أسامه عبد الماجد يكتب … هلال.. تحرُّك الرمال
¤ لازالت كلمات كريمة زعيم مجلس الصحوة الثوري الشيخ/ موسى هلال، (اماني) ترن في اذني.. يومها نشطنا ضمن مجموعة من الشباب في تنظيم حملة للضغط للافراج عنه والذي تم في مارس 2021.. القاسم المشترك بيننا معرفتنا بالرجل وحبنا وتقديرنا له ولمواقفه الشجاعة.. وليقيني انه تعرض لمؤامرة من الباغي الشفي حميدتي ومقربين منه اوقعوا بينه والرئيس البشير في خطوة لا تخلو من خسة ودناءة.
¤ كان الصديق الوزير الاسبق بحكومة النيل الابيض نصر الدين محمد ادم راس الرمح في تلك المبادرة.. كنا نجتمع في (حوش السمك) بمعرض الخرطوم الدولي.. قالت اماني هلال وبانفعال ” والله مابنخلي حقنا ومابننسى انه جابوا شيخ موسى الى الخرطوم حاسر الراس ومقيد اليدين” .. كان وقع كلماتها مؤلما لكنها كانت بذات عزة وشجاعة والدها.. لم تشاركنا يوما الطعام كانت تجلس بعيدا لحظة تناولنا اياه.. كانت عنوانا لاصالة ونبل والدها وعشيرتهم.
¤ ازداد يقيني ان اسرة هلال لن يغرها مال ولن يشتري احد ولائها وذمتها.. فما بالكم بالشيخ موسى نفسه.. وقتها كان اولاد دقلو يبحثون عن رضا هلال واسرته ولو بكل اموالهم.. وطرح وسطاء كانت تنتظرهم اثنين مليون دولار حال اقنعوا اسرة هلال بصفقة اجتماعية لتطييب الخواطر.. بزيجة تبادلية مع اولاد دقلو .. كانت الشجاعة اماني جزء منها، وكان رد الاسرة الاصيلة ” السماء قريب”.
¤ لذلك استغرب عندما يتحدث البعض عن دعم هلال لمليشيا حميدتي.. ومباركته لالفعالها الاجرامية.. ليس بسبب الثار القديم وترقي حميدتي في السلطة على حساب هلال وهو الاجدر، لحكمته وزعامته الاهلية وخبرته.. حال تم عقد مقارنة بين الاثنين.. ولكن لايعقل ان يدعم هلال جرائم حميدتي والمرتزقة الذين استجلبهم والخراب الذي فعله.. ولذلك كان موقفه مؤخرا واضحا بمطالبته بمحاسبة المجرمين والخونة وادانته للجرائم.. وهو يقول (نحن لسنا رخيصون لنبيع وطننا برشاوي، وثمن ما عنده قيمة).
¤ اوصل شيخ موسى رسالته.. وهو منذ عرفناه قبل سنوات طويلة، شخصية قومية لم يتخندق وراء قبيلته ولم يتدثر بثوبها.. او يحاول ان يستدر عطف ابنائها او يشتري ذمم بعضا منهم.. او يصور ان هناك استهدافا للقبيلة كما فعل حميدتي مع رخيصين منهم.. وللاسف يحسبوا ضمن المثقفين.. لكن اختاروا الوضاعة والانحطاط.. وصمتوا عندما تاذى هلال من حميدتي وتم سجنه، وانما باركوا خطوة الحكومة الرعناء.
¤ ان المعركة مع المليشيا الاجرامية الارهابية هي معركة وطن لا قبيلة.. ولو كانت حربا ضد عشيرة كما يحاول ان يصورها السفلة لانحاز هلال الى اولاد دقلو .. ولكنه اختار طريق الحق وهو صاحب ارض ومكانة وابن ناظر وزعيم، ولذلك نشأ زعيما وعظيما ولم يقلل السجن من مكانته، ولم يهزه او يضعفه.
¤ زرت هلال عقب خروجه من المعتقل – وكتبت عنه في هذة المساحة – ووجدته هو نفسه الزعيم والقائد الذي لم ينكسر.. والرجل الكبير والمضياف الذي لم تهزة ريح التأمر .. وجدت كل اهل السودان في داره وسفراء ودبلوماسيين اجانب.. وكان بذات التواضع المعهود فيه.. (تقول لي) من يمسح يده بمنديل معقم عقب مصافحته للناس.
¤ ومهما يكن من امر فالقضية واضحة..مليشيا اجرامية ماجورة للخارج.. تقودها اسرة تحاول ان تتغطى بثوب القبيلة وهي عارية.. وتسعى لحكم البلاد بواسطة مرتزقة.. ولن يسمح لها الشعب السوداني وفي مقدمته شيخ موسى.