محمد عبد القادر يكتب … المرجفون في المدينة أخطر من ( الدعامة والقحاتة)..(موضة) الهجوم على الجيش والقائد..
نقلاً عن صحيفة الكرامة
الأسوأ من سقوط أي منطقة في السودان كبرت أم صغرت هو سقوط البعض في امتحان الوطنية وباستمرار.
الذين يفرحون لهزيمة الجيش مصابون بـ(عاهات نفسية) تجعلهم سادرين في غيِّهم، وغارقين في جب الخيانة الذي لن يخرجوا منه أبداً، وعلى الجميع أن يعلموا (كان انكسر الجيش الترابة في خشمكم).
(فرحة الدعامة والقحاتة) بما يحدث الآن في سنجة والدندر، احتفالهم بتشريد وقتل ونهب وتهجير المواطنين أكبر دليل على أنهم ليسوا أسوياء (نفسياً)، كما أن عزفهم على وتر الشماتة يحمل إشارة واضحة لبؤس خياراتهم وسعيهم للبحث عن انتصار زائف وبأي ثمنٍ، وياله من سقوط.
أسوأ من كل هؤلاء الذين يدعون موالاة القوات المسلحة، ويعتمدهم الرأي العام كمساندين وداعمين (غير مشحودين) بالطبع على نصرة جيشهم الوطني، ثم ينقلبون عليه مع أول هزيمة أو تراجع تتطلبه طبيعة الحرب التي تتقلب أحوالها ما بين الكر والفر، والهجوم والتراجع حسب طبيعة قتال تخضع لتقديرات القيادة العسكرية والميدانية على وجه الخصـوص.
الانحياز للجيش من الفطرة السليمة، وهو سلوكٌ وطنيٌّ قويمٌ لا ينبغي ألا يخضع لتقلبات الميدان، ومن اختار أن يكون موجوداً في سفينة الجيش فعليه القبول بخياري النجاة أو الغرق، الحياة بشرف أو الموت بعزة، ومن كان يريد أن يحتفل بانتصارات الجيش، ويشتمه حين البأس والهزائم فليبحث له عن وطن آخر ينتمي إليه، فالموقف الوطني ليس نزهة أو طقساً للترفيه، نمارسه حين اليسر وننفر منه في لحظات الضيق والعسر.
الذين يوالون الجيش ثم ينقلبون عليه حسب (حالة الميدان) أخطر من العدو الحقيقي، لأنهم يسمون جسد الرأي العام، ويساهمون في إنجاح الحرب النفسية التي يعتمد عليها العدو، وتصرف عليها المليشيا بإنفاق من لا يخشى الفقر.
الأخطر من (الدعامة والقحاتة) أصحاب المواقف الواضحة والمعلنة من الحرب، هم المرجفون بولاءاتهم المتذبذبة والمضطربة، والزئبقية التي تتنقل صعوداً وهبوطاً حسب (وضع الجيش في الميدان)، وربما كانوا كذلك أصحاب انتماءات مزدوجة أو ممن يحاولون ارتداء الثوب الوطني مع الاحتفاظ بـ(الكدمول) لاعتماره إذا ما رجحت الكفة لمصلحة المتمردين.
ألاحظ أن الهجوم على الجيش (أصبح موضة) هذه الأيام، يمارسها كل من يحاول أن يشذ على الالتفاف الوطني حول القوات المسلحة، ويتقرب من مجموعات سياسية أو دوائر متآمرة لـ(شئ في نفس يعقوب)، أو ربما لتمهيد طريق (للمخارجة) إذا رجحت كفة المليشيا الخاسرة بحول الله وإن احتفلت بانتصارات مؤقتة وزائفة.
كل ما ذكر آنفاً لا يُصادر حق أحد في توجيه الملاحظات المطلوبة للقيادة العسكرية أو السياسية، علماً بأن أسلوب المناصحة يختلف عن غبينة الانتقاد، كما أن لهذا الأمر أطره ومواعينه وطرائقه ومواقيته التي لا تؤدي لخفض الروح المعنوية للمواطنين أو منتسبي الجيش والقوات الأخرى الذين يقاتلون في الميدان.
الهجوم على البرهان وهو يحمل رمزية القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخوض أشرف وأشرس الحروب وفي أوان المعارك المفصلية، فعل غير برئ وينطوي على ترتيب وتخطيط لا يغيب عن كل ذي بصيرة يستهدف معنويات الشعب والجيش ويسعى إلى ضعضعة ثقة المواطن في القوات المسلحة.
سنظل مع الجيش، وكل الوطنيين الشرفاء، نناصحه ونُبدي الملاحظات من ذات الخندق، مصيرنا واحدٌ وهمّنا مشتركٌ، وثقتنا غير محدودة في نصر الله القريب، نحن مع القوات المسلحة إن كسبت وإن خسرت، نجبرها إذا انكسرت، ونواسيها إذا حزنت، نضمد جراحها ونساعدها إن كبت، ونسندها إذا تعثرت، مثلما نفرح بانتصاراتها ونسعد لتقدمها ونستبشر بفتوحات جندها الذين مازالوا يبلون بلاءً حسناً ونثق بأن النصر حليفهم بإذن الله تعالى وإن طالت المعارك واشتد بأس الحرب.
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيب).