بات الشعب السوداني ينشد العزاء ويلتمس البشارات فى تصريحات الفريق اول ياسر العطا مساعد قائد الجيش، رجل المواقف الكبيرة والتصريحات التى عادة ما تضع الملح على الجراح، وتجيب على تساؤلات الراي العام بجرأة وشفافية ووضوح يحتاجه هذا الشعب بشده حتى يتبين الطريق فى ظلمة ايامه الحالكات وهو يعانى عسف الجنجويد ووطاة حربهم اللعينة ..
ولانه تعود ان يغرد خارج سرب الخيانة والتردد وموالاة الجنجويد، فقد بات اشبه ب( مطرب الجماهير)، الذى تجد عند تصريحاته بشارات النصر والامل وتلمس فيها الخبر اليقين والمواقف الحاسمة والاجابات الحاضرة على الاسئلة الصعبة، وتجد فيها الراحة والاحساس بان الوطن سيظل على مايرام.
بالامس تحدث الفريق اول ياسر ل(قناة العربية الحدث)، واجاد كالعهد به على كل الاسئلة بوضوح عجيب، ووضع الاجابات النموذجية للاسئلة الصعبة.
وببراعته الفائقة فى التقاط هواجس المواطن ،استطاع الفريق اول ياسر العطا ان يضع النقاط فوق الحروف، ويدخل على اي بيت، و(يتوهط) فى مجالس السودانيين بصراحته المعهودة مخاطبا هواجسهم واسئلتهم الملحة وابرزها البطء فى العمليات العسكرية وما يتردد من اتهامات غير مسؤولة تقول ببيع بعض قيادات الجيش العليا للقضية ،والتواطؤ مع المليشيا ضد ما يريده الشعب السوداني.
انها اسئلة حارقة ظلت مثارة وباحثة عن اجابات من كابينة القيادة تصدى لها العطا بكل مسؤولية وهو يعبر عن اسفه والمه ازاء طرحها، ويعتذر للسودانيين عن اي تقصير شاب اداء القوات المسلحة قبل ان يبشرهم بان الجيش جاهز للدخول الى بحرى والجزيرة وجبل اولياء، وينفي عن القائد العام الفريق البرهان اية اشارات غير بريئة حول تماطله فى حسم المعركة، ويؤكد انه لو اراد ان يبيع لسلم السلطة لحميدتي وغادر.
وبالطبع لم يكن البرهان بحاجة الى كل هذه المعارك ان كانت لديه اية نزعة للتواطؤ او البيع، فلقد كان بامكانه ان يسلم البلد (تسليم مفتاح) لقائد التمرد ، وراعيه الاقليمي.
القضية المهمة الاخرى التى تطرق لها العطا تتعلق بمستقبل الحكومة، وما ينتظر ان تسفر عنه الايام القادمة يعد ان بح صوت الجميع لتشكيل (حكومة حرب) واجراء اصلاحات وتعديلات فى الجهاز التنفيذي، وقد نزل حيث العطا بردا وسلاما على السودانيين وهو يعلن عن ترتيبات لاعادة تشكيل مجلس السيادة وتعيين رئيس مجلس وزراء، ويخرج بشجاعة نادرة للاعلان عن ترتيبات لالغاء الوثيقة الدستورية واعلان دستور وتسكيل حكومة.
بالامس اظهر ياسر العطا كذلك وعيا فى التقاط ماظل مثارا لجدل طويل وهو البحث عن محاور دولية تسند السودان فى حربه، وعن خطط توظف ميزاتنا الاستراتيجية فى دبلوماسية (خد وهات) المعتمدة على تبادل المنافع، العطا اراح السودانيين حينما تحدث عن اتفاق سبوقعه الفريق اول عبدالفتاح البرهان مع روسيا للدخول فى تعاون اقتصادي مقابل توفير سلاح للجيش السوداني، العطا اسفر عن افق متسع يجعله لايمانع على الصعيد الشخصي من منح موسكو قاعدة عسكرية فى البحر الاحمر.
مرة بعد اخرى يؤكد الفريق اول ياسر العطا ، علو كعبه السياسي والعسكري ، ويؤكد قبل ذلك ان هنالك رؤية لادارة البلاد فى مساراتها السياسية والعسكرية، ويفتح باب الامل على مصراعيه بامكانية تحقيق اختراقات وشيكة على الصعيدين تخرج بلادنا من الواقع الاسيف الذى نعيشه اليوم.
على كل يظل الرهان على ما قال العطا ، فقد اماط اللثام عن حقائق عدة تجعلنا متفائلين رغم الاحزان الكبيرة بان نصر الله قريب..