¤ التأييد الواسع الذي تحظى به القوات المسلحة والالتفاف حول قيادتها، منذ تمرد الباغي الشقي حميدتي وتدميره لمقدرات الوطن، لم تجده منذ سنوات، على الاقل منذ التغيير في 2019.. عقب انتظام حملة ممنهجة وخبيثة للنيل من القوات النظامية.. بالتالي لن يقبل عاقل باي تشويش على الجيش في هذا التوقيت اقول ذلك بعد خطوة نائب الرئيس مالك عقار وتزعمه ماتسمى بـ (تنسيقية القوى الوطنية) وهم يتأهبون كما اعلن الامين العام للتنسيقية محمد سيد احمد (الجاكومي) لتوقيع ميثاق سياسي مع القوات المسلحة فى غضون الايام القليلة القادمة.
¤ لانشك في مواقف عقار ورفاقه، الوطنية ودعمهم للقوات المسلحة.. لكن الخطوة تبدو غريبة – ان لم تكن مريبة – وتذكرنا بحميدتي واعوانه في قحت وهم يسعون لاحتكار المشهد عبر (مقطوع الطاري)،الاتفاق الإطاري.. ماذا يستفيد الرئيس البرهان من توقيع اتفاق سياسي مع نائبه ومجموعات لاخلاف بينهم.. غدا سيخرج الجاكومي ويعلن ان اتفاقهم غير قابل للاغراق كما كان يصرخ الواثق البرير بشان (أطاري السجم).
¤ لايعقل ان يكون الاعلان السياسي للتنسيقية الوطنية في إطار الجهود الجارية لإنهاء الازمة السياسية الناجمة عن اندلاع الحرب مع مليشيا الدعم السريع وتكوين حكومة انتقالية.. كما اعلنوا، لأنه سيوسع الشقة بينهم كقوى سياسية وآخرين هم ايضا داعمين بقوة للجيش مثل الكتلة الديمقراطية التي تضم الناظر ترك ،جعفر الميرغني، مناوي ، جبريل واردول وآخرين.
¤ ماذا سيكون موقف الجيش لو تقدم المؤتمر الوطني طالباً الانضمام للاعلان السياسي.. فهو مثل حركة عقار وتكتل الجاكومي.. متفق معهم في اربعة مرتكزات.. اهمية طرح حوار سوداني/ سوداني، دعم القوات المسلحة ، ادانة المليشيا الاجرامية وتأييد المقاومة الشعبية وهو – أي الوطني – رأس الرمح فيها.
¤ ثم اين موقع قوى الحراك الوطني بقيادة د. التجاني سيسي.. وهو تحالف قوي ومؤثر مكون من تحالفات سياسية عديدة أبرزها (سودان العدالة) برئاسة فرح العقار، وأحزاب (الأمة الوطني) بقيادة عبد الله مسار ومؤتمر البجا.
¤ ان الرئيس البرهان في مأمن ويجب ان يظل محصناً من السهام السياسية الصدئة.. الجيش ليس في حاجة الى توقيع أي اتفاق سياسي ولا حتى مع المليشيا الاجرامية.. دعك من توقيع اتفاق مع عقار نائب البرهان.. استغرب لمالك الذي يسعى للانفراد بالجيش واحتكار السلطة.. وهو سبق له الاعتذار عن ترؤس كيان شعبي هدف لجمع الصف الوطني قاده باقتدار الامير/ جمال عنقرة والسفير علي يوسف.
¤ اعتذر عقار عبر بيان رسمي مطلع هذا العام.. وبرر ذلك نسبة لمشغولياته، وتكليفه بالملف السياسي.. فكيف يكون مسؤولاً عن الملف السياسي ويحتكره لنفسه ومجموعة من حوله؟ ..
يؤسفني القول ان الاتفاق المرتقب شبية بمشروع الاعلان السياسي الذي وقعه حمدوك وشلته مع المتمرد حميدتي.
¤ الخيارات كثيرة وآمنة امام البرهان.. مثل دعوة القوى السياسية للاتفاق على الحد الادني.. وان يتم التمييز بين الاحزاب والكيانات الاهلية، لان هناك حالة من الضبابية مثل التحركات الدؤوبة للناظر ترك في المشهد السياسي بعباءة أهلية وقبلية.. وهذا امر يحتاج لتكييف قانوني.
¤ على الجيش ان يتفرغ لمواصلة سحق المليشيا.. وبمقدور البرهان الان وقبل نهاية الحرب تشكيل حكومة.. وان يعين عقار على رأسها.. هذا لا يحتاج اتفاق سياسي بدأت بوادر تأثيراته السالبه بخروج القيادي علي عسكوري من الكتلة الديمقراطية وانضمامه الى التنسيقية الوطنية بزعامة عقار.
¤ ومهما يكن من امر.. الحرب الدائرة الان بسبب الاتفاق الاطاري لا نريد للقوات المسلحة وهي حاضرة في المشهد بامر الشعب.. ان تكون ظهيرا سياسيا لأي قوى سياسية او مدنية .
osaamaaa440@gmail.com