يوسف عبدالمنان يكتب … الجنرال في نقاهته
مامن سوداني الا ومتع نفسا امتاعا برائعة جبرائيل قارسيا ماركيز (الجنرال في متاهته) وهنا نستعير عنوان تلكم الرواية مع بعض التحوير لمطابقة الحال وقد دق الجنرال القابض على جمر الحرب ياسر العطا جرس انزار للقوى السياسية بالذهاب للشعب وإعداد نفسها للانتخابات و(قطع عشمها) في الحكم المجاني خلال الفترة الانتقالية التي لن تشارك فيها الأحزاب الا في القضايا المرتبطة بوضع الدستور وقانون الانتخابات والتعداد السكاني وأثارت تصريحات ياسر العطا التي وجدت تأييدا من عامة المواطنين واغلبية الداعمين للجيش ووجدت رفضا وإثارة غضب تحالف (تقدم) الذي يضع كل بيضه في الفترة الانتقالية ليقضي وطره من الحكم ويعيد هندسة المجتمع السوداني بما يمليه عليه( رعاة) التغير في السودان من القوى الغربية والوكيل الخليجي بعد أن أيقن التحالف الذي يتاكل كل يوم أن حظه من السلطة عبر صناديق الانتخابات لجد ضئيل مثل حظ حزب البعث والمؤتمر السوداني وحزب الهالك محمود محمد طه في الفوز بدائرة واحدة في ريفي سنكات بشرق السودان
لذلك انصرفت هذه الأحزاب للقتال من أجل الحكم خلال الفترة الانتقالية فقط دون التفكير لحظة واحدة بأن الدولة المدنية التي يسعى لها جموع المثقفين والنخب هي دولة ديمقراطية حكومتها منتخبة من الشعب لا مستوردة من الخارج
وقف الجنرال ياسر العطا في المكان الصحيح وعبر عن المؤسسة العسكرية القومية وهو خطاب كان مفقودا في السابق من النخب العسكرية بعد التغير الذي أطاح بحكومة الإنقاذ وحينها تماهي العسكر مع المدنيين (الكسابة) والتعبير من أدبيات الحرب الحالية يطلق على فئة تقاتل مع الجنجويد من أجل الكسب الحرام فكسابة الحرية والتغير نفشت ريشها حينذاك ونفخت اوداجها كهر أمام كلب جاسر فظن العسكر خوفا ورعبا انهم ملاقو فئة كثيرة فازعنوا للضغوط وجاوا بشيء ادا وشكلت حكومة انتقالية من أحزاب بعضها ورقي وآخرين منشقين من احزابهم وحركات كفاح مسلح وجدت نفسها من خنادق القتال إلى فنادق السلطة
لو اعتبر عسكر ثورة أبريل بتجربة الراحل سوار الذهب وشكلو حكومة من التكنقراط وتحمل العسكريين مسؤوليتهم التاريخية برعاية الانتقال حتى ميس الانتخابات لما حدث ماحدث ولكنهم استجابو للضغوط واوردو البلاد ماهي عليه الآن من حرب دفع ثمنها الشعب السوداني وقواته المسلحة ولكن من رماد الفشل يصدح الفريق العطا بالحقيقه التي جرحت مشاعر الحرية والتغير التي صارت( تقدم) في تحورها الأخير
لكن الفريق العطا ومعه جيش البلاد وقائده البرهان ومساعده شمس الدين كباشي وحلفاء الجيش من قوى الكفاح المسلح مطالبين اليوم قبل الغد بإقرار خارطة طريق المستقبل بعد تحرير البلاد بتشكيل حكومة مدنية من التكنقراط غير الحزبيين واحتفاظ قوي الكفاح المسلح بنصيبها الحالي في السلطة لمدة عامين بعد انتهاء الحرب ترمم فيه الحكومة شيئا من خراب ال دقلو وتستعيد عافية الاقتصاد الوطني وتفرض هيبة الدولة وتقتص من قتلة الشعب ولاتاخذ بنهج سيدنا علي كرم الله وجه حينما أجل الاقتصاص من قتلة سيدنا عثمان وسعى لجمع شعث الدولة الإسلامية المبعثر فكانت الفتنة التي اورثت الأمة الإسلامية الدولة الأموية بكل أخطائها
الجيش ممثلا في الفريق البرهان ومساعديه مطالبين بموقف صريح وواضح جدا كما عبر عنه ياسر العطا ليطمئن الشعب بأن التجربة التي قادت إلى الحرب لايمكن تكرارها مرة أخرى
يوسف عبد المنان