ايمن كبوش يكتب … البرهان يقترب من كسب الرهان

قلت له: انا مواطن سوداني املك قراري الشخصي واعبر كذلك عن اسرتي الكبيرة والصغيرة، وربما عن آلاف السودانيين الصامتين الذين اختاروا الصمت في زمن الكلام، من موقعي هذا، ابعث برسالتي إلى بريد الملايين من السودانيين، وأقول لهم أنني كمواطن سوداني واعيش في دولة من دول العالم الثالث، لا ابحث الا عن الأمن والأمان وبسط اسباب الاستقرار، هذه اشياء، للاسف، لا تتوفر في دولة مثل السودان الا من خلال حكم عسكري (قابض وباطش) لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعب ومكتسبات الأمة.

فقدنا الأمن وهو نعمة من نعم الله في الارض تأتي بعد فك المسغبة، لم نعد (آمنين في سربنا) منذ أن هرولنا نحو الشعارات الجوفاء التي تنادي بالحكم المدني ودعوات (العسكر للثكنات)، والأدهى والأمر أن المدنيين أنفسهم يبحثون عن السلطة والتسلط بحماية من العسكر وبنادقهم أو التماهي معهم والاتفاق على طاولة واحدة كما حدث بعد انقلاب اللجنة الأمنية على الرئيس المعزول عمر حسن احمد البشير في الحادي عشر من ابريل، اي قبل خمسة سنوات من الان، من يومها والشعب السوداني يردد سرا وعلنا: (ضيعناك وضعنا وراك يا عبود)، شعارٌ من الشعارات غير الموضوعية التي ظللت نهارات ومساءات كل الثورات السودانية المدعاة بعد سنوات من عثر الانتقال وتعثره، فلم يعد (رأس نميري مطلب شعب) ولا (تسقط بس) هي المعادل الموضوعي لأن يكون (ورثة) نظام البشير هم (خالد سلك ومدني عباس وحمدوك ووجدي صامولة ومحمد الفكي منقة وبابكر فيصل وأيمن نمر).

لا بديل للحكم العسكري، على الأقل في هذه المرحلة الحساسة، الا الحكم العسكري (القابض) والمسيطر ببناء المؤسسات القوية ووجود رجال ونساء أقوياء أشداء قلبهم على البلد، يتمتعون بوطنية عالية ويملكون القدرة وسعة الافق لإعادة السودان إلى الطريق الصحيح في كنف قائد مُلهم يعبّر عن الوطن الكبير بثقافته المتعددة المتنوعة.

وحتى لا نذهب بعيدا، نقول إن الأيام القليلة الماضية، أعادت اكتشاف الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، وذلك بعد أن نجح في اختبارات العالم الخارجي على مدي عامين، تبدى ذلك خلال مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مرتين في قلب الولايات المتحدة الامريكية، كما نجح في التعامل الذكي مع ملف التفاوض والتمسك بمخرجات منبر جدة ولم ينحنٍ لعواصف المبعوث الأمريكي ولا وزير خارجيته، عندما عملا علي رهن القرار السوداني وكسر الالتفاف الشعبي بترحيل ملف المفاوضات إلى جنيف، هذه أمثلة مهمة وهناك أمثلة أخرى مثل تعامل البرهان مع الاتحاد الافريقي وكذلك منظمة الجراد (إيقاد) وما قاله صراحة لشيطان العرب (بن زايد) بأن الامارات تقتل المواطنين السودانيين بدعمها لمليشيا التمرد.. أما على الصعيد المحلي فقد حظي البرهان بدعم شعبي غير مسبوق لأن ما يعانيه الشعب السوداني الذي دفع كلفة الحرب كاملة، أيضا غير مسبوق، ولكن الشعب يرى بأن صلاة فجر الخلاص سوف تكون بإمامة القوات المسلحة وقائدها العام البرهان الذي أصبح الرئيس الأكثر شعبية في افريقيا والشرق الاوسط، بدليل أن أقواله وأفعاله أصبحت مبذولة في الميديا العالمية كعلامات مسجلة على شاكلة (دبل لي.. وحركة الزردية).

إذن تبقت للبرهان خطوة واحدة حتى يحظى بالدعم الكامل الذي يؤهله للجلوس على كرسي الحكم بدعم كبير من الشعب السوداني، وهو القضاء الكامل على الجنجويد والتفرغ لإعادة هيبة الدولة.. هذا هو القصاص العادل لدماء السودانيين يا برهان، قصاص للحرائر والحق السليب وليال القهر الطويل، السحق بلا رحمة كما يقول الصديق عبد العزيز الزبير باشا رحمة.

Exit mobile version