرب.. واختار ان يكون وسط اهله لا قواته.. مما اضطرني ان اكتب في هذة المساحة (6 ديسمبر 2023) تحت عنوان (ضابط رمى بندقيته).. واستشهدت بمقولة خالدة للجنرال المصري عبد المنعم رياض (اذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فالهزيمة تصبح لنا محققة.. إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية).
¤ رياض واحدا من الضباط الذين تفخر بهم مصر.. شارك في الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين 1948 ، كما استعان به الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في خطة إعادة بناء الجيش المصري بعد هزيمة 1967.. خصصت مصر يوم استشهاده ليكون عيدا للشهيد.
¤ ختمت الزاوية بالأتي: (تحتاج البلاد الى نائب مدير لجهاز المخابرات.. ونأمل ان يتحرك مفضل قبل البرهان.. قبل ان نكتشف ان الحاجة كذلك لمدير).. فطن الرئيس البرهان للوضع داخل الجهاز وعين الاسبوع الماضي نائب مدير جديد وهو اللواء ركن محمد عباس اللبيب.. الذي كان قد تقدم الصفوف ورتب المقاتلين بهيئة العمليات.
¤ لم اكتب عن تعيين اللبيب، ولكن خلال متابعتي لنشرة الاخبار في التلفزيون القومي امس الاول شاهدته يتفقد قوات الجهاز التي كانت في قمة الجاهزية.. اطمأننت على الجهاز كونه استرد عافيتة بالكامل.. واصبح موفور القوة والمنعة والشراسة والفراسة.. وكشر عن انيابه التي رأتها دول المنطقة والمحيط الافريقي وكذلك الغربي.
¤ رغم الجهد الكبير الذي يقوم به مدير الجهاز الفريق اول مفضل ابراهيم.. من خلال جولاته الخارجية العلنية، برفقة الرئيس البرهان والسرية بالتنسيق مع مخابرات دول صديقة.. الا ان الجهاز لا يزال مكبلا ولم يصدر قرارا رئاسيا باعادة صلاحياته في الجانب العملياتي والعسكري.
¤ حالة الحرب تحتم على القيادة عدم التردد.. والاسراع في فك الحصار عن جهاز المخابرات بعد الخطة الخبيثة التي رسمتها له قحت وتامرت عليه بحصره في جمع المعلومات فقط.. من خلال الوثيقة الدستورية التي لم تعد لها قيمة، وهي تم الاخلال بها منذ توقيعها.. ان بلادنا في مرحلة ان تدمر بواسطة قوى شريرة مدعومة من اطراف عملية.. او تتماسك بتقوية مؤسساتها النظامية والامنية.
¤ اننا احوج مانكون لجهاز مخابرات فاعل يمتلك صلاحيات واسعة تمكنه ان يقاتل الى جانب القوات المسلحة.. وان يرتدي قادته (الميري).. وان يتم تجاوز الاحاديث الهامسة حول وجود تنافس او غيرة بينه والقوات المسلحة.. الوقت يمضي، ويجب ان يتم اطلاق يد المخابرات لتقطع يد العملاء والخونة والمأجورين.
¤ ان بناء دولة قوية يكون بوقوف الشعب خلف قواته المسلحة .. وبوجود جهاز مخابرات فاعل ومؤثر ومرعب لكل من تسول له نفسة الاضرار بامن البلاد او حاول تخريب الاقتصاد.. او مضى في اتجاة افساد وتدمير المجتمع .. ان هيبة ومكانة المخابرات السودانية يجب ان تعود.
¤ صحيح قد تكون هناك بعض المأخذ على المخابرات في وقت سابق.. لكن مؤكد يمكن مراجعتها وتلافيها وفق ترتيبات جديدة.. كانت واحدة من اسباب الحرب التي شنتها مليشيا حميدتي هي تقييد عمل الجهاز خلال السنوات الاخيرة.. والتامر عليه، بتغيير اسمه، وتجريده من صلاحياته.
¤ كانت الكارثة بحل هيئة العمليات في يناير 2020 وهي جريمة لا تغتفر.. وتحويل مقارها واصولها وعتادها الى مليشيا حميدتي الارهابية.. التي تمكنت من السيطرة على مقار الهيئة والتي صممت بعناية ووفق رؤية امنية تجعل العاصمة في مأمن.. استغل الباغي الشقي حميدتي تلك المقار للانقضاض على القوات المسلحة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح.
¤ ومهما يكن من امر لو اراد الرئيس البرهان تامين البلاد وتقوية ظهر القوات المسلحة.. فليعيد لجهاز الامن صلاحياته.