تقرير : ضياء الدين سليمان
لجأت مليشيا الدعم السريع مؤخراً وفي الشهور القليلة الماضية لشن هجماتها عن طريق الطيران المسيّر في عدد من المناطق والمدن حيث استهدفت بعض أماكن وتجمعات المواطنين ومعسكرات القوات المسلحة والاجهزة النظامية المختلفة والمقرات الحكومية في كل من عطبرة وسنار والقضارف والدامر وكوستي وكنانة والفاشر كما استهدفت يوم أمس تخريج بعض دفعات الكلية الحربية بجبيت بولاية البحر الأحمر والذي شرّفه رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان أسفرت عن مقتل إثنين من طاقم حراسته وجرح آخرين.
وتمكّنت مضادات الدفاع الجوي للقوات المسلحة من إسقاط عدد كبير من تلك المسيّرات وابطال مفعولها دون أن تسفر عن حدوث خسائر مادية أو بشرية في بعض المناطق فيما أسفرت عن تدمير بعض الأهداف واحداث خسائر أن لم تكن محدودة فهي لاتذكر مقارنة بحجم الخسائر التي اوقعها الطيران الحربي للقوات المسلحة والاسلحة المعاونة له في صفوف الميليشيا المتمردة.
ولجأت المليشيا مؤخراً لخيار الطائرات المسيرة بدون طيّار بعد تحديد الهدف المراد ضربه هي طائرات لا يوجد على متنها طيار أو طاقم أو ركاب ويمكن أن تكون ذاتية الإدارة أو يتم التحكم فيها عن بعد، وتستطيع هذه الطائرات أن تحلق لفترة طويلة على ارتفاعات وسرعات يتم التحكم فيها.
أول ظهور
ظهرت الطائرات المسيرة للساحة العامة بشكل كبير مع تنفيذ عمليات استخباراتية للقوات الأمريكية في حرب الخليج عام 1991، وأيضا خلال الغزو الأمريكي للأراضي الأفغانية عام 2001، حيث لم تكن قادرة على شن هجمات برية بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة لأفغانستان .
وبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية، تفرض شروط تعجيزية على تصدير التكنولوجيا الخاصة بالطائرات المسيرة حتى على حلفائها، إلا أن الدول بدأت تعتمد على نفسها في تصنيع تلك الطائرات الفتاكة والرخيصة، وخرج الأمر عن السيطرة وأصبحت الجماعات والمليشيات تصنع طائراتها المسيرة بنفسها وتستخدمها في شن عمليات عسكرية تؤثر على قدرات الآليات العسكرية التقليدية من مدرعات ودبابات.
وتأتي الولايات المتحدة في مقدمة الدول الرائدة في مجال تصنيع الطائرات المسيرة، وتملك طائرة “إم كيو-9 ريبر” و”إم كيو-1 برِداتور”.
ثم تأتي الصين بوصفها أحد أكبر المصدرين للطائرات المسيرة في العالم، وقد اختبرت الصين عام 2013 أول طائرة مسيرة مقاتلة تسمى “شارب سورد” (أي السيف الحاد)، وكذلك تصنع مسيرات “وينغ لونغ 1 و2″، وتعد المسيرات الصيني أرخص بكثير من نظيرتها الأمريكية.
وتخطط روسيا لإنتاج أكثر من 32 ألف طائرة مسيرة سنويا بحلول عام 2030، كما تخطط لأن يمثل الإنتاج المحلي 70 % من السوق.
واستخدمت موسكو وكييف الطائرات المسيرة على نطاق واسع منذ الحرب بينهم في فبراير 2022، وفي خضم الحرب، سطع نجم 4 مسيرات روسية، حيث استهدفت عدة منشآت أوكرانية ومواقع عسكرية وعطلت مراكز للقيادة والتحكم لكييف.
فمن الطائرة “إيليرون-3″، التي تلقب بـ”صيادة المخربين” إلى “غروشا”، والتي تعنى “الكمثرى” حتى ” أورلان 10″ المعروفة بـ”الساحرة والصامتة” أطلقت روسيا مسيراتها في الأجواء الأوكرانية للاستطلاع والرصد التكتيكي، وتنفيذ المهام العسكرية.
أما تركيا فهي نجحت في إخراج نسخة ناجحة من طراز “بيراقدار TB2” عام 2015، ووفقا لبيانات رسمية تركية، وقعت شركة “بايكار” المنتجة للمسيرات في عام 2022 عقود تصدير مع 27 دولة.
وفي إيران أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية في أغسطس عام 2023، إزاحة الستار عن طائرة “مهاجر 10” المسيرة.
إسرائيل و الامارات
تحصلت الكرامة عن معلومات مهمة توضح حصول مليشيا الدعم السريع على بعض الطائرات المسيرة الاسرائيلية عن طريق دولة الإمارات
وتعتبر إسرائيل من أكبر منتجي ومصدري هذا النوع من الطائرات
وبحسب المعلومات فأن شحنة الطائرات المسيرة تم تسليمها بطائرة ذات ارتباط بمسؤول سابق في الجيش الإسرائيلي، يدعى تال ديليان، وشوهدت في تل أبيب قبل نقل الشحنة الي الإمارات ومنها الي مطار ام جرس بدولة تشاد والذي منه يتم إيصال الدعم الإماراتي الي مليشيا الدعم السريع مشيرة إلى «امتلاك «ديليان» شركة تقدم خدمات عسكرية ولوجستية لديها مكاتب عديدة في إندونيسيا، الإمارات، إسرائيل، اليونان، مقدونيا الشمالية، المجر، فرنسا، أيرلندا، ».
كما كشفت مصادر عن اتصالات سرية بين مجموعة بالغة التأثير في الإمارات، وشبكة شركات «ديليان» والتي تعتبر فاعلة في مجالات الشركات التي توفّر هذا النوع من الطائرات بسهولة مع بعض العناصر من دولة اثيوبيا لهم خبرة في مجالات الطيران والمسيرات بعد ان دفعت لهم مبالغ طائلة للعمل مع مليشيا الدعم السريع
معلومات مهمة
كشفت معلومات حصرية حصلت عليها “ صحيفة الكرامة ” عن هوية الطائرات بدون طيار التي استهدفت مواقع عديدة في عدد من مدن البلاد.
وأكد مصدر أمني أن الطائرات صينية الصنع، وهي تقليد للطائرة الإيرانية طراز “شاهد 136”.
وتعمل هذه الطائرات الانتحارية بنظام تحكم سلبي، أي أنها مبرمجة مسبقًا بإحداثيات الهدف دون كاميرات عليها.
وتشير المعلومات إلى أن مدى طيران هذه الطائرات يصل إلى 1500 كيلومتر تقريبًا، ويمكنها التحليق لأكثر من 6 ساعات بسرعة تصل إلى 180 كيلومترًا في الساعة، مما يجعل إمكانية إطلاقها من مسافات بعيدة أمرًا واردًا.
وتطير هذه المسيرات في ارتفاع منخفض نسبيًا، قد يصل إلى 1500 متر كحد أقصى، وتهاجم أهدافها من ارتفاع يتراوح بين 100 و700 متر.
وتحتوي الطائرات على أجهزة اتصالات، لكنها ليست ضرورية لعملها، مما يقلل من فعالية أجهزة التشويش ضدها ومع ذلك، يمكن إسقاطها عن طريق التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS).
طرق إسقاطها
يرى احد ضابط سلاح الجو التابع للجيش السوداني أن انتقال المليشيا المتمردة الي اسلوب المهاجمة عن طريق الطيران المسيّر يكشف بعمق عن حالة الضعف التي تعتري اوصال المليشيا ويكشف حجم النقص الذي تعاني منه في أعداد مقاتليها بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الفترات القليلة الماضية.
وأشار الضابط الذي يحمل رتبة مقدم في سلاح الطيران الي أنه ورغماً عن فعالية هذه المسيرات كونها وسيلة جبانة للهجوم الا ان مضادات الدفاع الجوي قادرة على اسقاطها وابطال مفعولها بفضل الخبرة الكبيرة لعناصر سلاح الجو عطفاً على اجهزة التشويش “تشيبوفنيك-أيرو” التي. بفضلها ارتفعت معدلات إسقاط مسيرات الدعم السريع من قبل الجيش السوداني الي 98%.
ويمكن لمثل هذه المنظومات اعتراض إشارات التحكم في المسيرات، بل واختراق البرامج الموجودة على متنها؛ ومن ثم تحديد موقع المسيرة بدقة تصل إلى سنتيمترات قليلة، وكذلك موقع العربة التي تتحكم فيها، ضمن دائرة نصف قطرها 10 كيلومترات.
وإلى جانب التشويش والاصطياد بالصواريخ، فإن هناك طرقا عدة تستخدم لاصطياد المسيرات؛ إحداها -على سبيل المثال- مدفع الشبكة، الذي يطلق من الأرض ويمكن حمله يدويا أو إطلاقه من على الكتف أو من على برج.