اخبار

يوسف عبدالمنان يكتب… بعد انهيار مفاوضات جوبا بمخطط حمدوك لاخيار أمام حكومة السودان غير الدواء المر روسيا وإيران وتركيا طوق النجاة من محور الشر الغربي

انفضت اجتماعات جوبا الأسبوع الماضي وخاب الأمل في وصول المساعدات الإنسانية لجبال النوبة وغرب كردفان والنيل الأزرق ويعد الفريق شمس الدين كباشي أكثر الناس حزنا على فشل جهوده في إطعام الجوعي في تلك المناطق التي تحاصرها قوات الحركة الشعبية من الجنوب والدعم السريع من الشمال والأسى والحزن لنكص الحركة الشعبية لتحرير السودان عن مااتفق عليه في الرابع من مايو ونكصت عنه يوم الثالث عشر من مايو الجاري وما اتفق عليه في الرابع من هذا الشهر بين شمس الدين كباشي وعبدالعزيز الحلو كان عهدا غير مكتوب وغير موقع ومن هذه الثغرة تسللت دولة الإمارات عبر وكيلها عبدالله حمدوك واجهضت الاتفاق الذي لم يتبقى منه سوى رسم خطوط وصول الإغاثة والتزامات الطرفين في تسهيل وحماية قوافل الإغاثة التي اتفق على انطلاقها من دولة الجنوب وعبر المطارات والاسقاط الجوي لإغاثة الجوعي ولكن السياسية خطفت لقمة عيش الفتريته من أفواه الصغار في طروجي والدلنج ونمر شاقوا ووزع الإعلام الإماراتي بكثافة بدلا عن ذلك صورة تجمع الرئيس الكيني وليام روتو وعبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور وعبدالله حمدوك وهم يقهقون ويضحكون بعد حشو جيوبهم من المال الحرام الإماراتي الذي لاتنضنب خزائنه فرحين بنجاحهم في إقناع الحلو بالنكوص عما اتفق عليه في جوبا التي لم تستطيع الضغط على الحركة الشعبية للمضي قدما في الاتفاق غير المكتوب مع الفريق شمس الدين كباشي الذي تعامل مع الحركة الشعبية بحسن الظن وأخلاق الفرسان ولكن الحركة الشعبية قبضت الثمن وتركت مواطني جنوب كردفان في السهله ودولة الجنوب لاتزال الحركة الشعبية ركنا من أركان قواتها المسلحة وحتى كوادرها السياسية والفريق الحلو هو في الأصل فريق في جيش دولة الجنوب واي حديث عن فك الارتباط بين أطراف الحركة ماهو الا ذرء للرماد على العيون

                                2

بعد انهيار المفاوضات وفشل توصيل المساعدات الإنسانية للجوعي في جبال النوبة لم تنتهي مهمة الحكومة هنا حتى ترفع يدها وتدق على رأسها وتنتظر قدرها وشعبها يموت من نقص الفتريته الحمراء ويقتات الأطفال صفق الأشجار الحكومة عليها أن تترك الحلو وشانه وترفع كم جلبابها وتسعى لتوصيل الغذاء إلى جبال النوبة برا من كوستي حتى الدلنج وجوا إلى مطار كادقلي باستنفار قدرات الشعب من أجل التصدي للتمرد سواء كان دعما سريعا أو حركة شعبية وأولى فروض العين تأمين مطار كادقلي بازاحة التمرد عن سرف الضي شمال شرق المدينة وتوسعت الرقعة الأمنية شمالا حتى الكويك وتيسي عبدالسلام وهي رقعة صغيرة إضافة إلى منطقة الحجيرات وتأمين جبل كادقلي ونشر قوة من الجيش في أحياء كلبا ومرتا وبعدها تستطيع الطائرة الهبوط من الشمال إلى الجنوب عكس اتجاه الرياح وهذه المهمة يستطيع القيام بها الأمير كافي طياره البدين بمساعدة مجاهدي الرواوقه دار جامع بقيادة المجاهد ابن المجاهد إبراهيم محمد آدم الشفيع وهي مهمة سهله بتوفير السلاح بالالسقاط وقليل من المهمات العسكرية ليقلع الطيران ويهبط في كادقلي وبتوفيره للغذاء والدواء فالمواطنين وحدهم قادرين على حماية مطارهم الذي يطعمهم من جوع ويشفيهم من مرض وقد عرف النوبة والبقارة الرواوقه بالبسالة في القتال والدعم اصلا سألت مياه كثيفة من تحته وينتظر الايام القادمات صفعات من المسيرية ومثلها من الرزيقات
اما المهمة الصعبة التي تتطلب دعما من الحكومة المركزية هي تحرير طريق الأبيض كوستي من الدعم السريع بدعم وتغير قيادة متحرك الصياد التي خسرت معركة ام روابة بسوء التقدير والاعتماد فقط على حماس المستنفرين وقدامي المحاربين من عائدين الخدمة وبذات الهمة يمكن خنق ام روابة والرهد وتكثيف الطلعات الجوية بتوجيه الضربات للقوات المتمركزة بعد أن أصبح سلاح الطيران فعالا جدا تستطيع قوات متحرك الصياد تحرير الطريق من ودعشانا إلى الأبيض وتأمين مطار الأبيض وتشغيله بتأمين جنوب الأبيض حتى كازقيل وبربر والتمركز في جبال ابو الغر التي انسحبت منها قوات الفرقة الخامسة مشاه الهجانه من غير مبرر بعد أن حررتها من فلول الدعم السريع الأسبوع قبل الماضي بعد أن تعرضت القوة الرئيسية لنكبة والحرب سجالا ليست انتصارات دائمة من ينتظر الانتصارات في كل المعارك فاليشجع فريق ريال مدريد أو السيتي الانجليزي الذي اقلع كثير من عشاقه السودانيين عن تشجيعه بسبب مالكه الإماراتي وقد أصبح السودانيين يبغضون حتى العطور التي تأتي من دبي
والطريق بين الأبيض والدلنج لايستغرق فتحه أكثر من ضحوه واحدة مع قوات الأمير كافي طياره فرسان انقلوا من قوات الجاو التي استبسلت في الخرطوم وأم درمان ودخلت القيادة العامة حمرة عين واستطاعت مد الجيش المحاصر هناك بالقوت الدواء هذه القوات يجب أن تدعم بأسلحة إسناد وطيران وكتيبة من جهاز الأمن وكتيبة من القوات الخاصه ويغطي الطيران أمامها حتى الأبيض من غرب ام درمان عبر البر ومن هناك تفتح الطريق حتى الدبيبات وبذلك تتنفس ولايات جنوب وغرب وشمال كردفان طبيعيا وإذا أصبح الطيران يقلع من الأبيض فالتمرد في دارفور عليه أن يبحث له عن بلد آخر غير نيالا وزالنجي

