يوسف عبدالمنان يكتب … إنبشقت
كان الراحل الإمام الصادق المهدي مولعا بالامثال الغارقة في لب المجتمع وله قصص وحكايات وأمثال احسن الرجل توظيفها في رسالته السياسية كما كان البشير بعض من تلك الأمثال واشهرها (نحنا قعدنا في السهله)ذلك تعبيرا عن كشف الغطاء عن كل مخبوء بعد الرابع من رمضان وحينما كان الراحل عند البعض والحي عند آخرين محمد حمدان دقلو يتحدث للناس بصراحة جاء بتعبير (الحكاية انبشقت) وحميدتي هو السياسي الوحيد في تاريخ السودان الذي اختلف الناس هل هو ميتا أو حيا وتلك من عجائب وغرائب هذا الزمانبعد مغادرة كيكيل أسوار الدعم السريع وخروجه الدامي شعبيا من صفوف وماترتب عليه من موت وسحل بالجزيرة بسبب سوء إخراج عملية الاستسلام أو العودة للجيش بعد مباغضة لأكثر من عامين هاهي حزمة القش تنبشڨ مرة أخرى ويعلن عددا من مستشاري الراحل الحي حميدتي انسلاخهم وانضمامهم إلى الجيش بقيادة محمد عبدالله ودابوك الذي انسلخ مرة ومرتين وثلاثة وأربعة حتى لم يعد في جسمه مزعة لحم ومحمد عبدالله الشهير بوابوك كان في صباه حركة إسلامية ثم انسلخ من الحركة الإسلامية لينضم إلى حركة دارفورية تحمل السلاح فانسلخ منها وعاد مع دالتجاني سيسي ولكنه انسلخ منه ودخل برلمان الإنقاذ وسرعان ما احتضنه حميدتي وقربه إليه ووظفه بوقا كبيرا ضمن أبواق المليشيا وأمس مع هبوب رياح التغير في ميزان القوة العسكرية على الأرض وانحسار الدعم السريع وحصاره في دارفور من قبل القوات المشتركة وتحرير مدن وقرى ولاية سنار قفذ ودابوك ومعه مستشارين آخرين (يطرشنا لم نسمع بهم من قبل) من السفينة الغارقة إلى يابس الأرض بمدينة بورتسودان إعلانا عن موقف سياسي من ا لمليشيا بعد حوار بعيد عن الأضواء قاده جهاز الأمن الذي أصبح العقل المفكر وساعد البرهان الأيمن وعصاه التي يتوكا عليها ويهش بها الجنجويد ومثلما أفلح جهاز الأمن في أحداث التقارب الكبير وتوحيد الجبهة الإعلامية المبعثرة من قبل هاهو الجهاز اليوم يصطاد فيلا كبيرا من( مراح)الدعم السريع وإذا كان ودابوك الذي يمثل أهمية ورمزية كبيرة في قبيلة المسيرية وله رصيد في وسط أهله وعامة السودانيين وهو خطيب مفوه فإن سعادة العقيد نواي إسماعيل كان حتى وقت قريبا من الناشطين في تجنيد الحوازمة بصفة خاصة في الدعم السريع ولنواي إثر كبير وايادي بيضاء على الإدارة الأهلية لقبيلة الحوازمة ويمكنه على الأقل دعم جهود العموديات المستقلة التي خرجت لدائرة الضوء وهي ترفض الدعم السريع والجيش معا وتقول إنها تتبع أهلها لا تلهث وراء احدوبعد إعلان انضمام مستشاري الدعم السريع هاتفني من بورتسودان امس عمر سومي يعقوب رئيس التنسيقية العليا لقبيلة الحوازمة بأن حدثا مهما ستشهده كردفان في الأيام القادمات باعلان انضمام قيادات ميدانية من المليشيا للجيش في المنطقة الشرقية والجنوبية وكل هذه المؤشرات تقول ان الدعم السريع غربت شمسه وافل نجمه وجف ضرعه وبار زرعه وبدأ الناس( يفرون منه كما تفر العنزة الصحيحة من القطيع الأجرب)وكما قال اللواء بكراوي الأسبوع الماضي أن المليشيا تمر الان بمرحلة الانكسار التي يعقبها الانهيار ومثلما قال الإمام الصادق المهدي يوما ( مشطوها بقملها) فلاتذهب نفسك بالبحث عن دلالات النهاية ولكن تأمل في مشهد الانهيار