ايمن كبوش يكتب… استرح يا برهان.. !

قلت له: ليس بمقدور سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، أن يقوم بكل هذا الذي يقوم به حاليا، دون أن يؤثر ذلك على تركيزه او على صحته في اسوأ الاحوال، في ظل الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها السودان.

ليس بمقدوره أن يُطلّع بمهام (رئاسة جمهورية) مسئولية عن الأمن وعن الاقتصاد وعن معاش الناس وعن التعامل مع المجتمع المحلي والدولي، وفي ذات الوقت تقوم بالأصالة على جهود الحرب من مقعد القائد العام للجيش.

ظل البرهان طوال عام ونصف، في حالة ركض مستمر، منذ اندلاع الشرارة الأولى للحرب، إلى أن خرج إلى مدينة بورتسودان التي اتخذها عاصمة إدارية بديلة للخرطوم، لم تنقطع رحلاته إلى الخطوط الأمامية ومسارح العمليات في الفاو والقضارف ووادي سيدنا والمهندسين وسنار وقبل ذلك مدينة ود مدني، بجانب رحلاته الخارجية كرأس للدولة وزيارته لدول أفريقية وعربية وقد وصلت إحدى رحلاته إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. وهاهو البرهان يواصل الليل بالنهار ليقف على كوارث السيول والفيضانات في نهر النيل والشمالية والبحر الاحمر، يواسي المنكوبين ويقف على حجم المأساة ويعد بإيجاد حلول عاجلة.. ! هذه ضغوط كبيرة ومسئولية عظيمة يواجهها البرهان لانه بدون حكومة تنفيذية حقيقية تحمل عنه الكثير من الملفات التي يجب أن يقوم عليها مجلس الوزراء بخارجيته وداخليته ودفاعه وماليته وصناعته وتجارته وولاياته.

هذا الوضع الشاذ ايها السادة، يجبرنا على أن نهمس في اذن السيد الرئيس بأن (العمر ليس بعزقة)، وان ما يفعله بهذه الهمة والنشاط والحماس، سيكون خصما عليه حتى في درجة تركيزه، لذلك من الطبيعي أن يكثر الحديث عن حكومة الحرب التي صرح غير ما مرة انه يعتزم تكوينها بعد عام وأشهر عديدة من حرب الجنجويد المدمرة على الدولة السودانية.

شواهد كثيرة تؤكد بأن البرهان يواجه صعوبات لا حصر لها تمنعه من تكوين حكومة الحرب دون أن يضع اعتبارا معتبرا لاتفاق جوبا الذي وضع الدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة على رأس اهم وزارة في الجهاز التنفيذي وهي وزارة المالية وعملية تحريكه من هذا الملف، عملية صعبة ومعقدة حتى وإن كان منصبه الجديد هو رئاسة مجلس الوزراء، أما مني اركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان والحاكم بأمره في كامل إقليم دارفور الذي لم يتبق منه إلا حاضرة شمال دارفور الفاشر، فقد ظل الرجل مغاضبا لأكثر من عشرة أيام محتميا بعاصمة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، لأن محاصصة المرحلة المقبلة ستأخذ منه الدجاجة التي تبيض ذهبا وهي وزارة المعادن التي يقوم عليها السيد محمد بشير ابو نمو التابع لجناح اركو مناوي، بغياب وزارة المالية المالية عن حزب جبريل وذهاب المعادن عن حزب مناوي فأن البرهان ربما يجعل ثنائي الكفاح المسلح في مسغبة لن تعوضها الا التعويضات التي وعدت بها الحكومة السودانية لمعالجة التلكوء في تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية.

أعود وأقول إن مصادرنا المؤكدة تقول أن المرحلة المقبلة سوف تطيح بعدد من الوزراء المكلفين الذين ابلى بعضهم بلاء حسنا في الفترة الماضية وعلى رأسهم وزير الصحة دكتور هيثم الذي جاء على رأس المغادرين وكذلك وزير التجارة ووزيرة الصناعة ووزير الثقافة والإعلام جراهام عبد القادر.

نريد حكومة حرب رشيقة خفيفة لتقوم مقامها الحقيقي ولتخفف الضغط عن البرهان الذي لا يجوز أن يحمل عبء البلد لوحده لكي يعبر عن أكثر من ثلاثين مليون سوداني، والبقية هم عملاء واوغاد قحت وجنود المليشيا المتمردة، وهم ليسوا منا.

Exit mobile version