على ايام عمالتهم المتخفية.. قبل ان يظهروا بوجوههم الكالحة للعلن مع المتمرد حميدتي ويوقعوا معه اتفاقا.. وعلى ايام اجتماعات الهزال والبوار والعار.. بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا.. وبينما القوم يجلسون على موائد الانكسار.. دخل عليهم متهللا فرحا.. رئيس حزب الامة (برمة) الذي كاد يطير غبطة وسرورا لولا عدم قدرته على المشي.. حيث جاء ناقلا للمجتمعين بشرى (سقوط المدرعات).. عمت الفرحة جميع ارجاء القاعة.. وفجأة صاحت (مريومة).. (سجمي عبد الرحمن اخوي).. ! حملت هاتفها وخرجت مسرعة بكل خوف الدنيا لكي تطمئن على اخيها الامير اللواء (عبد الرحمن الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي)، وهو الذي اختار ان يكون في الضفة الاخرى من النهر وهي الضفة المجيدة التي اصطف فيها الوطنيون من ابناء السودان غير العاقين.. بينما اختارت اخته المسكينة وحزب برمة.. اختاروا العمالة والارتزاق في موائد الامارات وفرنسا ومنظمات الدمار والخراب.. يومها عادت (مريومة) الى داخل القاعة بعد ان اطمأنت على الامير كما نقلت القوم الى مربع آخر وكان لسان حالهم يقول: (يا فرحة ما تمت) فقد صمدت المدرعات صمود الفرسان الشجعان بقيادة اقدم لواءات الجيش الحاليين، (الدكتور نصر الدين عبد الفتاح محمد سليم)، الرجل الذي جاء من بيته حيث المعاش الاجباري لكي يؤدي ضريبة الوطن.. بارا بقسمه الذي اداه قبل اكثر من ثلاثين عاما بأن يضحي بحياته في ميادين التضحية والبذل.. ومثل نصر الدين هناك الكثيرين.. يشمخ بينهم في إباء الابطال الفريق الركن (آدم هارون) الذي جاء الى الميدان من المعاش.. بينما دفعته في رتبة الفريق اول يتمرغ في بهارج السلطة ويترك لصاحب المعاش الشحيح مهمة القتال و(السيطرة) على محور الفاو لانه صاحب خبرة ودربة وموقف يستحق الترقية يا سعادة القائد العام.. فلن تغلبكم حيلة طالما ان رئيس هيئة الاركان اقدم من بعض اعضاء مجلس السيادة العسكريين ويأتمر بأمرهم بأحكام الدستور ومساعدة القائد العام للجيش.
اعود واقول انه ما بين بشرى (سقوط المدرعات) التي حملها (البرمة) برمة ناصر للمجتمعين في العاصمة الاثيوبية فكانت بشرى خائبة ارتدت عليهم وبالاً، وهاهم ذات العملاء.. وفي ذات المائدة المغموسة في العمالة والارتزاق من جحافل (تقزم).. كانوا ينتظرون (سقوط الفاشر) حتى ترتفع معنوياتهم وتتعالى معنويات كفلائهم الذين قالوا لهم.. ان سقوط الفاشر مسألة زمن ليس الا.. فانتظروا طويلا ولم يروا شيئا غير بسالة القوات المشتركة وابطال القوات المسلحة.. لتأتيهم الاخبار متواترة من الفاشر وبابنوسة ومحور سنار والامبدات.. والهلكي والجرحى بالمئات يسدون الطرقات.. تنضموا فوقوا انتوا الجيش.
التحية للقوات المرابطة في كل المحاور وجبهات القتال.. تحية خاصة لسيادتو آدم هارون وسيادتو عنجر وسيادتو نصر الدين.. فقد جسدوا عمليا للحقيقة الساطعة: (البربطنا بيهو الجيش لا منصب ولا مرتب.. لا مأكل ولا مشرب “عشق” وطن جوانا اتركب.. ما اتفاخرنا بيها قبيلة قط.. ولا فرقتنا رتب.. قايد الحامية نوباوي قائد ثاني حلفاوي.. حضرة صول معلاوي.. رقيب اول من الفاشر دمازين والمدينة عرب.. قائدنا بجيب المويه.. رائدنا بعمر كوجه.. جندينا البجيبو حطب.. قدمنا المهر ارواح فداك يا وطني ما بنلعب.. كم اتقطعت اعضاء وكم اتشتت اشلاء شباباً لسه غضَّ رطب.. وكان الجيش هو السودان جيشاً لامِّي من حلفا هدندوة ، رزقة ، نوبة ، عرب.. نتباشر صباحات خير وماسكين في بعضنا شعب.. من غيرنا).