يوسف عبدالمنان يكتب … مجزرة صابرين
إحدى وستون جرحا عميقا وإصابة وخمسة عشر روحا صعدة للسماء كشهداء يوم أمس الاثنين الثالث والعشرين من سبتمبر من عام ٢٠٢٤ المكان سوق صابرين بمحلية كرري حيث يهرع للسوق منذ الصباح الباكر الالالف من ملح الأرض وعباد الله الصابرين على الحرب يبتغون رزقا من السوق الوحيد الذي يلبي احتياجات المواطنين
القاتل معلوما بالضرورة ممثلا في مليشيا الدعم السريع وقائدها حميدتي وشركاء الدم من قوى سياسية واجتماعية تسند التمرد المليشي الذي مابرح يتحدث كذبا واختلاقاً عن حماية المدنيين ويهدد ياسر عرمان بقتل المدنيين وهاهي مليشيا الدعم السريع تنفي بوعدها وتبر بالتزامها بسفك الدماء بلا رحمة ولا ضمير ولا أخلاق ولا قيما مرعيا في الحروب التي لم تبدأ في السودان ولن تنتهي به ولكن مليشيا الدعم السريع ابكت أمس الآلاف من جماهير امدرمان تمزقت نياط قلوب الأمهات وجفت الدموع في المقل وجرحت كباد الأمهات وولولت الأخوات والبنات حزنا على خمسة عشر نفسا بريئة حصدتها مدفعية دولة الإمارات التي تقتل الشعب السوداني من أجل نهب ثروته
كان يوم أمس كئيبا على شعب شقى بالحرب والجوع ونقص الغذاء وتمسك بالصبر والأمل في تراب وطنه وهو أكثر إيمانا رغم كل هذه الجروح الغائرة بأن النصر قادم وبعد الضيق يأتي الفرج والنصر قريبا بعزم الرجال وثبات الابطال في معركة المصير الواحد
دفعت ام درمان ثمن موقفها الرافض للركوع والمتمسك بالأرض وهي في كل يوم تقدم شهيدا بعد آخر وتفيض المستشفيات بالجرحي وبكل أسف القوى السياسية التي تتحدث عن (شعبنا) لاتملك حق الرفض لقتل الشعب بالعشرات لأنها باعت ضميرها بدراهم معدودة والعالم الحر ماعد حرا والعالم الإنساني لم يعد كما كان وقد صمت العالم تواطئا مع جريمة القاتل ولم تصدر أمس اي إدانة لهذه المذبحة البشعة التي لم يشهدها السودان من قبل