يوسف عبدالمنان يكتب … حمدوك الرجل الخراب
حمدوك ليس هو حسني درويش بطل رواية عبدالعزيز بركة ساكن الشهيرة الرجل الخراب وشخصية حسني درويش مزيج مابين مصر والسودان وضحية لاختلاف الثقافات والعادات والتقاليد وحسني درويش ولد في شمال السودان ودرس في مصر وعاش في النمسا متنازع مابين عقيدته كمسلم يصلي ويصوم ولكنه يجترع الخمر في ليالي فَينا الباردة وحينما سأله احد منسوبي الإسلام السياسي وهو توصيف لبركة لا من عندي انت مسلم تصلي معنا في المسجد وتصوم رمضان ولكنك تشرب الخمر فكان جوابه انا لست حاكما من دول العالم الثالث يقتل نصفه شعبه ليحكم النصف الآخر ولانصاب ولا نهاب ولا مرابيا انا اعيش على الكفاف موحدا الله حتى يظن البعض بأني من جماعة انصارالسنه اصلي واصوم ولكن عندي ثقة في الله يوم القيامة بحلمه وصفحه سيعفوا لي( مريستي) عندك شك في ذلك قال الرجل لا وحمدوك ليس مصطفى سعيد في رواية موسم الهجرة للشمال ليس مهما من أين جاء ولماذا جاء ولكن المهم انه جاء من ثغرات وغفلة المؤتمر الوطني حينما صار في أخريات ايام البشير تسيطر عليه مراكز القوى التي تطوف حول الرئيس ركعا وسجودا وجاوا بحمدوك حين غفلة من نافع على نافع الذي عارض ترشيحه وزيرا للمالية لأن نافع يعرف الناس في نهارهم وليلهم وجاء رفض حمدوك لوزارة المالية كما رفض عمر مانيس منصب وزير الدولة بالخارجية وكلاهما من صار أشد أعضاء الحكومة الانتقالية عداء لمن أحسن بهم الظن ومن تمحص وتدبر وفي لحظة هياج ثوري صار حمدوك هو الرجل (الخلاص) واصبح من يسأل عن تاريخ حمدوك أو لايدعي معرفته يوصم بالجهل والرجعية الا قادة الحزب الشيوعي ممن يعرفون ضعف حمدوك وضحالة ثقافته وافتقاره الرؤيا بعد أن فصله نقد من الحزب الشيوعي لأسباب سينشرها احد قادة الحزب الشيوعي قريبا واجهض حمدوك الانتقالية بضعفه وهوانه على قوى الحرية والتغير وتملقه للعسكر نهارا وبغضهم ليلا حتى صارت البلاد تحكم من خلال شلة المزرعة الشهيرة فاغرقتها في وحل الفشل وكانت تصحيحية البرهان أو انقلاب أكتوبر بمثابة نهاية لرجل خرب الفترة الانتقالية
ولكنه لايزال يحلم بالعودة إلى السلطة محمولا علي دوشكات جيش العطاوة كما خيل إليه وهو من يصم أذنيه عما قاله قجه يوم أمس الأول
ومن عجائب وغرائب هذا السودان أن تتحدث دولة الإمارات العربية المتحدة وهي مشيخة سلطانية عن التحول الديمقراطي وهي التي لاتعرف عن الديمقراطية الا اسمها وركب حمدوك سرج الإمارات وتوسد( بردعة) بريطانيا وجمع حوله أحزاب كل الذي يجمعها كراهية وبغض الإسلاميين وعند تقدم كلما ذاد بغضك للتيار الإسلامي ارتفع مقامك عندهم حتى ولو كنت بكرى الجاك أو محمد لطيف الصهر الرئاسي الذي كان هو من يحدد من يرافق البشير في رحلاته الداخلية والخارجية وهو الذي كان يوانس عبدالرحيم محمد حسين بعد الثانية صباحا ومع التغير غسل رجليه وصلى مع حمدوك الصبح من غير وضوء كما كان يصلي كثيرين رياء ونفاقا وحمدوك الذي قتل الفترة الانتقالية قادر الان على القضاء على تقدم بضعفه وهوانه على الإمارات وبريطانيا فطوبى لحكومة البرهان بمعارضة يقودها عبدالله حمدوك