منذ عام تقبع ولاية أو إقليم جبال النوبة تحت الحصار اللئيم ولا تلوح في الأفق بوار حل وانفراجا قريبا بل الولاية وانسانها بات منسيا في خضم الاهتمامات المركزية بغيرها من الولايات حتى المحليات الشرقية الآمنة التي لم تطاها أقدام مليشيات ال دقلو من قوات الجنجويد سقطت من دفتر اهتمامات الحكومة المركزية التي تمنح ثديها ليرضع من يبكي أكثر من الاخر ولابواكي علي ابوجبيهة التي أصبح سعر كرتونة المانجو الف جنيه فقط ولابواكي على الليري وكالوقي وتلودي وتمبيرا وكورراك وأم دلو والرقفي وكركراية البيره اما كركراية الجميعية فقد هجرها سكانها إلى أرض القوز البور في الدبيبات وأم سعده وارفع صدرك وجعيبات ذلك واقع القطاع الأمن من جنوب كردفان
اما القطاع الذي تم خنقه بأمر قوات الجنجويد وفرض عليه حصار عسكري وحربا اقتصادية لتجويع الشرفاء في الدلنج وكادقلي فقد تازرت وتضامت الحركة الشعبية والجنجويد معا ربما من غير اتقاف على قهر انسان جبال النوبه بالحصار اللئيم بقطع طريق الأبيض الدلنج ومنع حتى الأدوية من الوصول للدلنج وتعطيل سيارات البضائع القادمة من الأبيض بتعدد الجبايات وقهر السائقين بضربهم بل مصادرة السيارات دون مبررا الا السرقة والنهب الحرام حتى بلغ سعر ملوة الفتريته خمسة الف جنيه في بلد زراعية تنتج في العام نحو عشرة مليون جوال من الزره من منطقة هبيلا التي احتلتها عصابات الجنجويد ونهبت واغتصبت وقتلت وزرعت الفتنه مكان الفتريته وبذلك خرجت هبيلا من دائرة الإنتاج وأغلقت الحركة الشعبية الطريق المؤدي لكادقلي في منطقة الكرقل بلا منطق وبلا حيثيات مقنعه للأخ القائد عبدالعزيز الحلو الذي يخدم بهذا الإغلاق مخطط الجنجويد بعلمه أو بغير علمه ويجوع كاكا وخديجة وأم حقين وتيه وكرتكيلا وصابون وخميس وعطرون
وحتى الأمم المتحدة ساهمت في تجويع إقليم جبال النوبة وكان بإمكانها فتح مسار للإغاثة بارغام تمرد المليشيا بالابتعاد عن حصار مطار الأبيض وتشغيل مطار كادقلي لكن الأمم المتحدة في شغل عن جبال النوبة التي عينت الحكومة حاكما لها من أهل الدراية باعتباره ضابطا إداريا ولكنها رمت به في مدينة كادقلي ولم تقدم له مايعينه على خدمة انسان الولاية ومما يحمد للوالي محمد إبراهيم عبدالكريم صبره على الحصار مع مواطني كادقلي ورفض مغادرة المدينة إلى بورتسودان كما يفعل معظم الحكام ولكنه بقى محاصرا مع شعبه يجوع كما يجوع الناس ويأكل من خشاش الأرض وإذا سقطت كادقلي كما تخطط الحركة الشعبية فإن مصيره هو مصير حجير عمر الخليفة وحمدان البولاد والأمير تاور المأمون وكانت زيارة الفريق شمس الدين كباشي الشهر الماضي لقوات متحرك الصياد قد فتحت نوافذ الأمل بتحرير أرض ام روابة والرهد وتحرير طريق الابيض كادقلي وطرد الجنجويد من الدبيبات ولكن لسبب غامض لم تتحرك القوة وربما تدخلت أيادي أخرى وبدلت مهامها ووجهتها إلى غير كردفان والدليل ان زيارة كباشي الحالية لم تشمل تندلتي ولا خبرا لمتحرك كردفان ولاصوت للفريق الباهي ولا اللواء المرضى ولكن انتصارات الهجانه هي ذادنا الوحيد في الابتسامة كل مساء عندما تتسرب الأخبار عن بطولات العمل الخاص وضربات الهجانه الموجعة لكن جبال النوبة تمرح فيها مليشيات ال دقلو وتسيطر على الطرق وتقتل الإنسان ببطء
وأهل جبال النوبة ينتظرون الفرج بفك الحصار المفروض عليهم وإغاثة الجوعي وعلاج المرضى ولن يأتي ذلك إلا بفتح الطريق من الأبيض حتى كادقلي
يوسف عبد المنان