عادل الباز يكتب …. بايدن.. فات الأوان!!.
1
نعم فات.. كيف؟. وقالت الأنباء إن بن زايد والرئيس بايدن سيناقشان موضوعين هما غزة والسودان في لقائهما المرتقب خلال قمة الأمم المتحدة في نهاية الشهر الجارى. هل سيطلب بايدن من بن زايد التوقف عن إمداد المليشيات بالسلاح؟ وإذا فعل هل سيقر بن زايد ويعترف بأنه يفعل ذلك؟، وهل سيسمعه بايدن ويصدقه ويصدر له شهادة براءة.؟! لا تستبعد ذلك، فكل شيء في أمريكا ممكن وقابل للبيع والشراء وخاصة في مواسم الانتخابات المجهجهة.!!
2
لفت نظري موضوعان مطروحان على طاولة النقاش في لقاء بن زايد والرئيس بايدن، الموضوعان يتعلقان بحربين مضى على اندلاعهما عامين، هما حربي السودان وغزة، وكلا الحربين تعقدت أوضاعهما بحيث لا يمكن لأي اجتماع أن يربط أو يحل أياً منهما، بسبب أن الإمارات منخرطة في حرب السودان وطرف أصيل فيها وأمريكا منخرطة في حرب غزة وهي طرف أساسي فيها، فكلا الطرفين لا يصلحان لفعل أي شئ في كلا الحربين.
3
الحقيقة أنه ليس بيد بايدن الآن أي كروت ضغط أو حتى لعب يمكنه الاستفادة منها في أي تدخلات إيجابية في موضوع السودان، علاوة على أنه يلملم أوراقه وما تبقى له من ذكريات سيئة لتدخلات كارثية لأمريكا في العالم من أفغانستان ، أوكرانيا ، غزة، السودان، يغادر البيت الأبيض قريباً وهو ساقط في امتحان السياسة الخارجية إبان فترة رئاسة التي انتهت عملياً بصعود كامالا هاريس، وهو الآن بطة عرجاء ليس بيده ما يفعله داخلياً أو خارجياً.. فشنو بايدن… فات زمانه وغنايو مات، ولا قيمة لأقواله وأفعاله الآن.
4
في خطابه بالأمس يحاول بايدن أن يبيعنا الهواء، فهو يتحدث وكأنه سمع بحرب السودان للتو فأصدر بياناً يقول فيه (ندعو جميع أطراف الصراع إلى إنهاء العنف.). وهذا كذب.. لقد أطلقت أمريكا ذات الدعوة قبل عام ونصف واستجاب لها السودان وعقدت مفاوضات فى جدة ووقع إعلان جدة وحُددت الإلتزامات بشهادة وضمانات أمريكية فماذا فعلت أمريكا؟.. ظلت تتفرج على مشاهد الحرب وهي تطحن الشعب السوداني وتشرده لتأتي بعد عام ونصف لتكرار ذات النداء، فمن يا ترى سيصدق أن دعوتها هذه المرة لها أي قدر من المصداقية؟. مجرد عبارات فارغة حشدها مستشارو بايدن في البيان الذي لا يكاد يقرأه بشكل صحيح دع عنك ماذا إذا كان يفهم القضية التي يتحدث عنها، لأنه لايعرف جذور هذا الصراع ولا آثاره وتداعياته.
5
حين قال الرئيس بايدن في كلمته بالأمس أن أمريكا لن تتخلى عن شعب السودان، فذلك مجرد احتيال من مستشاريه، فلقد تخلت أمريكا عن السودان من زمااان بعيد، منذ سقوط نميري وما بعده وإلى الآن، فالشعب السوداني لم يجد من أمريكا عبر نصف قرن إلا العقوبات والقصف والحصار وبعض فتات الإعانات التي تقدمها اليو اس ايد US AID.
فإذا كان شعب السودان يستحق السلام، لما انفصل الجنوب ولو كان يستحق السلام، لما تركت أمريكا الجنجويد يعيثون فيه فساداً طولاً وعرضاً بأسلحتها وتمويل حلفائها المقربين.!!. حين يرى الناس الأفعال على الأرض فإن زبد البيانات والتقارير والتصريحات لن يخدع أحدا… فلتدع أمريكا أحاديث الإفك فلم تعد الشعوب تخدع بالهراء.
6
يقول الرئيس بايدن في خطابه (أنه يتعين على الطرفين السماح فوراً بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق السودان.). لقد سمح السودان فعلاً بدخول الإغاثة لكل مناطق السودان ولكن سارعت المليشيا بنهب الإغاثة واستغلالها أسوأ استغلال تحت بصر كل المجتمع الدولي، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود نهب شاحناتها وأوضحت فيديوهات متعددة صور مواد الإغاثة في تاتشرات الجنجويد.!! فماذا كانت ردة الفعل الأمريكية والمنظمات الدولية التي تعمل في الإغاثة، لا شيء، بل بالأمس قالت مفوضية شؤون اللاجئين أنهم لا يمكنهم التحقق من سوء استغلال الإغاثة في الأغراض العسكرية!!، ترى حقاً لا تعرف المفوضية من ينهب الإغاثة ومن يستخدمها؟!! من شدة تواطؤ المجتمع الدولي مع الجنجويد يقف عاجزاً عن إصدار كلمة إدانة واحدة في حقهم، ابتداءً من الإبادة واجتياح المدن والقتل والاغتصاب وحتى نهب مواد الإغاثة، عجبي..!! وهو ذات العالم الذي يتحدث عن العدالة والسلام… ينشد الهدى ويركب عمداً قطارات الجنون.!!.