محمد عبد القادر يكتب … تاركو.. (التكايا) والمحبة والحكايا..
اتابع منذ فترة، الأصوات التي تحاول أن تشذ عن معزوفة تقدير يرددها الشعب السوداني احتراماً وامتناناً للأدوار التي ظلّت تقوم به شركة تاركو للطيران في مرحلة الحرب.
الراعي الرسمي لمن يسبحون ضد تيار استحسان أدوار تاركو (معلومٌ)، والمُحرِّضون للتقليل من عطاء الشركة المحترم يمارسون أدواراً قذرة تُعبِّر عن واجهات انتهازية تبحث عن مصالحها على حساب المواطن المغلوب – وتمارس غلاً مصدره الحسد و(فش غبينة)، لأنّ أداء تاركو في الآونة الأخيرة (يغيظ من كفر ويعجب الذين يؤمنون بالقضاء والقدر).
لكن تاركو ظلت ترد على كل هؤلاء بتحمُّل الأذى، والانصراف أكثر لخدمة هذا الشعب وتقديم ما يقيل عثرته في زمن الحرب والمرض والجوع والمسغبة، فأثبتت أنها من هذا الشعب وإليه واستحقت (نياشين التقدير) و(أوسمة الوفاء) و(أنواط الاحترام)…
ومثلما كشفت الحرب معادن الناس، فقد فعلت نفس الشئ بحق الشركات ورؤوس الأموال، فكانت تاركو ابنة أصيلة للشعب السوداني أوفته حقّه من التقدير والمساندة دون منٍّ أو اذى، وثقتي أنّها قد دخلت بمسؤوليتها المجتمعية وانحيازها للناس والقلوب من أوسع أبوابها، وحجزت لنفسها مقعد (فيرست كلاس) في وجدان الشعب السوداني الذي أثق أنّه لن يتخلى عنها بعد الحرب مثلما فعلت معه أثناء محنته اللعينة.
ولكل ما تقدّم، لم استغرب مساهمة تاركو في (مبادرة أم درمان) بعشرين مليار جنيه توزع على تكاياها التي تطعم الناس مثلما جاء في لايف المؤثر صرفة، وتكفلها بتوفير (300) كرتونة مبيدات لمكافحة الذباب والبعوض، وشراؤها لـ150 طلمبة رش ستُوزّع على كل السودان، ولم يكن غريباً، كذلك على المدير العام لتاركو سعد بابكر أن يفتح طائراته أمام روابط المغتربين السودانيين في كل محطات الدنيا ومجاناً لشحن أية مبيدات أو إدوية طبية لمواجهة الوضع الصحي الحرج في البلاد وعلى قول الانصرافي (عليكم الله مي رجالة).
تاركو أكدت على سودانيتها، ونجدت المواطن حينما خذله الآخرون، تقدمت صفوف المسؤولية الوطنية ولا أقول الاجتماعية لإيمانها بأنها من هذا الشعب وإليه، نقلت الأدوية ومستلزمات غسيل الكُلى، (سيوره) وعقاقيره، مجاناِ، وحملت في أحشاء طائراتها الموارة بالخير مصنع الجوازات، وكل ما يطلبه الناس من أبنائهم في المهاجر مجّاناً، وشعت في سماء أزماتنا بهرة من ضوء العشم في مؤسسة سودانية تدير البزنس بأخلاق (أولاد البلد) (قسم وسعد) ومن معهم من (أولاد الناس) المنتسبين لوطن الشمس والسنابل والكبرياء.
(تاركو) في المقدمة الآن شاء من شاء وأبى من أبى، تبسط يدها بالخير للجميع، وتعد الوطن ببشريات وفتوحات، (قابضة الجو)، ومُسيطرة على سوق الطيران وقبله أفئدة السودانيين التي باتت تهوى إليها كلما ادلهم خطب أو حلت نازلة وكرب، فتجد فيها (أبناء وبنات تاركو) ملائكة رحمة يشيعون فضيلة المعاملة السمحة فيكسبون رهان الصدقات بتبسمهم في أوجه الناس.
لا أعتقد أن شهادتي مجروحة وأنا القابع في القاهرة منذ يونيو المنصرم، حيث أتيت لها براً عبر حلفا ولم إغادرها براً أو جواً إلّا مرة واحدة لبورتسودان عبر طيران آخر، ولكن ما ناشدت (تاركو) في خير يهم الناس إلّا ووجدتها تتقدم الجميع في المعروف وخدمة الآخرين بحب وتواضع واحتفاءٍ.
بعض الذين يناصبون (تاركو) العداء، لم تتسع حساباتهم المضخمة لتحمل عن الناس احتياجهم وعوزهم، سبقتهم في الأنفاق فاستبطأ بهم الطمع وشح النفس حتى اكتفوا بالكيد لمها سراً وعلانية، آخرون ركزوا على شتيمة (تاركو) حتى أحبها الناس، فقد علمتنا الأيّام أنّ المكان الصحيح عكس الجهة التي يقفون فيها، بعضهم (حاسد راصد)، جنّد كل شئ حوله لـ(هزيمة تاركو) والإيقاع بها في براثن الفشل ولكن هيهات.
ارفعوا أيديكم عن (تاركو) ودعوها تُحلِّق في سلام، فلقد مضت بعيداً في سماء الطيران، واتخذت مكاناً علياً، يستعصى على الفاشلين والحاسدين، اتركوها للسودان كمنتج وطني وثروة تستحق ان نحافظ عليها وننمِّيها ونجعلها قائدة ورائدة في مجال نحتاج فيه لشركات بمواصفات تاركو.