اعمدة الرأي

يوسف عبدالمنان يكتب … على كرتي في العلن

اخيرا ظهر الأستاذ علي أحمد كرتي للعلن وأسندت إليه تيارات إسلامية حركية وسلفية وصوفية رئاسة التيار الإسلامي العريض الذي ولد في ظروف القهر والالغاء ومصادرة حق الناس في الاختلاف في وكل ينبغي له أن يسع الإسلامي الحركي والصوفي والشيعي والشيوعي والبعثي ومن يعبد أمريكا ومن يعبد إسرائيل ولكن التيارات الإقصائية التي لاتؤمن بالديمقراطية هي من تحالفت مع العسكر بعد ثورة 19ديسمبر لتجريم فكرة الإسلام الحركي والسلفيي مع مهادنة الصوفية إلى حين
ومن أخطاء الإسلاميين ازعانهم غير المبرر لدعاة الانحناء للعاصفة لتمر والرهان على الزمن ليبدد رغوة الهيجان الثوري وأعتقاد البعض أن ماقدمه التيار الإسلامي خلال ثلاثة عقود من الزمان سيشفع له عند المختلفين معه وهو هنا يسئ التقدير في عدم التميز بين المخالف في الرأي والخصم الذي يسعى لالغائك من حيز الفعل إلى حيز الوجود
بعد خمسة سنوات عجاف من الصمت والصبر على المكاره والحملات المسعورة في الإعلام وصناعة عدوا خرافي اسمه على كرتي وتحميله ماتنوء عن حمله الجبال وحتى داخل تياره الإسلامي والوطني الحزبي يتعرض على كرتي لمحاولات إقصاء وتحميله مالا شان له به فهو عند البعض من الخصوم سبب الحرب وقائدها والمتحكم في مساراتها وأحيانا صديق البرهان وجملة من القصص والروايات والحكايات التي يعيش على السودانيين في أمسيات افراحهم واتراحهم
ولكن اليوم يخرج على كرتي من دهاليز الصمت إلى العلن ويسند التيار الإسلامي العريض ظهره على رجل له تجربة طويلة في المدافعة والمنافحة عن مايعتقد انه الحق وعلى كرتي سياسي حركي وكادر تنظيمي شديد الذكاء وكثير الصمت كثيف العطاء يده ممدودة لكل التيارات الفكرية وله علاقات واسعة في العالمين العربي والأفريقي ومجتمعيا ظل كرتي قريبا من الناس العاديين لاتبطره ثروة مالية ولا تهزه نكبة من نكبات الزمان
من حق التيار الإسلامي العريض أن ينشط في الساحة الوطنية ويقدم للناس اطروحته في الإصلاح السياسي والاجتماعي وجدت القبول ام رفضت فالمرجعية للشعب لا لأحد ينصب نفسه بلا تفويض ممثلا لهذا الشعب
ووجود على كرتي العلني يمثل مطلوبا مرحليا لمخاض ديمقراطية قادمة بعد نهاية الحرب التي باتت وشيكة ولا وطن معافى من أمراض الماضي إلا بالاعتراف بحق الاختلاف وحق اي جماعة بالانتظام في العلن في جسم معروف ومعلن من غير سرية وباطنية لأن النشاط السري هو من اجهض ثلاثة ديمقراطيات في بلادنا فلا ينبغي لنا إجهاض الرابعة بأمراض الطفولة السياسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى