لاتجمعني بالفريق عبدالفتاح البرهان صلة مباشرة ولااعرف مكتبه حتى أتردد عليه وليس من شيمي ذلك ولايعرفني كصحافي الا في زمان سحيق حينما كان بدارفور ساعدا أيمن للفريق محمد أحمد الدابي وبعض لحظات من حين لآخر تسامرنا فيها حينما كان الفريق السر بشير مفتشا عاما وكان الفريق البرهان وقتها بهيئة القيادة العليا ومنذ التغير الذي جاء بالبرهان بعد هروب وتولى الفريق عوض ابن عوف ودق البرهان صدره وقاد البلاد في ظروف بالغة التعقيد تتضارب فيها مصالح من حوله وضعف مجلس السيادة وتفرق شمل الرجال منذ اندلاع الحرب بعضهم كان في القيادة العامة والبعض في ام درمان وظل البرهان محاصرا في القيادة العامة وقفنا معه لأنه القائد العام ولأنه قائد الجيش ولأن والجنجويد يبحثون عن قطع راسه لا بشخصه فقط وإنما برمزيته كقائد للجيش واحتمل البرهان مافوق طاقة البشر للنقد والتطاول والتجريح والتخوين وحد البزاءة من الجنجويد والقحاته وذلك مبررا فالرجل واد حلمهم في السلطة وهو خصمهم منذ الساعات الأولى لفشل الانقلاب ولكن من غير المبرر أن تنهال سكاكين النقد والتجريح لأداء الرجل من المناصرين المحبطين لتطاول الحرب لعام وبضع اشهر وهؤلاء يحسبون ان الحرب مثل مباريات كرة القدم تسعون دقيقة وتنتهي ولكن الحرب موت وهزيمة وتراجع وانكسار ونصرمن الله وفتح قريب والفريق البرهان لم يخون شعبه ولم يمد يده للجنجويد وتصدى للحرب بشاعة الفرسان وعزم الصادقين ولكنه ماذا يفعل والطرف الآخر من الحرب تسنده دولا وتحارب معه قبائل عديدة وقاعدة عريضة مثل حزب الأمة الذي اختار الوقوف مقاتلا ومحرضا واويا لعناصر الجنجويد يمدهم بالمعلومات عن الجيش وتحركاته والمؤتمر السوداني الذي أنشأ غرفا لإدارة المعركة وبقية فلول اليسار والفوضويين من كل حدب صوب وسدت الإمارات كل الدروب للسودان من أجل الحصول على السلاح والزخائر وحتى المملكة العربية السعودية التي يعتبرها كثير من أهل السودان محايدة في الحرب وصديقة وشقيقة لكنها غير ذلك ويكفي انها احتجزة سفينة تحمل أسلحة اشتراها السودان من شح ماله والسعودية مثل الإمارات جاحدة لأنعم الأصدقاء ومصر التي ماتخلت عن السودان يوما في الوقت الجهام دفعتها الحاجة للدولار الأخضر لكبح يدها عن دعم أمن السودان مما جعل السودان يمشي وحده ويقاتل وحده وصمد كل هذا الصمود ولم ينهار بفضل القيادة الحكيمة للفريق البرهان وصبره وشجاعته والحروب تاكل موارد الدول كما تأكل النار العويش والسودان رغم كل هذا التكالب لايزال واقفا وكان يمكن أن ينهار اقتصاديا واجتماعيا وتسقط الحكومة تحت احزية الجنجويد وينكسر عظم القوات المسلحة ولكن جاء الفزع من رجال أوفياء هم شركاء المصير من حركة العدل والمساواة التي يعود الفضل في تأسيس مقر الحكومة المؤقته لدكتور جبريل ابراهيم وزير المالية وجهود المخلص الشجاع مالك عقار اير ومني اركو مناوي الذي أقنعه بشارة سليمان بالتخلي عن الحياد يوم الزحف فقاتل الان عن الفاشركما لم يقاتل من قبل وقطع عشمه في حميدتي وماله ويعتبر بشارة سليمان العقل المدبر لتحالف النيل والصحراء والجبال ونعني بالنيل الخرطوم ونهر النيل والشمالية ونعني بالجبال جبال النوبة وجبل مرة والصحراء نعني بها الشمال الدارفوري العنيد وفي كل يتسع رقاع التحالف لينفذ المسيرية والكواهلة والحوازمة ويحاصرون التمرد في جحر ضب أعمى
ما أن ارتكبت مليشيا التمرد مزبحة ودالنورة بالجزيرة وماان قصفت مدافع المليشيا الأبرياء في كرري وحصدت أرواح مايقارب ال٢٠٠شهيدا في يومين الا وارتفعت أصوات النقد والتجريح لقائد الجيش وقائد معركة الكرامة وتم دمغه ظلما بالتقصير ولأن الرجل يقاتل وحده ولا ينافح اعلاما عنه سواء خاص او حتى إعلام الدولة وجد البرهان نفسه محاصرا والشعب محبطا ببشاعة الموت وطار البرهان للمناقل حيث متحرك القوات المسلحة ومنها إلى كوستي والفاو من أجل تحريك الجيش والمتابع المنصف لحركة البرهان منذ سقوط مدني في يد التمرد يشعر بالاشفاق على الرجل الذي اكل لحمه الأصدقاء وانتاشته سهام من النقد من داخل الصندوق أكثر من أي قيادي آخر في الدولة ومن أمر ماتعرض له من تخزيل وصمه بالخيانه ودمغه بالفشل في إدارة المعركة وهو المشهود له بالنجاح والبراعة في القتال ولكن الحرب الحالية طويلة وممتدة وربما تطول لأكثر من مضى من الشهور ولكن لن يقف ثابتا الا الصادقين من الرجال وأسباب النصر إلهية وليس بفضل البشر وحدهم وقوات الدعم السريع ومليشيات ال دقلو غاب قائدها حميدتي من المشهد تماما ولم يعد له وجود الا من صور لشخص يشتجر الناس ويختلفون هل هو حميدتي ام شخصا له شبه له وهرب عبدالرحيم دقلو من المعركة ولاذ بدارفور ولم يعد له وجودا في ساحات القتال ولكن التمرد ملتزما بالكف عن نقد قيادتهم بل تمجيدها ودعمها وهي غائبة وانكسرت قوات الدعم السريع وتلقت الهزائم المريرة وقتل منها مئات القادة ولكنهم لايهرعون مثلنا للإعلام ينتقدون قائدهم كما يفعل أدعياء مساندة القوات المسلحة منهم الصادقين والمشفقين ومنهم المتسرعين للنصرمثل تسرعهم للأندية التي يشجعونها في فرق كرة القدم والقوات المسلحة وقائدها مالم يقف معها يوم عثرة ونكبة فالاجدر به أن يشجع ريال مدريد أو فريق السيتي الانجليزي ولان الحرب نصرا وتقدما وتراجعا وموت وأسر وجراح ويظن البعض أن المقاومة الشعبية هي الحل والنصر يتحقق بتسليحها وانها تستطيع هزيمة الملشيا بسلاح الكلاشنكوف ولكن قيادة الجيش متحفظة في الاندفاع بالحماس وحده لمواجهة طرف آخر يخوض المعارك كلها بالمدافع الرباعية والثنائية والرشاشات والقرنوف والهاونات ولايمكن أن تغامر قيادة الجيش بشبابها وتدفعهم للمعارك غير متكافئة من حيث العده والعتاد وقد تجلى حكمة البرهان وصبره حتى يحصل على السلاح المكافي لسلاح الملشيا ومن ثم يطلق عنان مقاومة شعبية تملك السلاح الذي يجعلها مكافئة للجنجويد حتى لاتحصد الت الملشيات أرواح الشباب والحرب الحالية هي حرب سلاح وطيران مسير وليست حرب حماس وكلاشنكوف مقابل كلاشنيكوف آخر وفي رؤوس البعض هواجس من التيار الإسلامي الداعم للجيش ظنا منه أن هذا التيار يسعى للحكم ووراثة السلطة وتلك من احابيل قحت وفزاعتها لاخافة العسكر المسكين بالسلطة الان ولايسعي الإسلاميين لانتزاعها منهم ولايرغب التيار الإسلامي العريض الا في انتخابات لم يحن موعدها بعد وربما تمتد الفترة الانتقالية على الأقل لخمسة سنوات بعد الحرب ينال فيها البرهان تفويضا من الجيش والشعب المنتصر للعبور بالبلاد إلى مرحلة التعافي من آثار الحرب
واخيرا فإن اتجاه الدولة نحو الشرق والسعي بصدق دون تردد ولا مواقف تكتيكية وإقناع الروس بأنهم شركاء استراتيجيين يمثل بداية الطريق الطويل للانتصار على المليشيا فالروس أوفياء لاصدقائهم وحلفائهم ويقاتلون معهم بصدق وقد سألت مسؤل كبير ووزير ضمن وفد الحكومة الذي غادر إلى روسيا الأسبوع الماضي بالقول هل انتم جادين في تأسيس علاقة استراتيجية مع الدول الشرقية روسيا والصين وربما إيران فقال الوزير انا سالت الرئيس البرهان مباشرة عن مهمتنا فقال لي أمضوا في طريق الاتفاق مع روسيا ولاتراجع عن مانحن مقبلين عليه
وقناعة البرهان بالتحالف مع الشرق تعني قطع نصف طريق النصر على الملشيات التي تجد دعما من الغرب عبر الوكيل الإماراتي ولنا في سوريا عظة وعبرة ولولا وقوف روسيا وتركيا وإيران مع دمشق لسقطت عاصمة الأمويين في يد ال زايد كما سقطت كابول تحت احزية الأمريكان ولكن حتى يبلغ التحالف مع روسيا مرحلة تبادل المنافع واستفادت القوات المسلحة من السلاح الروسي فإن الصبر هو مفتاح الفرج ولن يتحقق الانتصار بالأماني والأغاني ولكن الانتصار من الذي رفع السماء بلاعمد
دعم البرهان في هذه المرحلة والسنوات القادمة والصبر والثبات وان لانجزع لسقوط مدينة أو ضرب أحياء سكنية وسند الجيش هو الطريق لعبور الأزمة
يوسف عبد المنان