يوسف عبدالمنان يكتب… الطريق إلى جنيف (١)
لم يعد أمام الحكومة خيار غير ركوب قطار المفاوضات المعلنه في جنيف منتصف أغسطس القادم لجملة أسباب أولها أن رفض التفاوض من حيث المبدأ يخدم أغراض المليشيا ويضع الحكومة في مواجهة مع الولايات المتحدة ومن ورائها اتباعها من مشيخات الخليج
ثانيا إذا كان الهدف القضاء على خطر المليشيا وحماية المواطنين من اعتداءات اللصوص والحرامية فإن هذا الهدف إذا كان يمكن تحقيقه عبر التفاوض بإخراج الغزاة من بيوت الأهالي ومن الأعيان المدنية وفتح الطرق وتجميع قوات المليشيا في معسكرات تمهيدا لدمجها في القوات المسلحة لتوحيد كل حاملي السلاح تحت راية القوات المسلحة وبذلك يتحقق مبدأ اتفق عليه جميع السودانين بضرورة وجود جيش واحد بقيادة واحدة حتى تتعافى البلاد
وبيد الحكومة اتفاق جده الذي تفتقت فيه عبقرية نخبة من ضباط القوات المسلحة النجباء بالوصول لاهدافهم عبر التفاوض ومهما حاولت المليشيا تجاوز ذلك الاتفاق فالمنطق والحق مع الحكومة بالتمسك به باعتباره اتفاقا يؤسس لأي سلام مستقبلي في البلاد
الولايات المتحدة الأمريكية مثلما صممت اتفاقية نيفاشا لصالح قرنق والجنوبيين فإنها داخل مطبخها الان اتفاق تسعى لتسويقه في جنيف لصالح الداعم السريع الذي يشكل وجوده إنشغالات لدولة الإمارات العربية المتحدة التي وجدت في الدعم السريع بندقية للايجار يمكن أن تقاتل بها في اليمن وسوريا وليبيا وهناك مخطط لتفجير الأوضاع في إريتريا واستخدام الدعم السريع للإطاحة باسياس افورقي
ولكن السؤال لماذا تم اختيار جنيف بدلا عن جده السعودية؟؟ اولا لجملة أسباب أولها خاص بالولايات المتحدة الأمريكية التي لاتريد أدوار للسعودية في المنطقة بعد أن بدأ محمد بن سلمان الانفتاح على الصين وروسيا وتسوية خلافات الرياض وطهران واي دور سعودي فى حل الأزمة السودانية سيجعل من الرياض رقما كبيرا وهذا ماترفضه الولايات المتحدة التي تفصل لكل دولة عباءة تناسبها وبعض البلدان تتركها ام فكو ساكت
الشي الثاني ان سويسرا والنرويج هي دول اسميه وهي في الواقع عبارة عن مقاطعات أمريكية تنفذ مايملي عليها من أدوار وسويسرا من حيث الأهمية الاقتصادية والعسكرية والسياسية هي دولة هامشية تتأرجح مابين ألمانيا وفرنسا ولكن أمريكا جعلتها عاصمة العالم الجديد من حيث وجود الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة من الصحة والي حقوق الإنسان ويتوسط المدينة قصر الأمم وأهم مقرات المنظمة الدولية في العالم وبالتالي هي الزراع الناعم للولايات المتحدة الأمريكية واغلب التسويات والمؤامرات تنسج على ضفاف بحيرة البجع التي تعتبر اجمل بقعة سياسية في أرض الله الواسعة حيث تحفها ومن جهة فرنسا جبال الألب ومن جهة ألمانيا جبال الموالو وبالمناسبة هناك ثلاثة سودانيين يملكون قصورا حول بحيرة البجع التي تعتبر من أغلى الأراضي في العالم وتباع بعض أنواع الساعات السويسرية في متاجر حول بمبلغ مليون دولار للساعة وغدا نواصل