تقارير

(تقرير) متقدماً الصفوف … نجل الشهيد عبدالرحمن الصديق …. ومن شابه أباه فما ظلم

تقرير _ ضياءالدين سليمان محمود

نقلاً عن صحيفة الكرامة

لم يك الحادي عشر من يونيو من العام الماضي يوماً عادياً لدى محمد عبدالرحمن الصديق بل لم يمر ذلك اليوم كغيره في عداد الأيام والسنين فحينما نعى الناعي وذيع خبر إستشهاد والده العقيد عبدالرحمن الصديق الذي مضى الي لقاءه ربه في صمت بهيج يحدوه الشوق الي المقامات والدرجات الرفيعة وقبل ذلك حبه لهذه البلاد وأهلها كان هذا اليوم من الايام الخالدة والذي شكل حياة جديدة لمحمد عبدالرحمن الصديق وكتب عنده فصلاً جديداً من فصول البسالة والبطولة جعلته يمضي في ذات الطريق الذي ارتوى بدماء ابيه ورفاقه الميامين من بواسل قواتنا المسلحة وهو يردد مشيناها خطى كتب علينا ومن كتبت عليها خطى مشاها.

الحادي عشر من يونيو هو ذات اليوم الذي شق فيه خبر الشهيد عبدالرحمن خاصرة الزمان والمكان وجعل من الحزن عليه حالة عامة سكنت أوصال جميع الاهل والاحباب والاصدقاء والبستهم زياً موحداً للحداد والحزن ولكنه كان عند إبنه محمد يوماً نفض فيه غبار الحياة وبدل نعيم الدنيا وزخرفها الزائل ليختار أن يتقدم صفوف الأوفياء من أبناء البلاد دفاعاً عن كرامة شعبها واقتصاصاً لشرف حرائرها التي انتهك في رابعة النهار على يد مليشيا الدعم السريع وعصابة ال دقلو الإرهابية ليتقلد موقع والده ويتبوأ مقعده النبيل

قصة بطل

قصة جديدة في سفر كتاب التاريخ يكتبها محمد عبدالرحمن الطيب الصديق الذي سار في درب ابيه في القتال مع القوات المسلحة فبعد ان كتب الله لأبيه الشهادة التي سعى اليها فنالها انخرط محمد مباشرة في التدريب لإعداد نفسه وتجهيزها فكان من الأوائل الذين دخلوا معسكرات التدريب وتقدموا صفوف المستنفرين رغم حداثة سنه فمحمد لم تقعده الإصابة بكسر عميق في فخذه الأيسر حينما سقط من الشاحنة التي كانت تقله لمناطق ضرب النار أثناء التدرب الا أنه استعجل التعافي من الاصابة متجاوزاً حزنه على فقد ابيه والمه في إصابته حتى يلحق بركب المقاتلين فكتب لنفسه قصة بطل صغير ورجولة تتأبط اذرع الاقدام والاشتياق لساحات القتال.

هذا الشبل من ذاك الاسد

ماكان لمحمد أن يمضي على إرث ابيه وماكان له أن يكون بذات الفراسة والفروسية الا لانه سليل رجل عشق ساحات الوغى وخَبِر المعارك جيداً فالشهيد العقيد ركن عبدالرحمن الصديق مشهود له بالشجاعة والاقدام وروح الاستبسال فهو قائد القوة التي تصدت لعصابات الشفتة التي استهدفت أراضي الفشقة الحدودية مع دولة إثيوبيا خلال الأعوام الماضية وابلى فيها بلاءاً حسناً ذاد فيها عن الأرض ورفض أن تدنسها ارجل الاحباش حتى أن اقرانه قد أطلقوا عليه ( أسد الفشقة ) كناية على شجاعته وانه قائداً مغواراً وجسوراً

نفس الملامح والشبه

الملامح ليس شرطاً أن تكون شكلاً ولا تشابه العيون والأنف ولكن ان تتشابه المواقف بذات السلوك وذات المنهج ذاك هو المقصود فما بين الشهيد عبدالرحمن وابنه محمد تشابه لحد كبير جعل الجينات والكروموسومات تتطابق فحينما اندلعت شرارة الحرب كان الشهيد عبدالرحمن خارج الخرطوم الا أنه لم يتأخر في اللحاق بركب المقاتلين في الصفوف الأمامية فمحمد ابنه ايضاً حينما اطلق القائد العام للقوات المسلحة نداء الاستنفار والتعبئة العامة لم يتأخر عن تلبية النداء رغم حداثة سنة وقلة خبرته في ساحات القتال فالقاسم المشترك بينهما هو أنهما كانا خفاف عند الفزع فلم يتثاقلا الي الأرض فكانت (نفس الملامح والشبه والمشية ذاتها وقدلته)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى