اعمدة الرأي

الامين علي حسن يكتب … من الذي ابعد السفير دفع الله ؟!


وكأن ابوفراس الحمداني يتجول بين الخرطوم وبورتسودان يحكي عن ظلما وقع عليه وصوت اللوم هنا لا يذهب الى سيف الدولة في حلب ولكن للذين يديرون امرنا ببورتسودان العاصمة المؤقتة :
سيذكرني قومي اذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .
ونحن عامة القوم هنا نردد حقا نفتقدك .
ابوفراسنا هنا هو السفير دفع الله الحاج علي والذي عندما توارت القيادات واختفى بعضهم واعلن بعضهم الاخر الحياد تصد هو وحده للمهمة كان يجوب عواصم العالم يشرح ويحدث عن شعب ظلم وعن اعراض انتهكت وعن اموال سرقت وعن وطن تم الاعتداء عليه .
كان يحمل رسالة البرهان متعجلا بين العواصم ينقلها من عاصمة الى اخرى رغم الصعوبات والمتاريس والمخاطر والتحديات الا انه استطاع ان يقاوم تلك الامواج ويواجه المخططات حتى ظننا ان هناك من يمثلنا كشعب ويتحدث باسمنا .
كانت حينها جحافل الغزاة تقف على ابواب المدينة لا تعرف غير النهب والسرقة والقتل والاغتصاب تقصف الامنين وتروع الاطفال والنساء والعالم يتفرج وكأنه يقول بطريقة غير مباشرة مزيدا من الاعتداء مزيدا من الدمار مزيدا من الخراب .
لا حليفا يساند ولا صديقا يدافع ولكن السفير دفع الله كان يقوم بدور وزارة الخارجية وحده رغم هذه الظروف ويخاطب شعوب العالم بقضية شعبة العادلة .
استطاع في هذه الظروف المعقدة مخاطبة زعماء العالم الاسلامي وزعماء العرب وانتزع قرارات مهمة لصالح للسودان .
ذهب لمقر الامم المتحدة في نيويورك واستطاع ان يقنع العالم بانهاء مهام بعثة الامم المتحدة وفولكر الذي كان سببا في اندلاع الحرب .
زاد رصيد السفير دفع الله في بنك الجماهير واصبح اسمه يتردد كثيرا على الالسن نال الاعجاب والاشادات توقع البعض ان يعين رئيسا للوزراء واخرون توقعوه وزيرا للخارجية ولكن المدهش في الامر عوقب على نجاحاته هذه بالابعاد .
فبعد ان هدأت الامور قليلا وتم ترتيب بعض الاوراق وبانت الرؤى وتقدمت القوات المسلحة في الميدان ظهر السفير على الصادق وزير الخارجية المكلف وليته ظل في غيابه الاختياري .
فالرجل دشن عودته بقرارين ضررهما اكثر من نفعهما الاول ابعاد السفير معاوية التوم من بعثة السودان في الامم المتحدة وتعينه سفيرا في الهند ومعاوية كان اللاعب الهداف والمؤثر في بعثة نيويورك بل هو الاكثر فاعلية وخبرة ومهارة ولكن تم ابعاده للهند والتي لا تأثير ولا اثر لها في خارطة العمل الدبلوماسي .
في ذات الوقت ابعد السفير دفع الله ليذهب الى منزله في الوقت الذي يحتاجه فيه السودان فهو صاحب الخبرات والقدرات العالية والتجربة السابقة في الامم المتحدة . كان السودان يحتاج لهذه التجارب في معركته هذه ولكن البعض يريد ابعاده حتى لا يلمع نجمه اكثر ولكي يتم خداع الراي العام تم الترويج الى ان السفير دفع الله سيذهب سفيرا للسودان في في احدي الدول .
ولكن السؤال هل السفارة في عاصمة ما اهم من ملف الخارجية ؟!
رجل كان هو الاهم في الوزارة يتم ابعاده لكي يتم ترشيحه في سفارة رغم ان الملف الذي كان يديره هو الاخطر والاهم .
لتظل الاسئلة مفتوحة عن ضعف العمل الخارجي وهل الخارجية بمستوى المعركة والتضحيات التي يقدمها الابطال في الميدان؟!
هل للخارجية من صوت عقب اقالة الوكيل دفع الله ؟!
ومن الذي ابعد السفير دفع الله ؟
ولمصلحة من تم ابعاده ؟
اين السفراء الذين اعادتهم المحكمة ؟!
ولماذا لم يكلف ايا منهم باي ملف ؟
وغيرها من الاسئلة المشروعة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى