اعمدة الرأي

محمد عبد القادر يكتب … د.جبريل الأنسب لشغل منصب رئيس الوزراء

تصاعدت خلال الأيام الماضية أسهم الدكتور جبريل إبراهيم، وزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة لشغل منصب رئيس الوزراء في الحكومة المرتقبة.
وبرز اسم دكتور جبريل كمنافس وحيد على ما يبدو للدكتور كامل إدريس، الذي كان قد استقر عليه الرأي في بورتسودان اخيراً، لكن تطورات السياسة والميدان خاصة في أعقاب الأداء القوي للقوات المشتركة في معارك دارفور الى جانب تحديات اخرى قدمت الدكتور جبريل إبراهيم نظراَ لمواقفه الثابتة في تثبيت اركان الدولة، وبسبب وجود أصوات عديدة تأخذ على الدكتور كامل إدريس ابتعاده عن الوطن وهموم المواطن اليومية، مع الإقرار التام بكفاءته في محور العلاقات الخارجية وما يتطلبه الراهن من علاقات دولية في ظل ما يشهده السودان من حرب ذات ارتباطات واضحة بالمؤثرات الخارجية.
لن يشكك أحدٌ بالطبع في إمكانات الدكتور كامل إدريس بكل ثقل سيرته الذاتية وامتدادات علاقاته الخارجية، لكن وللحقيقة فإنّ المقارنة بينه ودكتور جبريل، تمنح الأخير أفضلية مستحقة وكلاهما من أبناء السودان الأخيار، وبالنظر لكثير من المواصفات التي يتطلبها موقع رئيس الوزراء والمتوافرة في الدكتور جبريل إبراهيم.
الدكتور جبريل إبراهيم، يتمتّع بمُميّزات غير موجوده في د. كامل إدريس، الذي يُؤخذ عليه الابتعاد عن السودان وقضايا مواطنه اليومية، وضعف إلمامه بملفات الخدمات والمعاش، وابتعاده عن الوطن لسنوات طويلة ربما أفقده القدرة على الإلمام الكافي بما يطلبه ويعانيه المواطنون.

الدكتور جبريل إبراهيم، أكسبته تجربة المعايشة اليومية لملفات وزارة المالية إلماماً بتفاصيل الراهن وهو يُدير معادلاته ويحدد موازناته عن كثبٍ، كما أن وجوده في عمق إدارة الخدمات ومعاش الناس يجعله الأقرب لوضع الحلول والمتابعة واستشراف المعالجات باعتباره مالك مفاتيح خزانة الدولة، يعلم أدق الأسرار المطلوبة لرئيس الوزراء عن دخلها وصرفها والتزاماتها وسبل تدبير المعالجات المطلوبة لمواطنيها، خاصةً في ظل الحرب ومرحلة الإعمار.

كما أن الرجل اكتسب مهارة في توليف المعادلات المطلوبة لجبر كسور الواقع اليومي بمعالجات يعلمها ويتقن إدارتها في ظل ضعف الخدمات والموارد، بعد أن أتقن إدارة اقتصاد الندرة وعَبرَ بالبلاد الكثير من المطبات خلال السنوات الماضية وفي ظل اندلاع الحرب التي ضاعفت من فاتورة الإنفاق والالتزامات.

ما أنجزه دكتور جبريل في ملف تثبيت أركان الدولة، كذلك يجعل من صلته بملفي الأمن والدفاع على ما يرام، خاصةً والرجل يقود إحدى حركات الكفاح المسلح المؤثرة على مستوى الميدان والتي جعلت كلمة الجيش هي العليا إلى جانب رصيفاتها الأخربات، فقد غادر جبريل مربع الحياد باكراً، وكان له دورٌ مقدرٌ في العمليات بمحاور المصفاة ومعارك بابنوسة وفي الجبال الشرقية منطقة العباسية وأبو جبيهة والجزيرة، إذ وصلت قواته حتى قرية الشبارقة بولاية الجزيرة.

يتميّز دكتور جبريل بقومية تجعله مقبولاً للسودانيين، في ظل توجُّهات قبلية لكثير من زعامات اليوم، ورغم ميزة الثقل الذي يمنحه الانتماء للزغاوة، إلّا أنّ الرجل يتجاوز الأطر الجهوية من واقع حيثيات عديدة قرّبته من كل ولايات السودان، وهو المالك لخزائن الإنفاق على الجميع من منطلق وجوده كوزير للمالية، كما أنّ دارفور بتحدياتها الراهنة تستحق وبما تواجهه من ابتلاءات وتحديات أن يكون أحد أبنائها المُلمِّين بالتقاطعات والتفاصيل المهمة في إدارة تناقضات العلاقات بين مكوناتها المحلية، موجوداً في رئاسة الوزراء، وهذا جانبٌ مهمٌ يضيف نقاطاً مطلوبة في سباق التنافس على موقع رئيس الوزراء.

على مستوى العلاقات الخارجية وهي الميزة المتوافرة عند منافسه على الموقع كامل إدريس، فإنّ الدكتور جبريل إبراهيم يتمتّع بعلاقات خارجية مميزة مع دول يحتاجها السودان خلال محنته الراهنة (روسيا، اليابان، الصين، إيران، قطر، تركيا وعدة دول أفريقية، تحديداً دول الساحل الأفريقي والجوار مثل تشاد وأفريقيا الوسطى)، وقد أكسبه الانخراط في مفاوضات إعفاء ديون السودان، مهارةً فائقةً في تمتين عرى التواصل مع العالم الخارجي، إلى جانب مهاراته الفائقة في التفاوض وبناء علاقات مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ونادي باريس والصناديق العربية المانحة وكل المُؤسّسات المالية العالمية.
من ميزاته كذلك، أنّه سياسي من الطراز الأول، وصاحب تحالفات وانتماء لحركة وكتلة مؤثرة في المشهد (الكتلة الديمقراطية)، وربما يكون تعيينه سانحة لجمع كَثيرٍ من القِوى السياسية التى بإمكانها ان تُشكِّل (حاضنة مطلوبة) للحكومة التي سيقودها الدكتور جبريل إبراهيم إذا تمّ إعلانه رئيساً للوزراء.
لكلِّ ما تقدم ومع تقديري لزمكانات ووطنية الدكتور كامل إدريس، أرى أن الدكتور جبريل إبراهيم هو الأنسب لشغل منصب رئيس الوزراء، الذى ينبغي أن يتم الاختيار له بعناية تتفادى بالبلاد التجريب والمُغامرة، فمن المهم تعيين شخصية تُحظى بقبول سياسي وبُعد اقتصادي وعلاقات خارجية مُميّزة واقتراب من يوميات المواطن السوداني في أمنه وخدماته ومعاشه، مواصفات معلومة ومطلوبة في هذا التوقيت، ولعلّ دكتور جبريل إبراهيم هو الأقرب لما يطلبه المُواطنون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى