د.ابراهيم الصديق يكتب … قراءة من منظور آخر : أبعد من الرزيقات وأقرب إلى (الخيار صفر)


(1)
النقاش الذي أثاره د.الوليد مادبو من خلال تسجيلاته ومقالاته لا يمكن النظر إليه بإعتباره مجرد وجهة نظر ، أو خاطرة ، إنه فى رأى (تحول مهم فى مسار الحرب) ، وبالأحرى تداعياتها ومآلاتها ومستقبل مليشيا الدعم السريع وحاضنتها الإجتماعية وليس بالضرورة الحاضر أو ميدان المعركة..
وقد أنشغل الناس عن ذلك ، ونسوا توقيت الحديث ، و شخصية المتحدث ، و إستدلالاته ، كلها موظفة لأقصى درجة ممكنة للانتقال من معركة (تقودها قوة متمردة على الدولة) إلى (مناجزة قبيلة ضد مجتمع قبلي آخر) ، ومن شعارات (التحول الديمقراطى والمسار السياسي وحق المواطن ) إلى (غبينة اجتماعية ومناطقية) ، وذلك هو الموقف.. ولتحقيق هدفين (توفير ملاذ أخير للمليشيا) ، و(دخول القبيلة فى مناورات) المفاوضات بتوفير ضمانات أو توفير سند مع تراجع الإستنفار من بقية المجموعات القبلية ، والأمر برمته تم من خلال آليات تحشيد كثيرة منها التواصل مع شيخ المحاميد موسي هلال ومنها خطابات اخرى على ذات نسق د.وليد بعاطفية اكثر..
وفى رأى إن الأمر هو وضع (سيناريو جديد) وظهير جديد لحماية وإسناد ما تبقى من الدعم السريع واللجوء إلى (القبيلة).. وهذا هو الأمر الجديد ..
فحين خطط حميدتي للحرب وبدأ فى التدريب والتسليح والاعداد كان نائبا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي.. وليس عمدة من الرزيقات..
وحظى بحفاوة قوى سياسية ممثلة فى قوى الحرية والتغيير قحت ساندته وباركت خطواته وبعضهم أقسم بليل ليصرمنها دون حياء..
ومباركة دولية ممثلة فى فولكر بعد أن ألتقاه فى الجنينة ، وبعد مسرحية دستور تسييرية المحامين حين أيده حميدتى (مع اننا لم نقرأه لكننا مؤيدنه)..
وتمدد لشراء قيادات اهلية واجتماعية بالإضافة للحاضنة السياسية..
وحتى حين اندلعت الحرب فى 15 ابريل 2023م ، لم تكن القبيلة حاضرة ، بل هناك مرتزقة من كل دول العالم ، وإن استدعت بعض التحليلات دولة (العطاوة) وهو مشروع أكبر من قبيلة الرزيقات..
فلماذا تم الزج بالقبيلة الآن؟ لإنها ببساطة الملاذ الأخير المتبقي.. وهذا ما ينبغي التركيز عليه..
(2)
لم يكن ناظر الرزيقات ممسكا بفرسه على باب القصر الجمهورى وبيده بيان لإذاعته معلنا عن دولة الرزيقات صبيحة 15 ابريل 2023م ، بل ربما لم يكن يعلم بالتدابير الحاسمة ..
ولم يكن ناظر الرزيقات مع عبدالرحيم دقلو تلك الامسية يضع اللمسات الأخيرة ، وإنما كانت هناك قوى سياسية اخرى هى الآن خارج دائرة التأثير ولم يعد هناك وسيلة لقوة الإحتياط ولذلك تم الزج بالقبيلة.. فالقبيلة تم الزج بها فى معركة ليست لها.. وإن كان بعض ابناءها داعمين للمليشيا واستفادوا منها وربطوا مستقبلهم بها..
وهذا تطور مهم ..
وهنا تبرز قضيتان لابد من إستصحابهما:

Exit mobile version