¤ رغم رخاوة وزارة الخارجية خلال الفترة الماضية بسبب اداء وزيرها السابق.. الا ان صوت مندوب السودان لدى الامم المتحدة السفير الحارث ادريس كان جهوراً وكانت بياناته وتصريحاته متماسكة وقوية.. من خلال تأكيده المستمر ان مليشيات حميدتي تقوم بجرائم.. ترقى إلى مرتبة جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.. وظل يشير الى ان الصمت حيالها يعتبر تشجيعاً للإستمرار في ارتكاب هذه الفظائع!!. نستشهد بالحارث لاننا الى حد كبير نعيش حالة انكفاء داخلي غير مبررة.
¤ اقول ذلك لان رسالة الحارث وصلت بريد جماعات الضغط في الولايات المتحدة من خلال مطالبات لجنتا العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين الرئيس جو بايدن بالنظر بشكل عاجل في فرض عقوبات على المليشيا وقائدها الباغي الشقي حميدتي جراء ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
¤ وهو تطور مهم في سير مجريات المعركة الدبلوماسية والتي اسند الرئيس البرهان، قيادتها للسفير حسين عوض خلفا للسفير على الصادق.. الذي آن الاوان ان يمنح خطاب شكر ويتم قطع علاقته بالخارجية.. دون إعمال المنهج الانقاذي المعطوب الذي كان يكافئ احيانا اصحاب الاداء المتدني.. ان الخطاب المشترك إلى بايدن، يتطلب منه الرد عليه في غضون( 120) يوما من تلقيه .. بان يحدد ما إذا كان حميدتي ومليشياته قد شاركا في عمليات قتل خارج نطاق القضاء أو التعذيب أو غير ذلك من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ام لا.
¤ وبالتالي يتوجب على الخارجية والجهات ذات الصلة وفي مقدمتها جهاز المخابرات.. تشكيل لجنة او – تفعيلها – اذا كانت موجودة.. تواصل او تبدأ في فضح حميدتي والمليشيا بالخارج.. وتفعيل السفراء (النائمين على الخط او المتواطئن مع المليشيا) بالتحرك الفوري لتلك المهمة الوطنية.. واعتقد ان المهمة يسيرة فالمجرمين الجنجويد وثقوا لكل جرائمهم.. وفي مقدمتها قتل وسحل والى غرب دارفور المغدور خميس ابكر.
¤ كما ان المهمة الوطنية فيها شق مالي مهم.. يتطابق مع مطالبات النواب الامريكان للرئيس بايدن فحص الشبكات المالية للمليشيا ومصادر إيراداتها.. مثل تهريب الذهب والعلاقات مع مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية.. وذلك لتقييم ما إذا كان يتعين كذلك فرض عقوبات عليهم بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي.. وهو قانون عالمي اصدره الكونغرس اواخر 2016 لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان على النطاق العالمي. يسمح للحكومة الامريكية بمعاقبة المسؤولين الفاسدين والمتورطين في الاعتداءات على حقوق البشر في أي مكان في العالم.
¤ ان على الحكومة السودانية ان تطمئن لنجاح مهمتها.. سيما وان واشنطن كانت قد فرضت في سبتمبر 2023 عقوبات على عبد الرحيم دقلو ومن يومها اصبح يترنح وكذلك طالت العقوبات المجرم عبد الرحمن جمعة قائد المليشيا بولاية غرب دارفور وهو المتهم واخرين بقتل الوالي خميس
وطالت العقوبات كذلك شركتين تتبعان للمليشيا هما الجنيد للأنشطة المتعددة وتراديف للتجارة العامة.
¤ ومهما يكن من امر.. فان واشنطن لفت الحبل حول رقبة اولاد دقلو الاشقياء.. وما على البرهان والحكومة الا قليل من الجهد لاحكامه على رقبتي حميدتي ودقلو.!!.