اخبار

(تقرير) روايات صادمة و أوضاع مأساوية معتقلات المليشيا … الملف الأسود

تقرير : ضياءالدين سليمان

“والله انا عمري ما اتمنيت الموت زي ما اتمنيته وانا في سجون الدعم السريع لانه كان ارحم لينا من الذل والقهر العشناها “

الجملة السابقة قالها أحد الذين خرجوا من معتقلات مليشيا الدعم السريع يدعي (م، ب، ا) وهو من حي السجانة الشهير بوسط الخرطوم بعد فترة اعتقال استمرت لثمان اشهر دون وجه حق

وهو أحد الشهود الذين كشفوا عن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشيها المعتقلون في معتقلات الدعم السريع في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم

وقال ( م،ب ،ا) ان المعتقلين يعيشون ظروفًا قاسية للغاية في احد المنازل بحي الرياض في الخرطوم الذي اصبح مركز للإحتجاز في الغالب كان مجهز لهذه المهمة

فيما قال شاهداً اخر وهو يعمل بالقرب من سجن سوبا والذي تستخدمه كمعتقل إن “الروائح الكريهة تملأ مركز الاعتقال التي يحشر فيها الرجال معصوبي الأعين، ويمنعون من التحدث والحركة”.

وأضاف طبيب إستطاع الخروج من أحد مراكز الاعتقال بعد دفعه مبلغ 3 مليون جنيه في مركز الاعتقال يقومون أحيانًا ببتر أطراف السجناء بسبب الإصابات الناجمة عن تكبيل أيديهم المستمر، والإجراءات الطبية التي يقوم بها أحيانًا أطباء غير مؤهلين، حيث يمتلئ الهواء برائحة الجروح المهملة التي تركت لتتعفن”.

ضرب وتعذيب

وتحدث اكثر من شاهد لـ « الكرامة » من الذين منّ الله عليهم بنعمة الخروج من مراكز الاعتقال المختلفة علنًا معرضين أنفسهم لخطر الأعمال الانتقامية التي يمكن ان يقوم عناصر المليشيا إن جنود الدعم السريع استعملوا الضرب مع المعتقلين ليس بناء على معلومات استخبارية ضدهم، وإنما باعتباره عقابًا على انهم من أبناء الجلابة
واضافوا أن الضرب كان فعل يومي متكرر يتم لأكثر من ثلاثة مرات في اليوم حتى أن الأجساد قد تعودت على السياط وأنها من فرط الضرب الذي تعرضت إليه لم تعد تشعر بالالم عطفاً على انه وطوال شهور فصل الشتاء كانوا يصبون الماء البارد على الأجساد مما أدى لان يتعرض غالبية المعتقلين في الي التهابات ونزلات برد فضلاً عن الازدحام في معتقلات صغيرة بها عدد كبير من المعتقلين

ففي واحدٍ منها، يقبع نحو 500 شخص، في مكان ضيق بالكاد يتسع لنصفهم، إذ إنه في حقيقة الأمر مجرد “بدروم” تحت عمارة سكنية، تفتقر إلى التهوية، ولا يوجد فيها مراحيض، وتغمرك أحيانًا بالرطوبة العالية، لدرجة لن تقوى فيها على التنفس،

وتكاد تتطابق روايات الذين نجوا من تلك الاعتقالات – بعد أن تمت مساومتهم بدفع مبالغ مالية طائلة، أو هرب منها أفراد الحراسة؛ بسبب ضربات الطيران – حول الأوضاع المأساوية لتلك المُعتقلات

موت أسرى

وفي حديثه اكد المواطن ( م،ب،ا) أن الأسرى العسكريين والمدنيين كانوا يتعرضون لتعذيب خطير ولكن كان نصيب العسكريين هو الاكبر من التعذيب فانهم كانوا يتعرضون بشكل خاص لسياسات إجرامية أدت لمقتل عدد منهم واضاف انه فقط في معتقل حي الرياض كان شاهداً على استشهاد 27 أسيرًا 14 من العسكريين و 13 من المدنيين ، فيما أصيب المئات. وتحدث عن تقارير أفادت ببتر أطراف عدد من الأسرى جراء تقييدهم لأيام.

ويضيف الشهود أن “ما يحدث في معتقلات الدعم السريع أبشع وأفظع مما حدث في سجنَي أبو غريب وغوانتانامو”، معتبرًا أن الدعم السريع يواصل ممارساته ويقوم بهذه الانتهاكات التي تصنف ضمن الجرائم ضد الإنسانية بسبب غياب أي ضغط دولي

وبحسب تقارير صحفية فإن مليشيا الدعم تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف وتمارس عليهم إخفاء قسريًا بحيث انه لا تتوفر معلومة بشأنهم.

أشهر مراكز الاعتقال

كشفت تقرير صدر عن “محامي الطوارئ” بالسودان أحصى عدد 44 مركز اعتقال، في الخرطوم فقط، لقوات الدعم السريع وتحدث التقرير عن مراكز اعتقال مؤقتة يتم فيها جمع المعتقلين، في مبانٍ سكنية أو أعيان مدنية، قبل أن يتم فرزهم ونقلهم إلى مراكز الاعتقال الدائمة، الأكثرة قسوة.

من أشهر تلك المعتقلات: معسكر هيئة العمليات بضاحية الرياض، ومباني حي المطار، والمدينة الرياضية، وأبراج ومساكن وسط الخرطوم، ومبنى جامعة السودان المفتوحة، ومكتب الوحدة الإدارية بضاحية الحاج يوسف شرقي الخرطوم، و17 مبنى في محطة الكيلو بالحلفايا شمالي الخرطوم بحري، ومعسكر طيبة جنوب الخرطوم، إلى جانب قسم الدرجة الأولى، وسجن سوبا، وقسم أبو آدم، ومباني جوار مركز عفراء وجسر المك نمر في الخرطوم، على سبيل المثال لا الحصر.

غرفة الموت

قصصاً مروعة حكاها طبيب كان من ضمن المعتقلين في الحلفايا بمدينة بحري عن غرفة تسمى ( غرفة الموت ) وهي بمثابة غرفة صغيرة لحفظ الجثث مع ارتفاع أعداد الموتى داخل المعتقلات
وأضاف الطبيب نسبة لعدم وجود برادات تكفي لحفظ جثث المعتقلين الذين يسقطون بشكل شبه يومي فيه جراء التعذيب بعضهم توفوا لعدم وجود أدوية بعد أن تم اعتقالهم وهم يعانون من بعض الأمراض المزمنة فإن عناصر المليشيا يضطرون لوضع الجثث في هذه الغرفة لفترة طويلة قبل أن يتم دفنها دون الالتزام بضوابط وشروط حفظ الجثث التي تحتاج لمواد كيميائية بعينها وهو ما جعل بعض الكريهة تنبعث من تلك الغرفة التي تتواجد بالقرب من أماكن تواجد المعتقلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى