محمد عبدالقادر يكتب … القحاتة .. العودة مستحيلة…

قبل ان (يرفعوا) سرادق العزاء فى فقد المليشيا للاذاعة والتلفزيون، فاجأ الفريق اول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة ( القحاتة) بتصريحات جعلتهم يجددون البكاء والعويل وهو يعلن ان الجيش لن يسلم السلطة لاية جهة سياسية خلال الفترة الانتقالية بدون انتخابات ، ويضيف ان الفريق اول عبدالفتاح البرهان القائد العام للجيش رئيس المجلس السيادي سيقود هذه المرحلة حتى تسليم السلطة للشعب..
من غرائب السودان وعجائبه ان قيادات الجيش، تتحدث عن الانتخابات اكثر من الاحزاب السياسية التى تمارس اقصى غايات (الاستهبال) حتى تاتي للسلطة دون الاحتكام للصندوق لانها تعلم حجمها الحقيقي تماما..
استشاط قادة الحرية والتغيير سابقا ( تقدم)غضبا من التصريح بعد علمهم ان الجيش عازم على تسليم السلطة للشعب، وايقنوا انهم لن يعودوا مرة اخرى ، فقد جربوا كل الوسائل للعودة الى حد الاستعانة ببندقية حميدتي لكنهم فشلوا ايضا .
انتهى عهد خداع الشعب وسرقة صوته تارة باسم الثورة واخرى عبر الشعارات والاكلشيهات التى لم تورثنا سوى الحرب والقتل والدمار..
خرجت علينا (عاهات قحت) تنتقد تصريحات العطا معتبرة انها محاولة لتكريس حكم العسكر، لكنها لم تنظر الى النصف المملوء من الكوب، وهو رغبة الجيش فى تسليم السلطة والذهاب الى الثكنات ولكن عبر الانتخابات، واعتقد ان هذا يحقق مطلبا جماهيريا مازالت تردده قواعد قوى الحرية والتغيير ان كان قد تبقت لها قواعد ..
قيادات قحت خالد سلك وياسر عرمان وجعفر حسن يعلمون تماما انهم لن يحكموا السودان مجددا فقد جربوا صندوق الذخيرة، لانهم يعلمون ان صندوق الانتخابات لن ياتي بهم.. هم لايمثلون الشعب السوداني، ولايعبرون عن اماله وتطلعاته، ولانهم قبل هذا وذاك لن يستطيعوا الوقوف امام هذا الشعب لمخاطبته بعد ان شكلوا ظهيرا سياسيا خائنا تحالف مع من قتله ونهبه واغتصب حرائره.
لن يتمكن منسوبو (قوى تقدم) من الظهور امام الناس مرة اخرى لانهم ناصروا الدعم السريع وشكلوا له ظهيرا سياسيا وفشلوا حتى الان فى ادانته والتبرؤ مما فعله بالمواطن بالخرطوم والجزيرة ودارفور وكل المناطق التى دخلتها المليشيا وعاثت فيها فسادا ونهبت وقتلت واغتصبت حرائرها..
كثيرون توقعوا ان يمضى العسكر الى الاستئثار بالسلطة بعد الفترة الانتقالية وهم يعبرون بالبلاد كل هذه المطبات والمزالق، وينتصرون لارادة الناس، ويحررون السودان من مطامع ال دقلو ومن يقف خلفهم وقد خططوا لاختطاف الدولة يوم اعلانهم التمرد فى الخامس عشر من ابريل المنصرم.
العسكر لهم فى خدمة الشعب عرق ولكنهم رغم ذلك لم يعلنوا ان الحكومة ستكون عسكرية ولكنهم تحدثوا عن السلطة بالانتخابات فما الذى يغضب عناصر تقدم..
ثم اليس البرهان هو من قاسموه الحكم طيلة سنوات الفترة الانتقالية وحتى انهى تشوهات وخطايا حكمهم باجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر، لماذا اصبح البرهان مرفوضا الان بعد ان كان جنرالا ماهرا على حد وصف ياسر عرمان على ايام الشراكة و( عسل السلطة)..
ما يثير الاستغراب فعلا ان ينتاب القحاتة مجرد احساس بان بامكانهم العودة مرة اخرى لحكم السودان، ترى من اين جاؤوا بهذا الخيال، وما الذى فعلوه للشعب السوداني وهم يشاركون فى حملة ابادته وقتله ونهبه واغتصاب حرائرة حتى يحلمون بالعودة لحكمه مرة اخرى، عجبي.

صحيفة الكرامة

Exit mobile version