محمد عبدالقادر يكتب … (جوبا مالك عليا).. شكرا لجنوب السودان
تستحق جوبا الحسناء التى استضافت منتخبنا الوطني فى مباراته التاريخية امام نظيره الشقيق الاصغر الجنوب سوداني امس ان نسقيها رحيقا من نظم حميد ..
(ما جانا عشقك، من فراغ لا نحنا غنيناك عبط، جرح الوطن ختالنا خط، ختالنا قول ما منو نط).
نعم (جوبا) التى تستاثر بحب السودانين تستحق الاحتفاء وهي تتزيا فى حلتها الباهية وتضرب موعدا مع الوفاء لابناء السودان فى يوم مشهود بدت فيه المدينة الحسناء فى رونق اثلج صدورنا وعظم من محبتها فى وجداننا .
جوبا دفق من اكسجين الحياة الذى عاشه البلدان على ايام الوحدة عندما كنا وطنا واحدا قبل ان تعبث ايدى الساسة بالمصير المشترك فنتوزع فى دولتين، قاتل الله السياسة.
جوبا تستحوذ على محبة خالصة يكنها السودانيون لهذه المدينة ، وقد هاموا بها عشقا فحملتها الاغاني وهدهدتها الاناشيد ، مازلنا نردد اغنيات مثل (جوبا مالك عليا) النشيد الوطني للطرب السوداني فى الافراح وليالي الانس اليانعة هذه الاغنية مازالت تخرج لسانها لتصاريف السياسة وترفض الانفصال، ما اجملها باصوات الملك فرفور ومبارك البنا وهدى عربي، ( امالي وامالو وافكاري وافكارو يوم اللوري شالو، وشال قلبي قبالو).
دائرة الغناء الجميل لا تكتمل الا بذكر جوبا، وقد اطربتنا من نور الجيلاني فى الياذته العجيبة، ( ودع قوم سيب الخرطوم، قوم قوم قوم بارحا يا مسافر جوبا) ، كذلك احببنا بصوت الراحل محمود ( اشتقنا لمونيكا لماما رجينا فى مدينة جوبا ، اجمل مدينة).
بالامس كسب السودان مرتين ، الاولى بفوزه على نظيره ( الشقيق الاصغر) المنتخب (الجنوب سوداني)، فى مباراة علت فيها السماحة السودانية واخلاق (اولاد البلد) على حمى التنافس بين الفريقين ، وجسدت فيها جوبا شعبا وحكومة ، انبل مواقف الوفاء تجاه السودان مؤكدة على ان الانفصال لم يكن سوى اجرا سياسيا لم يؤثر على نبض المحبة المتبادلة فى قلب الشعبين.
فى مباراة الامس التى فاز فيها السودان وتصدر مجموعته فى تصفيات كاس العالم، انتصر الفريقان، السودان بالثلاث نقاط وجنوب السودان بروعة التظيم وتعظيم الولاء للمنتخب القومي وللسودان واهله وتعظيم ذكريات الوطن الواحد.
ردد ابناء جنوب السودان شعارنا الوطني، واستقبلت حكومة الجنوب منتخبنا وتكفلت باقامته على نفقتها تقديرا لظروف الحرب، ما اروع اخواننا فى جنوب السودان وهم يرسمون لوحة التمازح والوفاء لبلادنا الجريحة ، ويؤكدون على ان السودانيين سيظلوا شعبا واحدا وان فرقتهم تصاريف السياسة واقدارها اللعينة.
نقدر اهمية نقاط المباراة الا ان ما سجلته من نتيجة للبلدين فى مضمار التنافس الاخلاقي على المحبة المشتركة.. كان اكبر من منحها السودان صدارة مجموعته التى ربما تجعل طريقه نحو نهائيات كاس العالم سالكا.
شكرا لحكومة جنوب السودان للسيد مستشار الرئيس سلفاكير توت قلواك الذى غمر منتخبنا بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، وشكرا نبيلا لابناء جنوب السودان الذين كانوا حضورا فى الاستاد العالمي الجديد وهم يرددون نشيدنا الوطني، ما اجمله فى افواههم فانهم منا .. وشكرا لقيادة بعثة منتخبنا الوطني بقيادة محمد سيداحمد الجكومي وللجهاز الفني وللاعبينا الفوارس، الذين اهدونا نسمة فى زمن الكتمة، وذكرونا بالافراح الوطنية فى ظل ما يعايشه السودان من احزان وماس..
سنظل نردد على وقع سيمفونية الجنوب الوفية ، والدموع تقطر من اعيننا ( جوبا مالك عليا)، فلقد اهدتنا فرحا واطمئنانا لجوار عزيز فى زمن عز فيه ( الجار النبيل باستثناء الحبية ١مصر بالطبع) ، فقد منحتنا الوفاء قبل ان تهبنا ثلاث نقاط غالية، فكلا الفريقين يلعب باسم السودان الحبيب ولو انتصروا علينا لفرحنا لهم.. وغنينا كذلك ( جوبا مالك عليا).