اعمدة الرأي

(يروى أن) الأمين علي حسن يكتب … من دخل المسيد فهو آمن


في الطرفة السودانية المشهورة أن رجلا عربيدا عاش أغلب عمره في الملاهي وملذات الدنيا حتى هداه الله وأصبح يرافق جماعة دعوية يذهب معهم إلى المساجد، وكلما دخلوا مسجدا قام متحدث منهم مخبرا المصلين أن صاحبنا هذا كان عربيدا سكيرا ولكن هداه الله وأصبح ملازما للمساجد ويطلب منه أن يروي لهم قصته، وبعد أن تكرر الأمر كثيرا، قدموه ذات مرة في أحد المساجد ليحكي قصته ولكنه كان غاضبا من التكرار الممل فقال للناس: نعم كنت سكيرا عربيدا ولكن الله ساترني وعندما رافقت هؤلاء الناس فضحوني بين العالم حتى عرف الكل أني كنت افعل كذا وكذا.
كلما استمعت إلى شيخ الأمين عمر وهو يتحدث تذكرت هذه الطرفة وهو يصر بطريقة تفسد الأجر بأنه أعان أهل أم درمان بالغذاء والماء والدواء بطريقة معيبة وعجيبة وكأنه يريد إيصال رسالة ما، فالرجل ظل يكرر أنه يطعم وأنه يقدم حتى وهو يعلن وصول الجيش إلى مسيده ظل يكرر هذه العبارات.
فالرجل مرتبك يتظاهر بالتماسك ولكن نجد له الأعذار نسبة للظروف التي عاشها خاصةً وأنه تعرض لضغط واتهامات كثيرة تتحدث عن أنه يدعم ويؤيد الدعم السريع الأمر الذي جعله كثير الانفعال.
أتمنى أن تتعامل قيادة الجيش مع شيخ الأمين بمبدأ اذهبوا أنتم الطلقاء، وتقول للناس من دخل مسيد شيخ الأمين فهو آمن.
فيبدو أن شيخ الأمين رجل يحب الفخر والتظاهر والإعلام فالنفس البشرية أحيانا تميل للرياء.
طريقة شيخ الأمين تركت عشرات الأسئلة ولكن الآن الوقت لحسم المعركة الحقيقية.
كما قال بعضهم إن أبا سفيان رجل يحب الفخر لذلك قال النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من دخل دار أبو سفيان وهو آمن.
يجب أن نعامل الناس بأخلاق الإسلام وبروح قوة القانون لا بقانون القوة فأخلاق الرجال تقول إن المنتصر لا ينتقم بل يعفو ويصفح فإن كان شيخ الأمين ارتكب خطأ أو أضر يجب أن يقدم للمحاكمة وإن كانت اتهامات لا يسندها دليل يذهب الرجل طليقا حرا بأمر القوات المسلحة لأن إرثها وأخلاقها وعقيدتها تقول ذلك.
يجب أن يعلم العالم كله أننا نسامح ونسمو فوق الجراحات ولا ننتصر للذات وحتى بقية الذين يدعمون المليشيا من أراد منهم العودة لحضن الوطن مرحبا به إلا من ارتكب جرما فهذا يحاسبه القانون لا انتقام ولا انتصار للذات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى