يوسف عبدالمنان يكتب … الجوع في الجبال
بلغني أمس من أحد قادة الإدارة الأهلية لن يرد اسمه خوفا عليه من التصفية أن الجوع أخذ يتفشي في أنحاء واسعة من إقليم جبال النوبة أو ولاية جنوب كردفان وكلا الاسمين صحيحين ومنصوص عليهما في دستور ٢٠٠٥ والجوع في تلك المنطقة لسببين نقص وشح الزره وغلاء الأسعار وعجز المواطنين عن شراء الزره أن وجد وقد بلغ سعر ملوة الفتريته البيضاء والحمراء ثمانية الف جنيه وهي من انواع الزره الغنية جدا بالنشويات والسكريات وأيام الكيزان كانت تستخدم علفا للحيوان والطيور بينما ياكل الناس الدخن للعصيدة وطابت للكسرة والقمح للرغيف التي صارسعرها في الدلنج خمسة رغيفات بالف جنيه ورغم ذلك يصر أهل الدلنج على أن ياكلون أوراق الشجر ولايستسلمون لمليشيا الجنود التي تحاصر كردفان وتهدد سكانها بالجوع وهي تعتقد أن سكان الإقليم كلابا إذا جاعوا يتبعونهم ال دقلو قسرا وهكذا يفكر اللصوص والحرامية والهمباته وهم يمسكون بعنق جبال النوبة من الشمال والحركة الشعبية ترفض فتح ا لمعابر مع دولة جنوب السودان لياكل الناس من خشاس الأرض
تفاقمت الأوضاع بالجبال وبمحلية القوز التي تشهد أسعار الزره فيها ارتفاعا جنونيا لبيلغ جوال الزره مئتان الف جنيه وذلك فوق طاقة المواطنين الا المرتبطين بالمليشا من اللصوص ومرتادي أسواق دقلو للمنهوبات وعصابات القتل التي تأتي من الجزيرة تمتطي العربات الفارهة والأموال المنهوبة وبالمناسبة من بين النهابين في تلك المنطقة صحفي من الدرجة الثالثة تماهي من اللصوص واستطاع أن ينهب سيارة برادو يجوب بها الآن المنطقة ويمد لسانه للجيش وداعمي الجيش والكيزان ودولة سته وخمسين
الجوع الذي تفشي في جبال النوبة خلال شهر يوليو يتوقع أن يتفاقم أكثر في أغسطس وسبتمبر من العام الجاري إذا لم تفلح جهود توصيل الإغاثة في الوصول لاتفاق إنساني يقضي بإيصال القوت للبطون الجوعي بعد أن نهب لصوص الدعم السريع كل احتياطي الزره في مخازن البنك الزراعي في الأبيض ونهب مخازن برنامج الغذاء العالمي الذي دفن راسه في رماد حريق دقلو ولم يدين نهب احتياطي الزره من مخازنه بالأبيض وخلال يناير الماضي هاجمت قوات الدعم السريع منطقة هبيلا وقضت على إنتاج المزارعين ونجحت في تعطيل موسم الزراعة الحالي تماما وهجر أكثر من ثلاثة الف مزارع مهنتهم ونزحوا للابيض وكوستي والدلنج بحثا عن الخلاص الذاتي مما يفاقم الوضع الغذائي العام القادم بسبب خروج كل كردفان من دائرة الإنتاج كما خرجت الجزيرة والدالي والمزموم وتفرض مليشيا آل دقلو قيودا على حركة البضائع من الأبيض إلى جبال النوبة بالغرامات والاتاوات الباهظة مما أدى لعزوف التجار بالكامل عن نقل البضائع للمواطنين في جبال النوبة أو جنوب كردفان وحكومتنا في رقبتها غير قادرة على التفكير في كيفية إنقاذ شعبا جديرا بالانقاذ