(يروى ان) الامين علي حسن يكتب… البرهان في ليبيا .. المصائب تجمع المصابين


مشهد البرهان والدبيبة في طرابلس يشرحه لنا الاديب ابراهيم الدلال في رباعية من الشعر الشعبي (الدوبيت)
ياقميرية ركي فوق فرعا تلولي الريح
وزي ماصحتي من الم الفراق بنصيح
ذكرتيني لمثلا بقوله صحيح
من المستحيل مجروح يداوي جريح .
والدلال الذي تربطه بليبيا علاقة دم وقرابة يخبرنا بانه من المستحيل من اعيته الجراح يسكت انين جريح اخر ولكن رئيس المجلس الرئاسي الليبي كسر هذه القاعدة وتحامل على جراحه وقدم دعوة لرئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان .
البرهان يقبل الدعوة ويهبط في العاصمة طرابلس في الغرب الليبي يحمل الام واوجاع وجراح شعبه . ومعاناته مع الحرب وكأنه يمني النفس بان يغسلها على ساحل الابيض المتوسط . فطرابلس شهدت هي الاخرى قبل سنوات احداث ومعارك كادت ان تقعدها شنوات ولكنها انتفضت وتماسكت وتحدت كل الصعب ربما تنظر هي الان لتلك السنوات وتنادي للخرطوم تعلمي فان في التجارب عبر وحكايات .
فالجراح هي ذاتها الجراح والدماء هي ذاتها الدماء والخراب والانقسام حتى المتأمر هو ذاته فالظروف تشابهت تماما بين ليبيا والسودان حتى صناعة الفوضى ماكلفت صاحبها اكثر من ان يصور الخطة التي اعدها للشقيقة ليبيا ويرسلها على ظهر اللاندكروزر الى السودان .
والبرهان في الجلسة الخاصة يحكي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي تفاصيل الاحداث في الخرطوم ودارفور والجزيرة وغرب كردفان .
والرجل يجيبه حدث عندنا هذا , وواجهنا هذا , وجربنا ذاك ,وذقنا مرارة هذا .
فالرجلان الان تيقنا تماما ان الشر يخرج من ذات المصدر وكثير من دعوات السلام وايقاف الحرب التي تصدر من هنا وهنا في الحقيقة مزيدا من الاشعال . ومن غرائب الاشياء ان السودان كان عضوا فاعلا في منظومة جوار ليبيا الساعية لمعالجة الازمة والمصالحة الوطنية بين الفرقاء هناك .
والان ليبيا تتحول هي الاخرى لتلعب دورا جديدا في دول جوار السودان لمعالجة الازمة هناك وبحث سبل السلام لا ادري هي تبادل للادوار في مقاعد الازمات ام ان المجروح يسعى لمعالجة جراح جريح اخر .
طابع الزيارة بلا شك ودي ومع الود الكثير من القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
اهل ليبيا ينظرون للعلاقة بكثير من الرضاء والمحبة تجلت هذه الرؤية في معاملة السودانين هناك معاملة الليبين في المؤسسات التعليمية والصحية وحتى اندية الرياضة تعاملت مع السودانين معاملة اللاعب الوطني كلها اشارات تقول نحن نتقاسم الهموم والافراح والاتراح .
لذا اعتقد ان الزيارة تعد من الزيارات الناجحة جدا ولها مابعدها .

Exit mobile version