                           3

تحقيق الانتصارات على الأرض إذا لم تسندها جهود دبلوماسية وسياسية فإنها تصبح كالورة بلا عطر وحكومة السودان التي تسميها قحت بحكومة بورتسودان ويطلق عليها البعض تندرا وسخرية حكومة الأمر الواقع هذه الحكومة لاتصغي للناصحين الحادبين عليها ولكنها دوما عينها على المتربصين بها فالحكومة التي تبدي ضعفها وهزالها حتى سامها كل مفلس لاتزال خائفة من الولايات المتحدة الأمريكية ومن بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي حالها مثل حال ديك الدجاج الذي يخاف من أن يتخطفه النسر مع ان الصقور تصطاد صغار الدجاج اي الفرايج ولكن الديك مجرد رؤيته للصقر يهرول جريا أمام قطيع الدجاج ويلبد من الصقر الذي غالبا يكتفي بحمل فروج صغير ويبتعد عن المكان وفي إحدى الايام سأل الفراريج الصغار الديك ياابوي لماذا تجري مهرولا من الصقر وانت أكبر منه حجما وهو اصلا لايستطيع خطفك فقال لهم يااولادي كنت صغيرا مثلكم حاول الصقر خطفي ففزعت وخفت ولايزال قلبي يدق من الخوف منذ تلك الواقعة ودخلتني خوفه لم تطلع مني بعد وحكومتنا تشبه حالتها حالة الديك فمنذ سقوط البشير بتدبير وتمويل بريطانى وخيانة من عسكر الإنقاذ ظلت خائفة حتى الآن من إلاروبيين والأمريكان المتآمرين ضدها والداعمين للدعم السريع عن طريق وكيلهم دولة الإمارات العربية المتحدة وصفار سماسرة الحرية والتغير وكل يوم يضيق الخناق على الحكومة والدبلوماسية الرسمية عاجزة عن فعل شي ويتحرك الفريق مالك عقار بصفته نائبا للرئيس وحده عبر نافذة الدبلوماسية الرئاسية ولكن يتحرك بيد مغلولة وصلاحيات ليست كاملة والصلاحيات الكاملة عند الرئيس وهو مشغولا بمعركة الجيش على الأرض حتى كاد أن يحمل بندقيته ويقاتل مع الجيش ولكن تلك ليست مهمة رجل الدولة الأول الذي ينتظر منه أعادت النظر في منهج السياسية الخارجية ودرء خطر وكلاء الغرب بالانفتاح شرقا والجلوس مع الروس على طريقة( الشورت لست) يسالهم ماذا تريدونا منا؟ وماذا نحن نريد منكم هذه بهذه وتلك بمثلها إذا كان الروس والأتراك يريدون قواعد عسكرية في البحر الأحمر فما الذي يعطي المملكة العربية السعودية الحق في منح الأمريكان قواعد بحرية في جده ويمنع السودان من أن يمنح الروس والفرس والترك قواعد على طول الساحل الشرقي ويوقع اتفاقيات تعاون وتنقيب عن الذهب مع روسيا وتنقيب عن البترول مع الصين والهند وشراء أمننا بمواردنا وإهمال أروبا وإغلاق بابها فالدول الاتحاد الأوروبي نضبت مواردها وجفت آبار بترولها وضربتها الأزمات الاقتصادية وأصبحت متلقية للمعونات وليست مانحة وفرنسا التي تتآمر علينا بعد حرب أوكرانيا وتحرر غرب أفريقيا وثورة النيجر وتمرد بوركينا فاسو أصبحت تتسول الفحم الحجري وضربتها فلسة عمنا سعد النمتي وتلك قيصة نوردها في مكان آخر ولكن المهم أن أروبا القديمة ماعادت تخيف أحدا وقد افلست ونضبت مواردها وحتى لاعبي كرة القدم اتجهوا إلى دوري نجوم قطر والدوري السعودي بدلا عن الليغا الإسبانية والبريمرليغ الانجليزي ولأول مرة في التاريخ يلعب اللاعبين الانجليز في الخليج وتلك مؤشرات ينبغي الاخد بها في النظر إلى حال أروبا ولكن حكومتنا تعاني من ضعف وهزال في خارجيتها التي فقدت كوادرها الغنية بالمعارف وهناك اليوم أكثر من خمسة عشر دبلوماسيا وسفيرا من الخارجية يتواجدون في القاهرة مع النازحين والفارين من الحرب بكل خبراتهم وقدراتهم يشربون الشاي في الأزبكية ويمضون سحابة نهارهم في الفيسبوك والليل في الإنس واجترار الزكريات وهم يخشون أن يصبح الوطن مجرد زكري لامس حزين ويعتلي قمة هرم الدبلوماسية وزيرا مغمورا كله دوافع تعينه أنه لاينتمي إلى التيار الإسلامي وتلك أصبحت لوحدها مؤهلا لتقلد الوظيفة العامة في دولة اليوم

                       4

إذا كان البعض في بورتسودان يهدر موارد البلاد في صفقات المال الحرام مع أثرياء الحرب وتذهب أموال الغلابة والمساكين للنساء اللاتي يطفن حول مكاتب المسؤلين الذين يدفعون المليارات للقونات ونساء الليل فإن هناك رجالا لاتلهيهم شهوة الجسد والنفس عن خدمة الوطن ويسهرون بإخلاص ويقاتلون بصدق وعزم اكيد منهم الذاهد الفريق مفضل والمخلص والشجاع ياسر العطا الذي بفضله تحررت نصف ام درمان ويتوق الشعب لتحرير النصف الآخر

                          يوسف عبد المنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى