وجهت له إتهامات … ” تقدم”ترد على حوار ” العطا”
قالت «تنسيقية تقدم» إن اللقاء الذي بثه تلفزيون السودان مع مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا، جاء مخيباً لآمال ملايين السودانيين الذين يتطلعون لسلام حقيقي ينهي معاناتهم التي فاقت حد الوصف في مراكز النزوح ومعسكرات اللجوء.
والسبت بث تلفزيون السودان مقابلة مطولة مع الفريق أول ياسر العطا، تضمنت عددا من المواضيع المتصلة بواقع الحرب السودانية التي اندلعت منتصف أبريل العام الماضي.
وقال الناطق الرسمي باسم «تنسيقية تقدم» بكري الجاك، في تصريح صحفي الأحد، عوضا عن يبشر العطا السودانيين بقرب إسكات البنادق، جاءت المقابلة عكس ذلك تماماً، حيث حفلت المقابلة بالعديد من المغالطات والاتهامات الجزافية في حق القوى المدنية الديمقراطية المنادية بوقف الحرب.
ولفت الجاك إلى أن الفريق أول ياسر العطا اتهم «تقدم» بالعمالة والخيانة. وأكد أنها تهم كاذبة، وتنم على درجة عالية من عدم المسؤولية في إطلاق الحديث على عواهنه.
وأضاف: يعلم الفريق العطا قبل غيره مجافاة هذه الأكاذيب للحقيقة، فمن عمل على تجنيب البلاد الحرب؟ ومن سعى إطفاء نارها؟ ومن يعمل ليل نهار لمعالجة آثارها الكارثية التي ساهم فيها الفريق العطا بقسط وافر.
وتابع: من هو الذي يعمل لمصلحة وطنه وشعبه بالفعل، ومن يدعو للسلام، ومن حمل المعاول لهدم بلاده وقتل أهلها في حروب السودان السابقة والراهنة، وفض الاعتصام، وشارك في صناعة انقلاب 25 أكتوبر 2021 وما تلاه من قتل للمتظاهرين.
وأضاف متسائلاً :”وأخيراً من أشعل حرب 15 أبريل، ويصر على استمرارها حتى وإن مات الناس جميعا، ودٌمرت البلاد من أقصاها إلى أقصاها.
وقال الجاك إن الفريق أول العطا غارق في بحر دماء شعب السودان التي سفكها دون رحمة، مشيرا إلى أن من يرتكب كل هذه الجرائم لا يحق له أن يدعي أفضلية أخلاقية تمنحه حق توزيع صكوك الوطنية وجدارة الانتماء إلى تراب الوطن والشعب.
وأفاد الجاك في تصريحه الصحفي أن تصريحات العطا تكشف عن مأساة المؤسسة العسكرية التي سُيست حتى النخاع، ولم تعد تكترث لأبسط قواعد المهنية العسكرية، فليس للرجل رؤية للحرب ولا رؤية للسلام، وإنما أدمن حرب الكلام التي تضج بالعنصرية والحط من قدر العديد من المكونات السودانية الأصيلة.
وأضاف: المؤسسة العسكرية التي اخترقتها الحركة الإسلاموية، وحولت بعض كبار قادتها لمجرد متحدثين باسمها عوضاً عن أن يتقيدوا بالمهنية والانضباط والصرامة الواجب توفرها في من يرتدي البزة العسكرية.
وقال الجاك أن هذا “التسييس” أضعف المؤسسة العسكرية، وأوصلها إلى مدارك سحيقة من الاستهتار بمصالح الشعب وبمقدّرات البلاد، وهذا ما كشفته بجلاء حرب 15 أبريل، والتي أوضحت صحة ما ذهبنا إليه من وقت مبكر حول ضرورة بناء جيش مهني قومي واحد ينأى عن ممارسة السياسة والاقتصاد، ويتقيد بواجباته الأساسية، والتي تنحصر في الدفاع عن البلاد من المهددات الأمنية.
وأضاف: نؤكد نحن في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) أن مثل هذه الأحاديث لن تزيدنا إلا تمسكاً بطريقنا الذي اخترناه في البحث عن سبل إحلال السلام في بلادنا.
وزاد قائلاً: “هو طريق تعترضه قوى عديدة تستثمر في الحرب وتتخذها سلماً لبلوغ غاياتها السلطوية على حساب خراب البلاد وموت العباد”.
وتابع “مصاعب هذا الطريق لن تثنينا عن العمل لصالح بلادنا وشعبها، حتى تنتهي هذه المأساة، وتنعم بلادنا بالسلام والعدالة والديمقراطية والرخاء في وطن تنتهي فيه كافة أشكال التمييز والتسلط والفساد.
وخاطب الناطق الرسمي لتنسيقية تقدم الفريق أول ياسر العطا وبقية رفاقه في القوات المسلحة قائلا” إن ما ينتظره شعب السودان منكم ليس هتافات عنصرية وزعيق فارغاً ولا حديث في الفلسفة عن الفرق بين مفهوم الشعب والأمة ولا كيل الاتهامات المجانية تجاه القوى المدنية الساعية لإنهاء الحرب وتوزيع أوسمة الوطنية، بل ينتظر منكم قرارا شجاعا بالذهاب إلى التفاوض للوصول إلى سلام دائم مقتضاه معالجة أصول وأمهات المشاكل التي أدت إلى الحروب عبر حل سلمي متفاوض عليه