اعمدة الرأي

هيثم محمود يكتب … زوبعة عودة اذناب المليشيا

عجبت للجلبة التي أثيرت حول عودة بعض المرتزقة من صفوف المليشيا المتمردة ممن يسمون أنفسهم بمستشاري قائد مليشيا الدعم السريع المتمردة والذين استقبلتهم السلطات وفتحت لهم المطارات والقاعات ليحدثوا الناس عن انسلاخهم من التمرد بعد عام ونصف من القتل والسحل والنهب والإغتصاب والجرائم التي ارتكبتها المليشيا وهم في صفوفها!! مع يجدون من يحتفى بهم ويصفق لهم!!.

ضحكت حتى بانت نواجزي وأنا أشاهد (المستشار) محمد عثمان الشهر ب(أسعد اللماني) وهو يتحدث عن الأسباب التي جعلته ينسلخ من المليشيا..
*فاسعد اللماني أو محمد عثمان ياسادة هو إسلامي ومؤتمر وطني عمل بهياكله بمحليات ولاية الخرطوم وكان عضواً بأمانة الشباب الإتحادية حتى 2018 ولأن الرجل شره للمال ويمكن أن تشتريه بدرهم فقد أصبح أحد تنابلة المليشيا، ولأنه نصف عاقل فقد أيد المليشيا في حربها ضد الشعب السوداني ولم يشعر بشناعة وبشاعة جرائمها إلا بعد عام ونصف وبعد ان تيقن من حتمية هزيمتها..

*الآخر محمد عبد الله ود ابوك عرفناه مهرج ونصف سياسي يتجول بين القنوات الفضائية وكنا ندعوه للندوات السياسية تكملة عدد فيأتي قبل تركيب الساوند أو فتح القاعة وأحياناً ندعوه ل(سد فرقة) نسبة لغياب أو إعتذار أحد المتحدثين الأساسيين فيأتي للقاعة قبل رجوع صدى الرسالة المرسلة إليه وله مقولة مكررة ملها الحضور والصحفيين (ماتغطوا النار بالعويش).. تملق الإنقاذ وداهنها حتى أصبح معتمد رئاسة في حكومة أحزاب الفكة، وبعد سقوط الانقاذ انضم للمليشيا بدافع القبيلة واصبح أحد ابواقها الذين يحملون صفة مستشارا!!

*من يفكر لمؤسسات الدولة؟ ومن يفكر للأجهزة الأمنية التي تحتفي بكل وضيع وتستقبل كل مرتزق.. إذا كان الانسلاخ من صفوف المليشيا يستحق الاحتفال فالأولى الاحتفاء بصديقي محمد الجيلاني الذي كان يتولى جميع مطبوعات المليشيا من نياشين حميدتي وحتى لوحة المكتب التي تحمل إسمه بل ويحظى بثقة جعلته ينظم جميع احتفالات وفعاليات المليشيا والذي قطع علاقته بالمليشيا بعد إندلاع الحرب..

*اذا كان الأمر كذلك فالأولى أن تحتفى الأجهزة الأمنية بالإعلامي محجوب أبو القاسم الذي كان يجوب الصحف والمواقع الإلكترونية لحشد واستقطاب الكتاب والمحررين لصفوف المليشيا ويغدق على بعضهم الأموال نظير مجهوداتهم، فالرجل خدم المليشيا بصدق وأسهم في تشكيل الرأي العام الايجابي لها لكنه احتكم لصوت العقل وقطع علاقته بالمليشيا في صمت وسخر جهوده لدعم القوات المسلحة..
*الأولى أن تحتفي الأجهزة الأمنية بالصادقين الذين انسحبوا من صفوف المليشيا في صمت وليس بالعكلاء والمرتزقة

*عودة بعض من يسمون أنفسهم بالمستشارين هي شق للصف الوطني وبحث عن موطيء قدم خلال المرحلة القادمة، وعلى الاجهزة الأمنية عدم الاحتفاء بالاقزام الذين لا قيمة لهم فمكانهم الطبيعي السجون وسلة مهملات التاريخ..
نواصل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى