ماذا يحمل فى حقيبته للسودان؟ … ابي احمد في بورتسودان.. زيارة الملفات الشائكة
نقلاً عن صحيفة الكرامة
تقرير : ضياء الدين سليمان
كشفت مصادر متطابقة بأن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، سيقوم بزيارة إلى العاصمة السودانية المؤقتة “بورتسودان” اليوم الثلاثاء، وبحسب المصادر فإن آبي أحمد سيجري مباحثات مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وأعضاء من مجلس السيادة حول تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين تتضمن عددا من الملفات المعلقة والشائكة لاسيما التطورات الميدانية الأخيرة في ظل الوضع السياسي والعسكري المتوتر على الحدود السودانية الإثيوبية، وعلى ضوء التقارير الاستخباراتية المتكررة التي تتلقاها القيادة في السودان بشان تدخل عسكري إثيوبي وإرسال الأسلحة والمرتزقة للقتال إلى جانب مليشيا الدعم السريع.
وتأتي زيارة آبي احمد والتي تعتبر الاولى له منذ اندلاع الحرب في السودان بعد مضي ساعات على انتهاء مؤتمر القوى المدنية والسياسية في السودان، الذي استضافته القاهرة، وحضر المؤتمر عدد من المسؤولين السودانيين وممثلين من القوى الإقليمية والدولية، وفي وقت يعيش فيه البلدان أوضاعا اقتصادية وسياسية وأمنية داخلية معقدة، في حين يواجه آبي أحمد تداعيات حرب إقليم التيغراي التي ألقت بتبعات أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة على إثيوبيا.
ويعوّل المراقبون على زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للسودان فى احداث اختراقا ايجابيا يعيد التوازن للمشهد السوداني لاسيما وان اثيوبيا تتمتع بثقل كبير في محيط القرن الأفريقي.
دفع الجهود
وكشف مسؤول رفيع بالخارجية الإثيوبية عن احد اهم أسباب زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي هو السعي لدفع جهود السلام في السودان وبحسب المصادر فإن د. آبي احمد، حريص على العلاقات التاريخية بين البلدين لذلك يسعى لتهيئة الأجواء من أجل عودة السلام إلى السودان وإيقاف الحرب، وتأتي زيارته إلى بورتسودان في هذا الإطار، وأضاف المصدر : “آبي أحمد على اتصال دائم مع رئيس مجلس السيادة البرهان، وأخبره أنه يسعى لدفع جهود تقارب الفرقاء السياسيين أو العسكريين لعلمه التام أن اي خطر يهدد السودان، ينعكس مباشرة على الأمن الإثيوبي، هذا غير ما يربط بين البلدين من مصالح استراتيجية واقتصادية، لا يمكن أن تنفك”.
تحسين صورة
من المؤكد أن العلاقة الثنائية بين البلدين ليست على ما يرام لاسيما بعد الاستقبال الرسمي الذي نظمته إثيوبيا لقائد مليشيا الدعم السريع المتمرد حميدتي فضلاً على إحتضان إثيوبيا للاتفاق السياسي بين المليشيا وحاضنتها السياسية( تقدم) في يناير من العام الجاري وهو اعتبرته القيادة في السودان دعماً ووقوفاً الي جانب مليشيا تمردت على سلطات الدولة وهو ما تؤكده العديد من التقارير الاستخباراتية المتكررة واكدته فيديوهات ظل يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن مشاركة مرتزقة إثيوبيين في القتال بجانب مليشيا الدعم السريع في حربها ضد الجيش لذلك من المتوقع أن يسعى ابي احمد من خلال المباحثات التي تجمعه مع القيادة في السودان الي تحسين الصورة لدى جموع السودانيين الذين كانوا ينظرون لوقت قرب لاثيوبيا بأنها دولة جارة وشقيقة قبل أن تندلع الحرب وتكشف إثيوبيا عن وجهها الحقيقي.
وكان آبي احمد قال الاسبوع الماضي أمام برلمان بلاده، “إن استعادة أراضينا التي توغل فيها الجيش السوداني مسألة ساعات فقط، لكننا أخلاقياً لن نستغل ظروف الحرب التي يمر بها الشعب السوداني الذي وقف إلى جانبنا بجميع الأوقات العصيبة لشن حرب عليه.
الحوار السوداني
من أهم الملفات والتي من المتوقع أن تأخذ حيزاً كبيراً في مباحثات زيارة آبي احمد هو ملف الحوار السوداني السوداني والمزمع قيامه خلال هذا الشهر بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحت مظلة الاتحاد الأفريقي ومشاركة القوى السياسية السودانية وربما يأخذ هذا الملف نصيباً وافراً ويستحوذ على قدراً كبيراً من الاهتمام لاسيما وان إثيوبيا تسعى كدولة مقر للاتحاد الأفريقي لإنجاح جهود السلام وإيقاف الحرب في البلاد انطلاقاً من العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين.
فضلاً عن ان لأبي احمد موقفاً مسبقاً بضرورة أن يكون الحل للازمة في السودان عن طريق حوار سوداني- سوداني دون أي تدخلات خارجية من أي جهة، بما يدعم العملية السياسية وتسريعها بالشكل المطلوب وإكمالها لإخراج البلاد من الأزمة.
اللاجئين السودانيين
تظل قضية اللاجئين السودانيين في اثيوبيا من القضايا التي من المتوقع أن تتصدر جدول مباحثات زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي لما يواجهون من تحديات انسانية وأمنية اقل ما يمكن أن توصف بأنها صعبة ودفعت الحرب في السودان الآلاف من السودانيين للفرار الي دولة اثيوبيا بحكم الجوار الجغرافي ، وبحسب المصادر فإن اللاجئين السودانيين في اثيوبيا تجاوزت اعدادهم حاجز ال 200 الف لاجئ سوداني يتوزعون في أربعة معسكرات،هي معسكر الاستقبال في مدينة المتمة ، ومعسكر اولالا ومعسكر كومر، بجانب معسكر في إقليم بني شنقول الا انهم يواجهون اوضاعاً انسانية قاسية وتفرض عليهم السلطات في اثيوبيا مبالغاً دولارية تفوق مقدراتهم مع انعدام كامل للأغذية والأدوية لتسجل معسكرات اللاجئين ارقاماً كبيرة في عداد الوفيات فضلاً عن الظروف الأمنية التي يواجهونها وتعرضهم المستمر لهجمات متكررة من عصابات مسلحة واختطاف البعض منهم وابتزاز ذويهم بدفع مبالغ مالية لاطلاق سراحهم وهو ما جعل بعض المعسكرات تدخل في اضراب عن الطعام لفترة طويلة بغية لفت أنظار السلطات الإثيوبية والمتظمات العاملة في مجال الإغاثة للتدخل العاجل بتوفير ملاذات آمنة أو ارجاعهم الي السودان ليواجهون نيران الحرب.