د.ادم جودةالله يكتب … معركة الكرامة شواهد وعِبَر
إن معركة الكرامة التي دارت رحاها والتي ما زالت مستعرة ضدالخونة والعملاء انتصاراً لكرامة وعزة هذا الوطن قد أحدثت تحولات وتغيرات في سمات الحياة وأثرت في الواقع بيئةًوانساناً، وكشفت عن كثير وأزاحت الستر عن حقائق لم تكن في الحسبان وأفصحت عن مشاهد وشواهد تحتاج منا لوقفة وجدية في التعامل معها لإعادة ترتيب الأوضاع على النحو الذي يسهم في الإستقرار ويدعم الترابط الإجتماعي الذي وهن،والعمل على حفز وإذكاء روح الوطنية التي عمدت الحرب علي إخمادهاوإضعاف ثوابتها،وذلك بالعمل الجاد و إستصدار التشريعات والقوانين والقرارات التي من شأنها الحفاظ علي وحدة التراب ومصير الأمة وسد الثغرات وقفل المنافذ بضبط لوائح ووثائق الانتماء والأنتساب التي كانت متاحة ومبذولة لكل خائن ومرتزق……….،
هنا جملة من النواتج وقرآءات تعبر عن واقع حياة ذات ملامح أوجدتها ظروف الحرب تتطلب الوقوف عندهاوعدم تجاوزها :-
1_ وحدت الشعور الوطني وعززت الإنتماء في نفوس الخلص الأخيار من بني هذا الوطن وهم يقدمون أروع وأسمى أنواع التضحيات والبذل، بقوة ورباط جأش نصرة لقواته المسلحة وهي في زودها عن حياض الوطن بصلابة و شكيمة وجلد مما كان له أثره في النصر ورسم صورة زاهية للتلاحم بين الشعب وقواته فكانت كتيبة البراء التي تقاتل ببسالة بجانب قواتها المسلحةً، وتوج ذلك بتأسيس الهيئة الشعبية لنصرة قوات الشعب المسلحة و التي تحكي عن عظمة إنسان هذا التراب وسيُسطر ذلك بحول الله في سفرالعطاء والأداء……
2_ وكما للحرب ظروفها التي أظهرت معادن الرجال وبينت كريم الخصال، وأصالة المنبع في الكرم والبذل وحسن العطاء، ومساعدة المحتاجين واغاثة الملهوف وعون للمتعففين، في مشهد يعبر عن سمو الهدف ووحدة المصير، ومع كلٍ كان هنالك وجه آخر على النقيض عن السابق محسوب على هذاالوطن تتقدمهم قحط العمالة وثلةالارتزاق في عون للمعتدي وتعمل على زعزعة الأمن والأسقرار وبتفعيل منسوبيها في التخابر ونقل المعلومات والتضليل وعمليات الإرشاد التي ذهبت بأرواح كثير وقضت على ممتلكات أكثر وساهموا بأعمال غابت معها المروءة والشهامة وساهموا في الجزع والهلع والفزع وجعلوا منها فرصة للتكسب ولعق دموع الغلابةوامتصاص دماء المقهورين إستغلالاً للوضع وصار بعض منهم دليل (للشفشافة) السراريق وهاتكي الأعراض،!!!!
_ ومن بينهم عديمي الضمائر تجار الأزمات من جعلوها فرصة للمغنم و لم يخفون جشعهم بإستغلال حال وأوضاع المواطنين في المدن التي استجاروا بها طلبا للأمن للأمان حيث واجه أغلبهم صنوف من اللئم والشطط والإرتفاع الجنوني للإجارات التي لم يراعى فيها أوضاع الوافدين،في غير خجل ولا حياء في مشهد غابت فيه المروءة والشهامة في مثل هذه الموافق إفتقدنا فيه (عشا البايتات ولزام التقيلة) وكذا ذاك الذي (يكرم ضيف الهجعة) الذي تأكد لنا موته في هذه الحرب كما ماتت الضمائر وغابت معها القيم الرفيعة والأخلاق النبيلة……..
3_ لقد ظهر جلياً ان الجهد التنموي المبذول في السابق به خللاً كبير يفتفد للتوازن الذي يراعي التوزيع الأمثل للمرافق الخدمية والأساسية على النحو الذي يحقق انتشار منتظم لها، في مساحات وبؤرجاذبة تسهم في صناعة المدن و التي أتضح حوجتنا الملحة لتأسيسها وعظم الأمر في ظل عجز بعض منها في القدرة على إيواء وإستيعاب من نزوحوا اليها لإنعدام وقلة المرافق الضرورية للإنسان وضعف البنية التحتية مما أطر معظمهم للجوء، هذا يتطلب من المخططين التنمويين مراعات ذلك مستقبلاً بغية خلق مدن رديفة للعاصمة ……….
4_ إتضح من خلال هذه الهجمة الشرسة حقد بعض من كنا نظنهم أشقاء ودول تجمعنا معهم علاقة جوار وروابط سامية نظن أنها مانعتهم من الأقدام على هذا العمل الخسيس ومساندة المعتدي، حيث بان غرضهم وظهر طمعهم وسوء نياتهم وما يضمرون لنا من شر، وبان لنا من خلال ذلك أهمية وقيمة هذا الوطن الذي تكالب عليه الأعداء لنهب خيراته مما ألهب ذلك فينا روح الحماس والدفاع والإستماته من أجل عزته وكرامته وفي سبيل ذلك بذلت وستبذل الروح رخيصة فداءً له………
5_ كبرعند الكل الدور السامي الذي تقوم به المؤسسة العسكرية من خلال الجهد المبذول من أجل أمن وامان الوطن وادرك الكل حجم المسئولية التي يطلع بها الجند والذي زادهم ذلك علوا على علوهم في نظرشعبهم، وعظم ذلك من شأن الجندية وشرف الميري عند الجميع و ذلك (بياناً بالعمل) بلغة الميري والذي طبق فيه الجيش معنى التضحية والثبات وشرف العسكرية وأظهروا فيه ما شرح الصدور وأدخل في النفس السرور في ظروف عليمها رب العباد لازاد فيها سواء الإيمان بالله ثم القضيةوفي سبيل ذلك سطرت القوات المسلحة من البطولات ما سوف يحفظه التاريخ، شاهداً علي فدائية الجندي السوداني وما بذل نصرةً لشرف الحرائر وصون لتراب هذا البلد……..تحيةً وإحتراماً وتقديراً لهذه المؤسسة العظيمة التي ظلت ساهرة ومدافعة عن هذا تراب وسيادة هذا الوطن العظيم وعن إنسانه وهنا نطمح في أن تولي القيادة هذه المؤسسة وجعلها(نمبر ون) على كل القطاعات في السودان لجلال وعظمة دورها وهم يستحقون،،،،
6_ ومن المشاهد الحاضرة التي لا تنسى الجهد الكبير والدور الأسمى الذي يبذله الشرفاء من الإعلاميين الذي إنبروا بعزة يدافعون عن كرامة هذه الأمة و كبريائها مسخرين أقلامهم ومنصاتهم سنداً لقواتهم المسلحة في معركة الكرامة والشرف لتبيان الحق وزهق الباطل بالأسانيد والحجج الداحضة تصحيحاً للمفاهيم وإخراساً للألسن وإسكاتاً لأصوات العمالة وفضح أهدافهم،بصبر وجلد وتضحية لاتقل عن دور الجند في ساحة الوغى، دفاعاً عن القيم ومورثات هذه الأمة وقد تبوؤا بذلك منزلة بين الشرفاء……..
نقف إحتراماً وإجلالاً لكل شريف خط بيراعه ودون بيده كلمات أفحم بها دعاة الباطل ودحض بها أكاذيب الغوغاء وبصر بالحقائق التي فضحت مواقف العملاء.
حفظ الله السودان ونصره وخيب ظن قحط ومحق رجاء عملاء السفارات المرتزقة……….